الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق : مثلث الإحتلال وسلطة الطوائف وصولات الإرهاب

احمد معين

2007 / 2 / 23
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بالرغم من الخطة الأمنية لحكومة نوري المالكي بشأن إعادة الأمن إلى بغداد التي بدأ العمل بها منذ14 حزيران 2006 وخطة إعادة النظام الجديدة التي تم تطبيقها منذ اسبوع ، لازالت الهجمات المسلحة في تزايد مستمروالعنف الطائفي يستشري. فعلى الرغم من تنفيذ الخطتين إلا إن الهجمات اللتي تشنها ( الجماعات المسلحة ) لازالت مستمرة بوتائر عالية ولا زال بغداد وباقي المدن العراقية مرتعاً لأعمال العنف الطائفي والعمليات الإرهابية .
وقد تم الإعداد لتنفيذ الخطتين بطرح ما سمي بمبادرة المصالحة الوطنية التي باركتها بدرجات متفاوتة مختلف القوى السياسية المشاركة في المشهد السياسي الراهن علاوة على أمريكا وبريطانيا ودول عالمية وإقليمية اخرى .
وهنا وبعد مرور ما يقارب من ثمانية أشهر على الخطة الأولى وفشلها ليس فقط في القضاء على العنف والإرهاب والعمليات المسلحة بشتى أشكالها في بغداد والمناطق المحيطة بها بل وتحولها إلى محطة جديدة في تفاقم الوضع الأمني المتردي ودفع العراق خطوة اخرى نحو عتبة الحرب الأهلية الشاملة لابد من وقفة جادة ومراجعة ما يجري من جديد.
بعد مرور اكثر من 4 سنوات على إجتياح العراق وسقوط النظام البعثي وبعد سقوط مئات الآلاف من القتلى في صفوف المدنيين فقط وتجربة مزيجة من العمليات والإجتياحات العسكرية في بغداد والفلوجة والرمادي والموصل والنجف وغيرها وتؤأمتها مع انماط مختلفة من الحكم السياسي كمجلس الحكم والحكومة الإنتقالية لأياد علاوي وما إنبثق من حكومتين برئاسة إبراهيم الجعفري ونوري المالكي ومشاركة واسعة من قبل التيارات المناهضة لما يسمى بالعملية السياسية سواء في المجلس الوطني أو في الحكومة الراهنة يبقى السؤال قائماً بكل حدته : لماذا إذن يتواصل مسلسل التفجيرات الدموية والنزاع الطائفي والعمليات الإنتحارية والإقتتال الدموي ؟ ما هو إذن أسباب تواصل بل وإتساع مدى الفلتان الأمني ؟ ما هو آفاق الوضع الراهن في العراق في ظل عجز السلطة الراهنة عن التحكم بالملف الأمني بالتعاون الكامل مع قوى التحالف ؟ هل الإرهاب والعنف المستشري وحملات حرق الاخضر واليابس معاً صناعة خارجية مستوردة ام إنها تفاعل لمعادلات داخلية ليس العامل الخارجي سوى زيت يصب على حريق موجود اصلاً ؟ ثم ما هو آفاق الوضع الراهن وهل بتنا أمام حلقات ورزم من الحلول والخطط لا تني بعد ايام من طرحها أو البدء بتنفيذها يتحول هي بذاتها إلى محطة أخرى من محطات إستشراء العنف والإرهاب بحيث يختصر كل منها المسافة نحو الحرب الأهلية الشاملة بكل معانيها ؟ تلك وغيرها من الاسئلة الملحة بات يقض مضاجع العراقيين وهي بحاجة للتأمل والغوص بعيداً في جذور الوضع الراهن قبل ان يجرف فيضان العنف والعنف المضاد والإرهاب والتخندق الطائفي والمذهبي كل العراق حيث نكون عندها كمن يقول : لات ساعة ندم ! .

------------------------------------------

قلة قليلة فقط من متابعي الشأن العراقي تنبئوا بدقة بما سيؤول إليه الوضع في العراق عشية الغزو الأمريكي لها .
كان الأعلام الغربي المزهو بليبراليته تركز حينها على الطابع الدموي لسلطة النظام البعثي غير مكترث بالعديد من العوامل والمكونات الأخرى التي تؤلف بمجموعها المشهد السياسي المركب في العراق .
أما الإدارة الأمريكية وخاصة في ظل السيطرة شبه الكاملة لعصابة المحافظين الأربعة عليها وخاصة في وزارة الدفاع ( رامسفيلد ، ولفوويتز ، بيرل و.. ) فكانت مزهوة ومنتشية بالنصر الأمريكي في أفغانستان والإصطفاف التام لقوى المعارضة العراقية آنذاك خلف ستراتيجيتها المسماة ( تغيير الأنظمة ) ساعية لإشباع نهمها في الوصول إلى المنطقة الخضراء مهما كان الثمن .
وهكذا تم تسويق حرب العراق وكأنها نزهة عسكرية قصيرة تليها عملية ترميم وتجميل للسلطة السياسية لحين إيداعها لإئتلاف من القوى الإسلامية والوطنية والكردية بإشراف أمريكي مباشر أطلقنا عليه نحن وقبل شن الحرب بمدة طويلة بالإنتداب الثاني في تاريخ العراق ترادفاً مع الإنتداب البريطاني على العراق في 1932 ( مع الفارق في الظروف والدوافع ) .
لكن حساب البيدر أتى مناقضاً لحساب الحقل بصورة مذهلة .
وهنا يبدو مفارقات المشهد السياسي .
كان البعض يظن ( أو يتوهم ربما ) بأن الحجج التي تم تسويقها كذرائع لشن الحرب ، أي اسلحة الدمار الشامل وعلاقة النظام البائد مع القاعدة ، بدا إنها غير صحيحة وبأن الرئيس الأمريكي جورج بوش كان ضحية لوهم مختلق إذ كان يظن فعلاً بصواب تلك المبررات ! . إذن كان سبب شن الحرب مجرد هفوة معلوماتية وفوضى في عملية العلاقة بين أجهزة الإدارة الأمريكية لاغير ! وكان الرئيس يظن فعلاً آنذاك بصحة تلك المعلومات وعندما بان زيفها تبين ببراءة خجولة بأن الأمر لم يكن سوى سوء تقدير وأخطاء من مصادر المعلومات الإستخباراتية حيث تم عزل جورج تينيت رئيس المخابرات المركزية لفشله في التأكد من صحة المعلومات قبل رفعها للرئيس ! .
هكذا ببساطة !. ليس التاريخ سوى جملة من الأخطاء البسيطة وما عليكم سوى قبول ذلك التفسير الليبرالي العريق في صدقه وإلا كنتم من جملة المارقين ! .
ولكن لم يندر الحجج البديلة لاحقاً( حيث تبين إن الصنف الثاني من الحجج كان معداً سلفاً للجوء إليها بعد تبين بطلان الأولى ) .
إلا إن الأبواق الإعلامية والدبلوماسية أصرت على صحة وصواب قرار شن الحرب بالرغم من بيان زيف الدعاوى الأولية التي تم شنها تحت لوائها : ( ألا يستحق القضاء على نظام دموي كنظام صدام حسين شن الحرب ؟) !.
لكل ذلك لم ينطلي الحجة الجديدة لشن الحرب على احد . والطريف في الأمر إن الحجة تم طرحها بعد الحرب وإنتهاء العمليات العسكرية في الأول من آيار لعام 2003 كما أعلنها جورج بوش .
ولم تندر بعدها الذرائع الواهية المتتالية لحرب كانت أقل شعبية في تاريخ الولايات المتحدة الدموية : إنها حرب من أجل إشاعة الديمقراطية في الشرق الأوسط وجعل العراق نموذجاً لإزدهار الحريات في المنطقة وغيرها من الذرائع التي كانت تسقط واحدة تلو الأخرى بشكل بات القفز من ذريعة لأخرى عاملاً إضافياً في فضح السياسة الأمريكية في العراق ودليلاً حياً على تهافت تلك السياسة وزيفها وتناقضها مع المبررات والدوافع الحقيقية لشن الحرب .
ولم تكن الديمقراطية المزعومة في العراق التي إدعى الأمريكان بإشاعتها في العراق كخطوة أولى نحو الشروع بنشرها في المنطقة تنبع من رؤية سياسية صادقة وخطة واضحة وقوى محلية حاملة ومؤهلة لها بل كان شعاراً سياسياً براغماتياً محضاً لتحقيق أهداف لا يربطها صلة بالمفهوم الدارج لكلمة الديمقراطية .
إذن بعد 4 سنوات من قرار شن الحرب وسقوط النظام العراقي إلى أين يسير العراق ؟
على الرغم من ( الشرعية ! ) التي أضفاها قرار مجلس الأمن الدولي الصادر في 23 / 5 / 2003 على إستمرار الإحتلال الأمريكي للعراق فإن أمريكا عاجزة حتى هذه اللحظة عن تحويل إنتصارها العسكري في غزو العراق إلى نصر سياسي . والسؤال هو لماذا ؟
السبب برأيي بسيط في فهمه ومعقد في تحقيقه . إنها تكمن أساساً في التناقض الصارخ بين الدوافع الحقيقية للحرب والسياسة الأمريكية الراهنة في العراق مع الأهداف والتطلعات الحقيقية للشعب العراقي ومتطلباته الملحة الراهنة .
فأهداف الحرب لم تكن في واقع الأمر إلا فرض التراجع على منافسي الولايات المتحدة على الصعيد العالمي عن طريق التحكم بمقدرات منطقة الشرق الأوسط بما له من أهمية سياسية وعسكرية وإقتصادية وستراتيجية _ امنية .
كما كان إعادة تغيير وبناء النظام السياسي في المنطقة والتحكم بتداعيات الصراع العربي _ الإسرائيلي والقضية الفلسطينية وإعادة ترتيب الهيمنة الأمريكية في المنطقة بعد التحولات الهائلة التي طرأت عليها من ضمن الأهداف والدوافع الجلية لأمريكا حيث يبدو ذلك واضحاً في الوقت الراهن بصورة أكثر .
كما كان أحد أبرز الأهداف شبه المعلنة ولكن المتمتعة بأهمية قصوى في الستراتيجية الدولية لأمريكا لمرحلة ما بعد 11 سبتمبر هو البحث عن ميدان مناسب للمنازلة الكبرى مع القاعدة وإيقاع الضربة المميتة بها حيث لم يكن ربط إسم النظام العراقي بالقاعدة سوى مقدمة لجعل العراق ساحة لأم المعارك معهم ومن خلالها مع كل التيارات الإسلامية المتطرفة في المنطقة أيضاً .
ولم تغب عن بال مخططي الحرب هدف آخر ألا وهو إحتواء النظام الإسلامي في ايران وكبح جماح تطلعاته الاقليمية .
لقد سنحت الأجواء التي أفرزها الهجمات الإرهابية للقاعدة على نيويورك مسوغاً ودافعاً جديداً وكذلك بعداً أوسع وأكثر تطرفاً للسياسة الأمريكية في المنطقة إذ أصبحت مواجهة الإرهاب الإسلامي عنواناً عريضاً يخفي تحت يافطته مجموعة واسعة من الأهداف الأمريكية القديمة والجديدة .
إلا إن الإرهاب الإسلامي بات أقوى في العراق وفي المنطقة أكثر مما مضى بل وأصبح العراق ، وكما كان أفغانستان قبل عقد من الزمن ، مفرخة وقاعدة لتصدير مقاتلي القاعدة وصنوف عديدة من المنظمات الإرهابية الإسلامية إلى الجبهات الأخرى في العالم كلبنان والجزائر والشيشان ومعسكراً لتدريب وتجنيد وتخريج جيوش الإرهاب الإسلامي من شتى الجنسيات . مثلما أصبحت منطقة الشرق الآوسط اليوم وكنتيجة مباشرة للحرب الأمريكية في العراق وتداعياتها وكيفية التعاطي الأمريكي معها ، أكثر إضطراباً من العقد الماضي بكثير . أما فيما يخص إيران فإنها كسبت ومن خلال حصان طروادتها في العراق والمتمثلة بالتيارات الإسلامية الشيعية مما لم يتوقعه أحد من المحللين السياسيين .
وليس سراً التأكيد بأن تحقيق الأهداف الأمريكية في العراق لازال يمر عبر آليات القهر والنهب والسلب والإقصاء والإستعباد وتشديد وتائر الفقر وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية والتحالف مع أكثر التيارات رجعية في صفوف القوى السياسية العراقية والتعاون مع الأنظمة الرجعية والدكتاتورية والفاسدة في المنطقة وإعادة ضم التيارات الإسلامية المسماة بالمعتدلة إلى تركيبة النظم السياسية في المنطقة مثلما ظهر ذلك في الإنتخابات المصرية ومشاركة الإخوان المسلمين فيها لأول مرة بإيعاز أمريكي مباشر ودعم مثيلاتهم في سوريا .
لقد لعب الإحتلال الأمريكي بغطرسته وتبجحاته الزائفة عن إشاعة الديمقراطية في العراق قولاً وتكريسه وشرعنته للتمييز الطائفي والعرقي والمذهبي عملاً ، وهما جنسين متضادين ومتنافرين تماماً ، أو الإستسلام لتك النزعات المتخلفة والمريبة ولكن المحركة لأكثر القوى السياسية المتحالفة معها في العراق ، دوراً اساسياً لما يجري في من دمار وعنف وإرهاب. فمن كرس المحاصصة الطائفية والمذهبية وأرسى لبنتاتها الأولى عدا بول بريمر ومن خلفه في البنتاغون والبيت الابيض ووزارة الخارجية الامريكية ؟
فمنذ أن وطأ الامريكان بأقدامهم إلى العراق بل وحتى قبلها في مؤتمري لندن في ديسمبر 2002 وفي مصيف صلاح الدين في شباط 2003 وفي مؤتمر الناصرية في نيسان 2003 أي بعد الغزو وسقوط نظام الطاغية بأيام كان الخيط المحوري في مجمل السياسة الامريكية في العراق هو العزف المتكرر على نغمة التركيبة الإثنية والعرقية والدينية والمذهبية والطائفية المتنافرة في البلاد . وكانت الرسائل الامريكية والبريطانية تصل أسماع العالم بصورة يومية بأن العراق يتكون من الشيعة ونسبتهم 60% والسنة 20% وإن للمراجع الدينية الكلمة العليا في رسم السياسة العراقية في المرحلة المقبلة وبأن البعث كان ممثلاً للسنة وبأن الدولة العراقية ومنذ تأسيسها في عشرينات القرن الماضي قامت بتهميش الشيعة وبأن الشيعة سوف يكون لهم ( حصتهم !!) في السلطة المزمعة إنبثاقها طبقاً لنسبتهم من مجمل سكان العراق وفق الإستراتيجة الامريكية ، وغيرها العديد من المفردات السياسية التي كان يزخر بها تصريحات سائر اركان الإدارة الامريكية .
وهنا من الضروري التأكيد بأنني هنا لا انفي وجود تلك النزعات والإنقسامات والميول والحزازات في صفوف الشعب العراقي قبل الغزو الأمريكي ، وهي حالة تختلف ، بل جل ما اعنيه هو :
اولاً : أذكائها وتشذيبها من قبل الآمريكان والنظر إليها كثابت دائم ليس هناك من مفر سوى الإستسلام له.
ثانياً : الإنطلاق منها في عملية رسم خريطة البناء السياسي للعراق ومراعاتها بل وتعميقها وإضفاء الشرعية عليها بدل إيجاد الحلول لها وإن يكن حلولاً بعيدة المدى وصعبة التنفيذ.
ثالثاً : إطلاق يد الميليشيات العسكرية المسلحة كجيش المهدي وفيلق بدر الطائفيتين حتى النخاع لتقوما بما تشاءان من دون إجراء رادع بحيث باتت القوات الأمريكية عاجزة الآن عن القيام بالسيطرة عليهما.
إن ما يجري في العراق ليس إلا حلقات مختلفة من السعي الأمريكي المحموم لتحقيق تلك الأهداف الستراتيجية .
إلا إن فشل الولايات المتحدة في تحقيق الحد الأدنى من تلك الأهداف وتخبطها المتزايد ينبع من عوامل أخرى أيضاً منها :
1 / تفتقر السياسة الأمريكية في المنطقة والعراق تحديداً ، والتي تم إختيارها للبدء بإختبار هذه الستراتيجية ولأسباب معروفة ، للمصداقية بين شعوبها.
ليس تاريخ التدخل الأمريكي في المنطقة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية سوى تاريخ للإنحياز التام لإسرائيل والدعم المطلق للأنظمة القمعية والرجعية المتسلطة على رقاب شعوبها ونهباً لثروات شعوبها وحروباً فتاكة حيث يفقد كل ذلك أمريكا موطئاً لأقدامها بين أبناء تلك المنطقة والشروع في تنفيذ مخططها لهذه المرحلة .
2 / التناقض الصارخ لأهداف أمريكا ومكونات ستراتيجيتها مع أهداف وتطلعات الجماهير العريضة والمتمثلة في إرساء أسس أنظمة سياسية عصرية متقدمة وديمقراطية تؤمن العدالة الإجتماعية وتعالج القضايا المزمنة التي تعاني منها الملايين كالفقر والبطالة والمساواة وتوفر الحريات السياسية وجملة كاملة من الأهداف والآمال التي تمد جذورها بقوة في صفوف أبناء تلك المنطقة .
3 / وبناءً على ما تقدم تعاني الستراتيجية الأمريكية في المنطقة والعراق من غياب قاعدة شعبية صلبة للتيارات البرجوازية الديمقراطية والليبرالية لكي تؤدي دورها كمحمل داخلي في تحقيق تلك السياسة . فتجارب الولايات المتحدة مع أمثال أياد علاوي وأحمد الجلبي في العراق والتيارات المماثلة في لبنان و مصر وإيران وسوريا بات موضع تندر نظراً فشلها وعقمها .
لذا فإن فشل التدخل الأمريكي في العراق وتخبطها المتواصل تنبع أساساً من عدم قدرتها على حل المعضلات التاريخية والراهنة العميقة والمتراكمة فيها بل وتناقض تلك السياسة مع متطلبات حل تلك القضايا . ولكل ذلك لم يكن مستغرباً أن يتحول البهجة المترافقة مع سقوط النظام البعثي في الشارع العراقي خلال أشهر معدودة إلى الشك في السياسة الأمريكية ثم النفور منها وإستغلال ذلك الإمتعاض الشعبي من قبل التيارات الإسلامية الإرهابية وايتام البعث لغايات رجعية .
كما لم تكن الوعود الأمريكية بصدد إعادة البناء الإقتصادي للبلاد إلا سراباً وهباءً منثوراً .
وقد تمخض عن كل ذلك أزمة مستعصية برزت في قضية جوهرية لا مناص منها للولوج في عملية تنفيذ الستراتيجية الأمريكية ألا وهي : العجز التام عن إعادة بناء النظام السياسي والتعثر الكامل بعد إنقضاء فترة حكومتين إنتقاليتين وحكومة منتخبة وإجراء الإنتخابات النيابية لمرتين وإستفتاء عام على الدستور والذي وصف جورج بوش تلك الخطوات ( بأرقى صورة من الديمقراطية وعهد جديد في العراق ! ) .
إن العجز والفشل المتواصل في عملية إعادة بناء النظام السياسي بوصفها المربع الأول والشرط المسبق للسير قدماً في مجمل العملية السياسية ، هي أساس وجوهر الأزمة الراهنة للستراتيجية الأمريكية في العراق ولا يبدو في الأفق مخرج منها رغم تحولات السياسة الأمريكية وتعرجاتها وما طرأ على خططها الأمنية من تغييرات .

شباط 2007









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أجواء من البهجة والفرح بين الفلسطينيين بعد موافقة حماس على م


.. ما رد إسرائيل على قبول حماس مقترح مصر وقطر لوقف إطلاق النار؟




.. الرئيس الصيني شي جينبينغ يدعم مقترحا فرنسيا بإرساء هدنة أولم


.. واشنطن ستبحث رد حماس حول وقف إطلاق النار مع الحلفاء




.. شاهد| جيش الاحتلال الا?سراي?يلي ينشر مشاهد لاقتحام معبر رفح