الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آفاق المشاريع الشرق أوسطية – القسم الأول

ابراهيم حجازين

2007 / 2 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


لم يتردد الحاوي ، وفي حالتنا هذه سيدة من إخراج مشروع "الشرق الأوسط الجديد" المعد مسبقا من جعبته التي تحتوي على ما هب ودب من فنون السحر والشعوذة والتدليس ، وذلك في بداية حرب تموز التي شنها العدو الإسرائيلي على لبنان العام الماضي ، فقد تعودنا من هذه الإدارة ومن تلك التي سبقتها على تغطية سياساتها وسلوكها العدواني والهمجي بشعارات وبرامج دعائية أيديولوجية لتحريك أهداف محددة ضمن استراتيجيتها التي لا تحيد عنها أبدا مهما تعددت السيناريوهات المعتمدة .
سعت الإدارة الأمريكية مباشرة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي إلى وضع استراتيجيتها الكونية للهيمنة على العالم موضع التنفيذ مغلفة إياها بلبوس النظام العالمي الجديد الذي أطلقه يوش الأب حينذاك .وكان الوطن العربي هو الحلقة المركزية في هذا المشروع الاستعماري ، لذلك كانت أزمة الخليج والحرب على العراق عام 1991.
ومع بدء العملية التي اختطفتها أمريكيا وإسرائيل من أدراج الأمم المتحدة وأطلق عليها جزافا سلمية في مطلع التسعينيات ، خرج علينا شمعون بيريز بمشروع الشرق الأوسط الكبير حيث وبكل صفاقة بشرنا بهيمنة اقتصادية إسرائيلية على المنطقة ، ولم نعدم من صفق له في الأوساط الرسمية والنخبوية العربية وخاصة اليساريين الديمقراطيين الجدد ، حينها وعد بالخيرات التي ستهل على الناس جراء تطبيق مشروعه العبقري ، وأصبح بيريز رمزا للسلام والتقدم وصار يستقبل في العواصم العربية استقبال الأبطال يسير في شوارعها بكل خيلاء تذكر بأباطرة روما ورعاة البقر أسياده الحاليين في واشنطن . حتى حين اقترف مجزرة قانا لم تجد حين ذاك من ينتقده من أولئك المتحضرين من أشياعه في المنطقة بل رقص بعضهم على إيقاع ابتساماته، أولئك الذين كان همهم مهاجمة المتحجرين القابعين في المتاحف حسب تعبيرهم ممن لم يقبلوا باللبوس الحضارية الجديدة التي أنعم بها على المنطقة أسياد العالم الجدد .
ولم يكن المشروع في حقيقة الأمر إلا حلقة أساسية ومركزية من المشروع الأمريكي المسمى النظام العالمي الجديد .ثم أطلت علينا التسمية مرة أخرى بالتوازي مع المجازر التي اقترفتها إسرائيل والولايات المتحدة في فلسطين خلال انتفاضة الأقصى مرة لامتصاص الغضب الشعبي وتخفيف الضغوط على حلفاء واشنطن ومرات أخرى لتشديد الحصار على ياسر عرفات أو التمهيد للهجوم المعد له على العراق وبالفعل عادت الإدارة الأمريكية وطرحته بقوة خلال غزو العراق مضيفة إليه صفة الديمقراطي الذي تزمع تطبيقه في العراق ورأينا بأم أعيننا وذقنا على جلودنا نتائجه على العراق والمنطقة .
لقد ذاق العالم مرارا مرارة السياسات والمشاريع الأمريكية منذ قصف هيروشيما ونجازاكي وحرب فيتنام وهي الآن لا تختلف عن النظام العالمي الجديد ومكونه الأساسي الشرق الأوسط الجديد خاصة نحن العرب وأصبح يعني بالنسبة لنا الموت والقتل والدمار والمزيد من التفرقة والتمزق والتخلف والمجازر وإثارة النزعات الطائفية والدينية واستعمال القوة لفرض المخططات وابتزاز الحكومات والشعوب.
فكل هذه المشاريع تعني الفوضى الشاملة والتي لن يعرف نهاية لها ، طالما استمرت الولايات المتحدة بغض النظر عن إداراتها تنظر إلى العالم بنفس النظرة التي سادت طوال فترة الحرب الباردة دون ان تاخذ بعين الاعتبار المتغيرات التي جرت وتجري على كوكبنا وتتطلب مدخلا جديدا ديمقراطيا وتعدديا في النظر لقضايا العالم الذي يعاني من الفقر وسباق التسلح والحروب وتراجع قيم حقوق الإنسان والتغيرات المناخية الخطيرة وانتشار الأمراض والأوبئة وتزايد التفاوت بين الدول الغنية والفقيرة ، بما يوحي للعقلاء للمناداة بضرورة تكاتف الجهود الإنسانية لمجابهة هذه المشكلات العويصة عوضا عن الجنون المطبق على إدارة الدولة الأكثر قوة في العالم ، وإلا فإن مصير البشرية الدمار .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يكون قانون -الحريديم- في إسرائيل سببا في إنهاء الحرب؟ | ا


.. فيليب عرقتنجي ولينا أبيض: رحلة في ذكريات الحرب وأحلام الطفول




.. مصر: مشروع قانون الأحوال الشخصية.. الكلمة الأخيرة للمؤسسات ا


.. هآرتس: استعداد إسرائيل لحرب مع حزب الله بالون أكاذيب




.. إسرائيل تؤكد على خيار المواجهة مع حزب الله وواشنطن ترى أن ال