الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما تُكبَر الأدوار الإقليمية لبعض الدول.........

محمد سيد رصاص

2007 / 2 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


شكَل انتهاء الحرب الباردة,وانتصار واشنطن وتحولها إلى القطب الواحد للعالم في حالة لم يشهدها العالم منذ روما,انقلاباً كبيراً في جملة العلاقات الدولية,كان أحد انعكاساته هو تبدل الأدوار الاقليمية في هذا العالم المتغير,واتجاه القطب الواحد إلى تكبير أدوار دول اقليمية معينة في مناطق متعددة من العالم وإعادة النظر في أدوار كانت قائمة في الفترة السابقة لخريف عام 1989.
لوحظ ذلك,مثلاً,في أزمة تيمور الشرقيةعام1999,التي أغمضت واشنطن عينيها عن غزو إندونيسيا لها بعد انسحاب البرتغاليين منها وتحويلها إلى المقاطعة الاندونيسية السابعة والعشرين في عام1976بعد قليل من الهزيمة الفيتنامية لواشنطن,حيث لم يلاحظ,فقط,في تلك الأزمة تأييد القطب الواحد لانفصال تلك المقاطعة عن جاكارتا وإنما أيضاً اتجاهاً قوياً عند الأميركان لرعاية دور اقليمي قامت به أوستراليا في تلك الأزمة وضع بظله الدور الذي حاولت أن تلعبه منظمة(رابطة دول جنوب شرق آسيا-أسيان-)التي رعت الولايات المتحدة قيامها في عام 1967 أثناء الحرب الفيتنامية,والتي استمرت بالقيام بأدوار رئيسية,حتى بعد هزيمة الأميركان في سايغون ربيع عام1975,لصالح واشنطن في صراعات الحرب الباردة,كماحصل لمالعبت ,مثلاً,دوراً رئيسياً في محاصرة الفيتناميين اقليمياً عقب غزوهم لكمبوديا عام1979. كماظهر ذلك,أيضاً,في أزمة صيف1999أثناء أزمة المرتفعات الكشميرية بين الهند وباكستان والتي كادت أن تودي بالبلدين نحو حرب جديدة,حيث لوحظ في تلك الأزمة تبدل مواقف واشنطن عن ماكانت عليه في حربي 1965و1971,التي وقفت فيهما موسكو مع نيودلهي,إلى موقع كان من الواضح فيه إعادةُ للنظر من قبل العاصمة الأميركية في دور اسلام آباد عماكان عليه في زمن الجنرال ضياء الحق عقب الغزو السوفياتي لأفغانستان عام1979(والذي وقفت منه الهند موقفاً كان أقرب إلى"الحياد الإيجابي"),ويبدو أن حسابات واشنطن,بالحاجة إلى الهند كحاجز غربي أمام تمدد العملاق الصيني,تقف أساساً وراء ذلك,وليس فقط انتهاء"العملية السوفياتية في أفغانستان"بهزيمة وانسحاب موسكو في شهر شباط1989.
على الصعيد الإفريقي,يمكن لمس هذا من خلال أزمة جنوب السودان بالتسعينيات,بعد دخول نظام الخرطوم الاسلامي الجديد في تصادم مع واشنطن,حيث رأينا(بدلاً لماكان في عامي1977و1978 من غطاء غربي لدور اقليمي كبير قام به نظام الرئيس النميري في أزمتي الحرب الصومالية-الاثيوبية والحرب الاريترية ضد اثيوبيا المتحالفة مع السوفييت)اتجاهاً غربياً مستجداً,من قبل واشنطن والأوروبيين,لكي تُعطى الدول الافريقية المجاورة للسودان,وخاصة أوغندا وإريتريا,أدواراً رئيسية في تلك الأزمة,وفي رعاية وتغذية التمرد الجنوبي,والمعارضة السودانية الشمالية التي اتخذت من أسمرا مقراً لها,فيما يلاحظ ذلك الآن حيال تشاد ودورها في أزمة دارفور,الشيء الذي يمكن أن يفسر القلق الكبير الذي شعرت به كل من واشنطن وباريس في الربيع الماضي لمازحفت فصائل من المعارضة التشادية المسلحة نحو العاصمة وكادت أن تطيح بحكم الرئيس ادريس ديبي.فيما رأينا,في الغزو الاثيوبي الأخير للصومال,كيف انتقلت الحظوة الأميركية نحو أديس أبابا(التي تمتعت بضوء أخضر أميركي في هذا الغزو)بدلاً من الإريتريين,الذين بسبب حروبهم ونزاعاتهم مع الاثيوبيين قبل استقلال1991وبعده,اختاروا الوقوف في موقف الداعم الصريح ل(المحاكم الاسلامية الصومالية).
يلفت النظر,عربياً,عدم تمتع أي من العرب بأية أدوار عند القطب الواحد,رغم الأدوار الرئيسيةالتي لعبتها بعض الدول العربية في الحرب الباردة مع واشنطن عبر تحالفات أوتقاطعات مصالح,سواء ضد السوفييت في أفغانستان,أوضد حليفهم الاثيوبي العقيد هيلاميريام في القرن الافريقي,أوماقام به الرئيس السادات والملك الحسن الثاني في دعم الرئيس الزائيري موبوتو في أزماته الداخلية عام1977 أثناء ظرف الحرب الأنغولية الأهلية التي كان فيها موبوتو داعماً رئيسياً لمنظمة(يونيتا)المعادية ل(الجبهة الشعبية)الموالية للسوفييت والكوبيين.
ربما,في هذا الصدد,كان مثيراً للتأمل ماقامت به واشنطن من احتكاكات علنية مع القاهرة والرياض في السنتين التاليتين ل(11أيلول),وماتقوم به واشنطن,عبر أزمات السودان والصومال,من زعزعة لبنية السودان الداخلية ومن تقوية لدول ينابيع النيل,وهو مايقلق تقليدياً أي حاكم مصري:هل يمكن فهم تأييد واشنطن المتحمس لقيام الوحدة اليمنية في عام 1990(وهومايخالف موقفها التقليدي هي والأوروبيين من محاولات الوحدة العربية),ورعايتها للدور الذي تأخذه دولة قطر منذ عام1996اقليمياً وأحياناً دولياً والذي يفوق حجمها وامكانياتها الذاتية,على أنه في إطار يلامس توجه أميركي استراتيجي جديد حيال أوضاع شبه الجزيرة العربية على المديين المتوسط والبعيد؟..................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -صانع قدور- و-بائع كمون-.. هل تساءلت يوماً عن معاني أسماء لا


.. حزب الله ينسق مع حماس وإسرائيل تتأهب -للحرب-!| #التاسعة




.. السِّنوار -مُحاصَر-؟ | #التاسعة


.. لماذا تحدى الإيرانيون خامنئي؟ | #التاسعة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | ما جديد جولة المفاوضات بين حماس وإسرائيل ف