الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرجل السيء في لوحة الموزاييك

ليندا حسين

2007 / 2 / 23
الادب والفن


(1)
الوهم لاشيء في هذه الحياة. كل شيء حقيقي وأزلي حتى النخاع. الله والشيطان. الإيمان والكفر. الفضيلة والخطيئة. كل شيء في هذه الدنيا ملموس وأبدي ويستحق التجربة. الحب والكره، الرحيل والالتصاق..

أي جرأة واستهتار، هذا الذي يدعوني لتسمية الأشياء وهما.
إننا نشير للتجارب والأفكار باسم الوهم، لنبرر تعبنا منها، ومللها بنا. ننسحب ونعلق مصطلح ( وهم ) على كل الأشياء التي نعتقد أننا استهلكناها أو استهلكتنا.

ما هي النظرة التي يجب أن ننظر بها إلى الأشياء؟ هل هي نظرتنا لها ونحن ملتصقون بها؟ إذاً ما الذي يعنيه المشهد الذي يرتسم لدمشق عن بعد. من قاسيون مثلا، من هنا حيث لا تُرى سوى الأضواء المتناثرة، وصوامع الجوامع المضاءة، والقصر الرئاسي الراقد فوق تلة ليست بعيدة.

ومن جهة أخرى، يكون السؤال: ماذا عن المشهد الآخر للمدينة؟ ذلك المأخوذ من بناية مرتفعة لا تبتعد كثيرا عن ساحة السبع بحرات. حيث تقدم تفاصيل العاصمة نفسها بجمال وسحر فائق، لتبدو أسطورة محبوكة خالية من الأخطاء والمخالفات والقمامة المتناثرة والمتسولين التعساء والعجزة التائهين والقطط المريضة؟ أي تماما صورتها ونحن ملتصقون بقلب المدينة.

أي المشاهد الثلاثة هي الروح الصافية لدمشق؟ هل مشهدها عندما أكون قريبة منها أمشي في شوارعها، أم مشهدها البعيد ، أم مشاهد المابين بين..؟

إن الحقيقة النقية الصرفة لهذه المدينة هي المدينة فقط. فإذا استطعت ( ولن تستطيع ) أن تكون دمشق، عندئذ ستفهم وتعرف وتلمس نفَس دمشق .. فقط.

أنت عاجز عن الإمساك بالحقائق الكلية، رغم كل الرغبة المتدفقة، والأشواق المتراصفة باتجاه الآخر الذي ترغب بملامسة أعماقه. لأنك عاجز عن ألا تكون نفسك. عاجز أن تكون إلا نفسك. ووحدهم المجانين يرتكبون كل الاتجاهات والإمكانيات.. ووحدهم يعرفون.


(2)
الكراسي


كانوا سبعة أولاد على ستة كراس. وكان حامد أول الخارجين من اللعبة. يجلس في زاوية قريبة، حزيناً يراقب رفاقه يتصايحون ويتبارزون حول الكراسي اللعينة.
حلم دائما وبصمت، ألا يكون أول الخارجين. رفاقه يدورون، ثم يتوجون زعماء للعبة. وهو خارج اللعبة، وحيداً يراقب رفاقه بحسد.

* * *

في ليلة عادية تشبه كل الليالي القديمة، سيمسك حامد سلاحاً نارياً ويصوٌب نحو ستةٍ يدورون حول خمسة كراس.
ـ رصاصة.. اثنتان.... ست.

سيسقطون جميعاً، ويبقي وحيداً مع الكراسي. يدور ويدور ثم يجلس سعيداً، مطمئناً على الكرسي الذي كان يوماً أبعد من الحلم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء


.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان




.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي


.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء




.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس