الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخلافات الفكرية كيف اصبحت وسيلة لدى السياسين في اثارة الفتن

سلام خماط

2007 / 2 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


يرى بعض المفكرين ان الدين له وظيفة في الحياة تختلف عن وظيفة المنطق ، فالدين يقوم على اساس اليقين والانسان يستفيد من الدين بمقدار مايؤمن بالله ويثق به ، فالدين يعطي للانسان طمأنينه نفسية تساعده على خوض صعوبة الحياة، اما الفلسفة فانها تقوم على اساس الشك وهي ايضا تعين الانسان في دراسته مشاكل الحياة وايجاد الحلول المناسبة لها ، لكن الراي الارجح هو ان في قدرة الانسان ان يكون باحثا موضوعيا من جهة ومؤمنا بالله من جهة اخرى فالايمان لايمنع من النظر في شؤو ن الحياة نظرة فلسفية وعلمية ، حيث ان هذه النظرة تمنح المبدعين قوة على طريق تنشيط الفكر البشري رغم اختلاف المفاهيم لكن بعض الاحيان يكون هذا النظر الفلسفي مدعاة للخوف وذلك بسبب العقليات المتفاوتة عند البشر ، ففي الانظمة المتشددة يكون مجرد التفكير الفلسفي حرام وذلك وفق مبدأ (من تفلسف فقد تزندق) والقول بالتجديد جريمة يحاسب عليها القانون والخروج وعدم الايمان بالفكر السائد من المصائب الكبيرة ، ان الايمان ضرورة ولكن لامانع ان يرافقها تعدد الاراء وكثرة التصورات حتى لايكون المشهد احادي الجانب، ان الانسان له الحق كل الحق بان يؤمن باي شئ يعتبره صحيحا والعالم المتحضر يبيح لنا الخيار بان نختار من المائدة مانشتهيه لكن لايبيح لنا ان نجبر الاخرين ان يقبلوا مانختاره لهم ولهذا قال الامام زين العابدين( انت اخي مادمت محترما حقي امنت بالله ام امنت بالوثن)ان الفلاسفة يختلفون عن المتكلمين (الفقهاء)في الطريقة والمنهج ، فالفقيه اول مايبدأ بالايمان بمبادئ الدين وتعاليمه ، ثم يستدل على صحتها بالعقل ، اما الفيلسوف فاول مايبدأ بالايمان بحقائق المنطق فاذا كان مسلما حاول ان تكون هذه الحقائق غير متعارضة مع الدين. ان الغاية من الفلسفة هي ليست المقدرة على الجدل بقدر ماتكون الغاية منها ادراك الحقائق كما هي في البراهين والادلة العقلية وليس بالظن والتقليد .
حين قبض النبي(ص)واختلف المهاجرون والانصار على الخلافة في من هو احق واولى بها بعد الرسول قال المهاجرون:نحن القرابة واول من صدق وهاجر .وقال الانصار:نحن اوينا ونصرنا رد الامام علي على الطرفين بقوله:(واعجباه اتكون الخلافة بالصحابة والقرابة).وقال يهودي للامام علي: لم يمت نبيكم حتى اختلفتم فيه...فقال الامام علي:بل اختلفنا عنه ولم نختلف فيه .
فظهر اثر هذا الاختلاف في مبحث الامامة من علم الكلام حيث تعددت اقوال العلماء حول شخصية الامام وهل يجب ان يكون من قريش وان يكون معصوما وبالتالي ماهو الطريق لمعرفته؟هل بالنص عن الرسول او الانتخاب ، ثم اختلفوا حول مقتل عثمان والاحداث التي ادت الى مصرعه وظهر هذا في كتب الفقه والعقائد،حيث اختلف العلماء في وجوب الصبر على الظلم فقالت الامامية من الشيعة وكذلك المعتزلة على منازعة الحاكم الجائر ، اما اهل السنة فقالوا: الاختيار ان يكون الامام فاضلا عادلا محسنا ، فان لم يكن فالصبر على طاعة الجائر اولى من الخروج عليه، لما فيه من الخوف والامن حتى قال احد فقهائهم ( وطاعة من اليه الامر فالزم****وان كانوا بغاة جائرينا) لقد اختلف المسلمون في مرتكب الكبيرة هل هو كافر او مؤمن فكان هذا الموضوع قد حدث على اثر التحكيم الذي حصل في صفين اما الاختلاف حول المسائل العقائدية فكثيرة منها صفات الله وخلق القران والجبر والاختيار والحسن والقبيح ، هذه اهم المسائل السياسية ذات الصلة في العقيدة الذي وقع فيها الاختلاف، ولما حصل الاختلاف استغله السياسيون واتخذوا منه وسيلة لاثارة الفتن ومبررا لعدوانهم وبخاصة مسالة الجبر حيث تنفي عنهم المسؤولية وتلقيها على الله وحده.ان الحضارة العربية والاسلامية على عظمتها في الانجازات الكبرى من قيم وفكر وفقه وعلوم واداب وفنون الا انها كانت قاصرة في الجانب السياسي والسبب في ذلك هو انظمة الاستبداد المتوارثة والدكتاتورية التي ادت الى تفكيك وحدة الامة الى طوائف ومذاهب وفرق والتي يتغذى على تناقضاتها العنف والعنف المضاد.لقد تعرض العراق لنكبات وويلات كثيرة منها ما اصابه ايام المحنة المعروفة والنزاعات التي دارت بين الحنابلة والمعتزلة او مااصابه من نكبات على اثر الصراع الذي دار بين الحنابلة والاسماعيليون ومارافق هذه الصراعات الفكرية من قتل وتشريد وحرب ومطاردات وتهجير .او ماتعرض له العراق بعد ذلك من غزوات وحروب دارت على ارضه بين الغرباء من صفويين وعثمانيين وماتعرض له من احتلال مغولي تتري او احتلال استعماري بريطاني ومااثاره من فتنه بين الطوائف والمذاهب والاديان، وما يجري اليوم ليس اقل وطأة مما جرى بالامس ، ورغم هذا كله ظل العراق بلدا موحدا عبر التاريخ لن تنطلي عليه الاعيب المحتل برزرع بذور الفتنة الطائفية والتفرقة بين ابنائه لانهم متيقضين ويعرفون ذلك مما جعلهم اكثر قوة واكثر توحدا ولم يكن همهم ولا هدفهم الا خروج المحتل الغاشم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بلطجي الإسماعيلية-.. فيديو يُثير الجدل في #مصر.. ووزارة الد


.. جدل بشأن عدد قتلى الأطفال والنساء في قطاع غزة




.. أكسيوس: واشنطن أجرت محادثات غير مباشرة مع طهران لتجنب التصعي


.. مراسل الجزيرة: المقاومة تخوض معارك ضارية ضد قوات الاحتلال ال




.. جيش الاحتلال ينشر فيديو لمقاومين قاتلوا حتى الاستشهاد في جبا