الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مازال يوحنا يصرخ و يصرح بالحق في برية الخوف و النفاق

جورج فايق

2007 / 2 / 25
حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير


يوحنا المعمدان من هو يوحنا المعمدان ؟ أنه أعظم مواليد النساء كما شهد له يسوع المسيح له كل المجد
يوحنا ذلك الإنسان العظيم الذي ترك كل المدينة بكل صخبها و خرج إلى البرية مرتدي وبر أبل أو منطقة من الجلد على حقويه يستتر بها
مأكله كان العشب البري و العسل البري
يوحنا هذا الذي قالت البشارة عنه أنه يأتي بروح إيليا و قوته ليرد العصاة و الخطاة إلى طريق الحق و البر
لم يكن بوحنا يهاب أحد
يصرخ بالحق و يشهد له
لم يخشى سلطان الكهنة و الفريسيين وقال لهم
يا أولاد الأفاعي اصنعوا ثمار تليق بالتوبة و لا تعتمدوا على بنوتكم لإبراهيم في خلاصكم
و عرفهم مصير بقائهم على شرهم و قال لهم الآن قد وضعت الفأس على أصل الشجر فكل شجرة لا تصنع ثمراً جيداً تقطع و تلقى في النار
لم يهادن أو يستسلم و يمشي في ركاب موكبهم مصفقاً و مهللاً
بل تمادى في صراخه بالحق ووقف في وجه الملك هيرودس
و قال بكل ما يملك من قوة لهيرودس الملك لا يحق لك أن تأخذ امرأة أخيك زوجة لك
هيرودس قد ضاقت في وجهه كل نساء الأرض فأراد أن يأخذ زوجة أخيه هيروديا و هي الأخرى قد أسلمت قلبها للشر و أرادات الزواج من هيرودس الملك و أغلب الظن أن زوجها كان مازال حي
فاراد هيرودس أن يخلص من دوي صوت الحق في أذنه أراد أن يخنق صوت الحق و يسجنه و كان يتمنى قتله و لكنه كان يخشى رد فعل الشعب فقد كان يوحنا بمثابة نبي عندهم و ربما كان بينه و بين نفسه يحترم يوحنا المعمدان و يحترم عدم خضوعه له و لكن هذا الأحتمال بعيد
بدلاً من أن يفكر هيرودس في طريقة يخلص بلاده من تبعية الرومان أو الأمم الأنجاس كمان كان ينظر لغير اليهود غرق في ملذاته و أراد سجن و حبس صوت الحق و تكميمه حتى لا ينطق
هيردويا لم يكفيها سجن يوحنا و كتم صوته فهي تعلم أن أفكاره طليقة و فاضحة أمرها بين الشعب
لم تجعل أبنتها تطلب حتى نصف مملكة هيرودس و طلبت رأس صوت الحق على طبق من فضة زاعمة أنه بذلك قد أخرست لسان من ينطق بالحق لم تكن تدري أن المبادئ و الأفكار عندما ترتوي بالدم و لاسيما بدم أصحابها تزهر و تكبر و تشيع أكثر
هل خبأ صوت يوحنا المعمدان بعد موته بالطبع لا أنه باقي في كل ضمير حي يصرح بالحق و يحتمل عناء قوله الحق في كل مكان و زمان
هل هيرودس أقوى من يوحنا لأنه قتله و قدم رأسه لعشيقته هيروديا ؟
بالطبع لا أن هيرودس أضعف بكثير من يوحنا
هل تبرأت هيردويا من أثمها و زانها بعد أن غسلت يدها بدم يوحنا ؟ هل خبا صوت يوحنا من أذنها بالطبع لا
فمازال يوحنا يصرخ بالحق وسط نفاق المنافقين و تهليل الخائفين لهيرودس و هيروديا
مازال يوحنا رمزا لكل من لا يخاف قسوة الملوك العتاة و حماة الدين الفاسدين و يغطون على فسادهم بتشددهم و إعماء عيون الناس حتى لا يرون الحق
فمن فترة لأخرى نجد أصوات تصرخ بالحق رافضة أن تستسلم و تمشي في الركب تهتف مع الهتافين في برية الخوف و النفاق
نجد أنهم يصرحون بما يؤمنون رغم علمهم أنهم يقدمون على خطوة قد تكلفهم حريتهم أو حياتهم ألا أنهم لا يترددون
أنهم يعرفون أن أقرب ألأقرباء قد يتخلى عنهم و يخلهم و يكونوا أول المطالبين بقتلهم للخلاص من كفرهم
و مازال الشعب أصم أبكم لم يسجل حتى و لو اعتراضه عند هيرودس لقتله يوحنا لشهادته بالحق
لقد خذل الشعب يوحنا و حتى هيرودس الذي توقع فتنة و تمرد بعد قتل يوحنا لم يهيج ذبح يوحنا الشعب أو حتى يحزنهم فكل منهم في حياته و يخشى على نفسه و على أولاده من مصير يوحنا المعمدان
فقد سجن و ذبح يوحنا المعمدان و هذا مصير كل من يجاهر و يصرح و لو بجزء من الحقيقة
و لكن في الحقيقة نحن المساجين في خوفنا و رعبنا و يوحنا و أمثاله على مر العصور هم الأحرار نحن الموتى رغم وجودنا وهم الأحياء رغم ذبحهم و مازال يدوي صوتهم بالحق لعل يجد من يسمع و يفهم

تحية لكل من فقد حريته أو حياته دافعاً عن مبادئه و أفكاره
تحية للكاتب نبيل عبد الكريم سليمان الذي فقد حريته من أجل أفكاره و مقالاته








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرايا القدس: خضنا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور ال


.. تحليل اللواء الدويري على استخدام القسام عبوة رعدية في المعار




.. تطورات ميدانية.. اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحت


.. ماذا سيحدث لك إذا اقتربت من ثقب أسود؟




.. مشاهد تظهر فرار سيدات وأطفال ومرضى من مركز للإيواء في مخيم ج