الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عبدالكريم نبيل سليمان...الكتابة في الدين والسياسة خط أحمر!!.

راني خوري

2007 / 2 / 25
حقوق الانسان


كلنا نتابع مجريات قضية عبد الكريم نبيل سليمان ذلك الشاب الثائر ثورة العقل على التخلف والاستبداد والقمع والهمجية، الرافض أن يكون مجرد شخص عابر في تاريخ الإنسانية كبهيمة تعلف وتسمن ومن ثم تساق للذبح على مذبح الخنوع والقبول والاستسلام لمن أعطوا لأنفسهم الحق في محاكمة مجتمعات بأسرها باسم الرحمن الرحيم وباسم الشعب، الذي لم ير الإنسان من رحمته إلا أصناف متعددة من العذاب والذل والهوان، ولم ير الشعب منه إلا الإساءة والفقر والجهل. عبدالكريم –الذي لو خير بتغيير اسمه لسمى نفسه رب الزمان والمكان، وله الحق في ذلك - قالها مرارا وتكرارا في مقالاته المنشورة على صفحات الحوار المتمدن لا للتعسف لا للظلم لا للطغيان، ونعم للإنسان، فكانت تلك جريمته النكراء، التي حوكم من أجلها ونال أربع سنوات من السجن ثمنا لها. عبدالكريم اختار أن يكون حرا طليقا في سماء الفكر والعقل والمنطق لا يحد ولا يقيد فكره أسمال بالية تحجب عنه نور الشمس ودفئها، أو قيود تسمره على أرض قاحلة جدباء لا تصلح حتى للجراد، فلم يعجب ذلك حنانيا وقيافا وبيلاطس وهيرودوس القرن الحادي والعشرين - حلف الثعابين والعقارب، الغيورين على روحه وعقله أكثر منه فما كان منهم إلا أن قرروا أن يعيدوا جريمتهم الدائمة عبر التاريخ، وسجن عبدالكريم جسديا لأنهم لا يملكون على عقله وفكره سلطانا.
عبدالكريم قالها في مقالته الأخيرة على صفحات الحوار المتمدن تحت عنوان بركاتك يا أزهر:
"وإلى كل شامت وحاقد ممن يتصورون أن مثل هذه الإجراءات الساذجة قد تغير من مواقفى وتؤثر على وتجبرنى عن العدول عن السير فى الطريق الذى رسمته لنفسى أقول : موتوا بغيظكم وإختبئوا فى جحوركم فلن أتراجع ولو طرفة عين عن أى كلمة كتبتها ولن يحول القيد بينى وبين أن أحلم بالحصول على حريتى ، فهى أمنيتى منذ أن كنت طفلا وستظل تداعب خيالى حتى اللانهاية ." ولكنهم لم يفهموا رسالته، ظنوا أنهم بعملهم هذا ينهون كلمة من كلمات الحياة، بيد أنهم كانوا يدفنون حبة قمح في التراب لتنبت وتزهر سنابل قمح لتصبح غذاءا وخبزا للكثيرين على مر العصور.
لقد اختار عبدالكريم حريته الفكرية وعشق الخطوط الحمراء وتجاوزها ودفع ثمنا لذلك سجنا جسديا بينما أختار الآخرون سجنهم الفكري الأبدي، وقرروا أن يصبحوا قواقع وحلزونات أسيرة صدفتها الثقيلة ظنا منهم أنها تحميهم، ولكنهم لا يعلمون أن هذه القشرة الهشة لن تصمد أمام عوامل تعرية فكرية آتية لا محالة لتحرير الإنسان والأوطان.
نسأل أولئك الأصوليين الذين يعيرون تاريخ أوروبا الكاثوليكي بمحاكم التفتيش، هل محاكمكم محاكم شرف وعدالة؟ هل تحاكمون مجرمين وقاطعي طريق؟ ما الفرق بين محاكمة عبدالكريم ومحاكمة جاليليو؟ هل حرامهم حلال لكم؟ إن محاكم التفتيش تلك كانت في زمن مظلم للإنسانية في شتى بقاع العالم، على الأقل كان في أوروبا محاكم وإن كانت للتفتيش، بينما في بلداننا لم تكن هناك حتى محاكم وإن صورية، بل قمع واستبداد ودكتاتورية مقدسة باسم الله الرحمن الرحيم. إن كان عبدالكريم قد كتب في الدين فلأن الدين تدخل في كل شأن من حياته بدءا من طعامه وشرابه وخروجه، إلى فكره ودراسته وعبادته، إلى سكنه وملبسه وطريقة تحيته للغير،وشكل وملبس زوجته وأخته وأمه، إلى طريقة تنفسه حتى كاد يكتم أنفاسه!!! وإن كتب في السياسة فلأنه مطالب بالتصفيق والتهليل والتصويت ليل نهار لمن خرب الديار وقسم مصر إلى أمصار!!
سيذكركم التاريخ بما تستحقونه من ألقاب بعد أن يلقي عن رؤوسكم عمائم الجهل والتخلف، وسيتوج الأحرار بما يستحقونه من ألقاب. حلف الثعابين والعقارب سينتهي إن عاجلا أو آجلا ولن يصح إلا الصحيح، ولكن حتى ذلك الحين لن نقف صامتين أمام كل جريمة تعصف بكاتب أو كاتب أو مفكر مثقف، رجلا كان أو امرأة، شابا أو كهلا.
على كل من كان عبدالكريم يخاطب فيهم الإنسانية ويدافع عن حقوقهم بالكلمة الجريئة أن يهبوا لنجدته وأن يعرضوا قضيته على العالم أجمع ليعلم الجميع أن هناك محاكم تفتيش جديدة أشد فسادا وأشد تنكيلا، على كل من يرى في نفسه القدرة على المساهمة بالعمل في قضية عبدالكريم أن يهب لنجدته، وعلى الحوار المتمدن كاملا أن يعتبر قضية عبدالكريم قضيته، فهي قضية مدنية كاملة وقضية إنسانية بأسرها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معتقل سري لتعذيب الفلسطينيين والعملية برفح تهدد بكارثة إنسان


.. نتنياهو يذهب إلى رفح رغم تصاعد المظاهرات المطالبة بصفقة الأس




.. شاهد:-حان الوقت للإطاحة بالديكتاتور!-.. عائلات الأسرى الإسرا


.. كلمة أخيرة - الأونروا: 24 ساعة وبعدها سيكون العالم أمام حقيق




.. كلمة أخيرة - التهجير من الشرق والوسط... متحدث الأونروا يكشف