الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيناريو غلق الحدود محاولة لتغطية الملف الطائفي لدول الجوار

طه معروف

2007 / 2 / 23
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الحرب وضعت العراق في ظروف لم يوضع فيه اي بلد في العالم ،دفعته الى انهيار كل المقومات واسس الحياة المدنية وإلى الصراع والتقسيم الطائفي والنزوح جماعي وإلى ساحة للحرب الأرهابية ،الذي يتسلل إليها ألإرهابيين من شتى انحاء العالم بسهولة دون اي صعوبات تذكر،نتيجة استمرار الحرب و بسبب تواجد قوى الاحتلال والإستقطاب الطائفي الداخلي في العراق .
إن إدامة الأحتلال ووجود الميليشيات المولودة طائفيا ،هما وراء تسلل وتدفق الإرهابيين إلى العراق. ومن الغباوة ان يفكرالمرء بغلق الحدود لمنع قدوم هؤلاء الى عراق في الوقت فإن حلفائهم الطائفيين يدعوهم لإلتحاق بقافلتهم الطائفية هنا.
من السخرية ايضا ان يتحدث المرأ عن إغلاق الحدود مع ايران في الوقت فإنه يتمتع بإكبر النفوذ السياسي في العراق بل إنه يشكل المرجعية الأساسية لمعظم الميليشيات ولحكومة المالكي ايضا في العراق.إن ايران لا يحتاج إلى التدخل في العراق لإنها هو الحاكم الفعلي فيها و ان شعاراتها ترفع بأيادي اتباعه الطائفيين و صور رموزها الدينية معلقة فوق رؤوس مسؤولين لحكومة المالكي و امام مدخل المباني الحكومية وخصوصا المحافظات في جنوب العراق وعلى جوانب الطرق والشوارع ومقر الميليشيات في بغداد. حيث ان سياساتها الرجعية تنفذوا و تطبق في العراق مثلما هي في ايران .و هنا من حقنا ان نتسائل : هل يبقى شئ اسمه الحدود بين عراق الحوزة والولاية الفقية و مرشدها الإيران الأسلامية حتى يفكر احدا بإغلاقها ؟.
ما يهمه الجماهير العراقية وقواها المدنية من اليساريين والمدنيين ليس هو غلق الحدود مع احد وانما غلق الملف الطائفي والعرقي لتلك الدول في العراق ،الذي هو أحد الأسباب الرأيسية لتلك المآسي منذ اكثر من ثلاث سنوات . إن حظور القوي لحكومة ايران الأسلامية في العراق لم ولن يكن ممكنة عبر تجاوز وإختراق الحدود ، وإنما من خلال اتباعه الطائفيين كأمتداد الطبيعي لها . ولا يمكن بوسع احد ان يضعوا حدا لنهاية النفوذ الإيراني في العراق من دون القضاء على تلك الحركات الطائفية الذي هو بمثابة المظلة و العمود الفقري لتلك التواجد. إن إطلاق ألإدعائات حول غلق الحدود مع أيران ،هي في الحقيقة بدعة والضحك على ذقون .العلاقة بين الميليشيات الشيعية وحكومة الاسلامية في ايران ،هي علاقة مصيرية ،والميليشيات الشيعية هي امتداد لسياسة الايرانية في العراق ،فبدونه لا يمكنهم ان يستمروا كثيرا على نهجهم السياسي الطائفي .
ضربت الطائفية العراق جذورها وكل طرف الطائفي يحاول أن يحصن طائفته بالإسناد على الدعم الأقليمي ،اي من الدول المحيطة بالعراق .الحركات والأحزاب الأسلامية السنية هي ايضا مرتبطة بدول مثل سعودية او سورية الذي تحول الى معقل للبعثيين . فأي جهة من هذه الجهات عاجزة ولا يتمكن الاستمرار في نشاطه الهدام في العراق دون مساعدة ومساندة من تلك الدول .اي ان علاقة الكتل السنية مع تلك الدول ،هي ايضا علاقة الحياة والموت ولا تصب في خانة التدخلات الاقليمية التقليدية . إذن كيف كان بإمكان هذه الميليشيات الطائفية ،الشيعية او السنية ،التابعة والذيلية الذي احتظنته الدول الاقليمية سنوات طويلة، أن تجرؤ للقيام بغلق الحدود على وجه أسيادها ؟.
واخيرا فإن جزء اساسي من مآسي الجماهير العراقية هو بسبب وجود هذه الميليشيات الاسلامية ،الشيعية او السنية،وبقايا البعثيين. وإن كل جهة من هذه الجهات مرتبطة مصيريا بإحدى دول او ذاك كعمقه السياسي والاستراتيجي .والعراق تحول الى ميدان لتصفية الحسابات السياسية لهذه الدول. وقوى الاحتلال من ناحيته يشجع بعض الدول لتدخل في العراق .وامام هذا المشهد السياسي المأساوي، هل يبقى للعراق حدودا حتى يغلقها بوجه احد ؟.
طه معروف
16-2-2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة هروب طلاب في مستوطنة -كريات يام- بحيفا بعد دوي صفارات إ


.. نتنياهو: الشعب اللبناني على مفترق طرق وهو خياركم ويمكنكم ان




.. هغاري: لا نزال نبحث نتائج الغارة الجوية التي استهدفت القيادي


.. ما هي السيناريوهات الأكثر ترجيحا لرد إسرائيل على إيران؟




.. وزير الخارجية الإيراني: نرصد جميع التحركات وسنرد بشكل متناسب