الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آفاق المشاريع الشرق أوسطية – القسم الثاني

ابراهيم حجازين

2007 / 2 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


أما لماذا ذكرت تلك السيدة بالمشروع وهي تعرف تماما أن الشعوب العربية ترفضه غير آسفة أيضا على النظام القديم الذي أخرج للوجود بعد الحرب الأولى على يد السلف الاستعماري لهذه المرحلة بريطانيا وفرنسا ووصل حاليا إلى أفقه المسدود؟ الجواب لا يحتاج إلى كثير من الذكاء لأن هذه السيدة كانت بحاجة لمنع البعض من اتخاذ موقف مناهض للحرب على لبنان تحت ضغط الرأي العام العربي الذي وقف بكل قوة إلى جانب المقاومة اللبنانية ، وذلك بتهديدها بالمشروع الذي يعني إلغاء دول، وتعديل حدود دول أخرى وخاصة وأن قوانين المحاسبة لدول بعينها موجودة في أدراج الكونغرس تلوح بها الإدارة الأمريكية في وجه تلك الدول عندما تشاء لابتزازها، وفي نفس الوقت فإن المشروع يشكل جزرة ودافع سياسي وأيديولوجي للمرتبطين أصلا بالمخططات الأمريكية أي الذين قدموا على متن طائراتها أو دباباتها لا فرق للعمل على إنجاز المخطط بتفاصيله وسيجده بعض أخر مبررا للاستمرار في التغاضي عن ماضيه عندما كان قوميا أو ماركسيا .
والآن ماذا يحدث بعد الفشل الصهيوني في غزو لبنان ؟ جرى طي المشروع ظاهريا ، وتم جر لبنان والاراضي الفلسطينية المحتلة من عام 1967 إلى حواف الحرب الأهلية وكادت تقع لولا اتفاق مكة الذي جاء في سياق اخر تمهيدا لتضيق الطوق حول إيران الهدف المحتمل القادم لأمريكا . هذا الاتفاق الذي تحاول الولايات المتحدة حاليا أن تجهضه لانه فوت الفرصة على حليفتها إسرائيل من التخلص من تداعيات مرحلة ما بعد الحرب التموزية ضد المقاومة اللبنانية ، وضعها أيضا امام استحقاقات الوحدة الوطنية الفلسطينية .
وفي العراق يتكشف مصير المغامرة الأمريكية الغبية عن هزيمة شنيعة ، رغم إرسال الدفعات الجديدة من الضحايا الأمريكيين الجدد لمحرقة بوش هناك، حتى مع الإخراج الهوليوودي لاغتيال الرئيس صدام حسين ورفاقة الذي هدف إلى تعميق التمزق الشعبي في العراق وإعاقة التوحد المنتظر لصفوف العراقيين في المعركه ضد الاحتلال وعملائه ، كما هدف إلى توجيه الغضب العربي نحو عدو أخر هو إيران بدلا من العدو الرئيس المشترك للعرب والإيرانيين على السواء أمريكا وإسرائيل ، وإن كانت الحسابات السياسية للقيادات الإيرانية تكشف عن قصر نظرها عندما تستعدي باقي العرب بدعمها لأطراف في العراق ضد اطراف أخرى مما يصب في مصلحة إطالة عمر الاحتلال وزيادة التوتر الطائفي وإعطاء مشروعية للمتطرفين والمتعصبين من كافة الأطراف وللمدسوسين من جانب الأعداء للقيام بالأعمال التي تفاقم التطرف وتخدم المشاريع التي تستهدف الهيمنة على المنطقة وفي مقدمتها المشروع الشرق أوسطي. لأن نجاح المحافظين الجدد في العراق يعني تعمييم ذلك على المنطقة بما في ذلك إيران ودول الاعتدال العربية بالرعم من اعتدالها والذي يقابله مزيد من التطرف الأمريكي .
وفيما يخص لبنان فإن الحكمة والذكاء التي يجب أن يتعامل بها جميع الفرقاء اللبنانيين للمحافظة على وحدة وطنهم يجب أن تتجاوز الحدود وما اعتادوا علية من طرق وأساليب في تجاربهم السابقة ، لأن الوضع هناك لن يحتمل حرب اهلية جديدة ستكون هذه المرة وبالا على لبنان والمنطقة وستشكل تغرة سينفذ منها عدو الجميع لتمرير مشروع التفتيت والهيمنة .كما وان النجاح في مواجهة الأزمة سيمثل مثالا يحتذي من جانب العراقيين لتوحيد صفوفهم ضد العدو المشترك .
لكن الساحة الرئيسة لمواجهة المشروع الشرق أوسطي لا تقع فقط في لبنان والعراق والسودان والصومال وضرورة دعم المقاومة الرافضة للهيمنة الأمريكية ، بل هناك في المجتمع والعقل العربيين حيث التخلف وغياب الديمقراطية والجهل والفقر وتغييب العقل والتعصب والتطرف والتمزق القومي والقبائلية والطائفية والمللية والإحتراب الأثني وفشل اشباه الدول وليدة مرحلة الاستعمار. والمواجهة هذه تفترض صياغة جديدة فعالة لمشروع نهضوي يضخ الحياة في رؤية جديدة وحديثة للعروبة على أساس إنساني وتفدمي وديمقراطي يحترم حقوق الإنسان على اساس الموطنة والمساواة واحترام حقوق المراة والطفل واحنرام العقل والعلم ، والإعتراف بالحقوق المتساوية للجميع ولكافة المجموعات القومية والدينية والعرقية والإثنية واللغوية في المنطقة العربية ، وعلى أساس متفاعل مع قضايا العالم المصيرية ومنفتح على الثقافة والحضارة الإنسانية . دون ذلك ودون افاق لعصرنة المجتمعات في البلاد العربية فإن الزوال مصير من لا يستحق الحياة وسيكون النجاح حليف اصحاب تلك المشاريع الشرق أوسطية المشبوهه. وهذا عمل قادر على إنجازه المفكرين والأكاديميين والمثقفين والسياسيين الديمقراطيين المخلصين لقضايا الإنسان من هذه الأمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يكون قانون -الحريديم- في إسرائيل سببا في إنهاء الحرب؟ | ا


.. فيليب عرقتنجي ولينا أبيض: رحلة في ذكريات الحرب وأحلام الطفول




.. مصر: مشروع قانون الأحوال الشخصية.. الكلمة الأخيرة للمؤسسات ا


.. هآرتس: استعداد إسرائيل لحرب مع حزب الله بالون أكاذيب




.. إسرائيل تؤكد على خيار المواجهة مع حزب الله وواشنطن ترى أن ال