الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ينابيع العراق ودفء الذكريات

جميل سالم

2007 / 2 / 25
الصحافة والاعلام


الرياح، اليوم ،هي التي تنخفض،
والغبارُ هو الذي يعلو
أدونيس
حين يتدفق ماءُ الينابيع عذبا ً رقراقا ً، ترى الروح ،تحلق بعيدا ً مع جمال الطبيعة ، فتستفيق
انفعالاتها ابتسامات أو دموع اعتزاز وفخر ومحبة ، ومساء الجمعة ينابيع العراق ( البالتوكية ) تفجر ماءها
ذكريات عذبة نقلتها مباشرة عن فعالية أقامتها رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين في مالمو ،بعنوان
( أمسية أنصارية ) ، تحدث فيها مجموعة من النصيرات والأنصار عن تلك الأيام التي عاشوها حين
يحملون السلاح ويقاتلون أعتى نظام ديكتاتوري عرفه العراق والمنطقة ، فقد تحدث النصير أبو يارا عن
الأيام الأولى في تأسيس قاعدة لهم في بهدنان والصعوبات التي واجهوها وتحملهم للظروف الجوية القاسية
والظروف المعيشة الصعبة ، ناهيك عن انعدام مستلزمات التأهيل عسكريا ،وليس هناك ما يملكون سوى
الأيمان بقضية شعبهم ووطنهم والأفكار التي تهديهم إلى هذا السبيل ، يشعر المرء وهو يستمع إلى حديث
الذكريات هذا ، من أن هؤلاء الناس الذين أجترحوا هكذا معجزات ، هم نوع خاص من البشر .
ثم جاء دور النصير أبو دجلة ،لنستمع منه إلى حديث شيق عن عملهم ألأعلامي ، وكيف كانوا يتجاوزون
كل المعوقات بأناة وصبر ، ومن حديثه تعود إلى الذهن تلك الحقيقة التي يحاول البعض تجاهلها اليوم ، ألا
وهي من أن الشيوعيين العراقيين هم حماة وأهل الثقافة العراقية ، وهم الحريصون أبدا ُ على أن تكون
السمة المميزة لثقافة شعبهم هي التقدمية ، وحين يشترك معه النصير المسرحي أبو داود ، في حديث عن
العمل المسرحي وما قدمه المسرحيون في تلك الأيام رغم انعدام أبسط مقومات المسرح ، تجعل المرء
يقف مبهورا إزاء الروح العاشقة إلى الجمال ، والتي تتحمل كل شئ من أجل أن يسمو هذا الحب وأن
يؤدي رسالته .
ومن وهج المحبة الذي يؤطر حديث النصيرتين تانيا ونادية ، تستضئ الروح بهالة من العزيمة وتنحني
إجلالا لهذه التجربة الأولى بكل تاريخ المرأة العراقية ، لقد سمعنا برباطة جأش بعض العراقيات
وجلدهن عند استشهاد الأعزاء أليهن ، ولكننا لم نعرف في تاريخ العراق الحديث مثل تجربة النصيرات
الشيوعيات العراقيات ، نساء يمتلئن حبا للحياة الجميلة ، يحملن السلاح جنبا إلى جنب مع رفاقهن الأنصار
ويتحملن المصاعب التي يتحملونها ، ولا يترددن عن القيام بأصعب المهام وأخطرها ، ويستشهدن غير
هيابات للموت ،
رغم دفء الذكريات هذا ، إلا إن هناك أسئلة يدور في ذهن كل من يستمع إلى آيات البطولة التي أجترحها
النصيرات والأنصار الشيوعيين العراقيين إلا وهي ، لماذا يتم تجاهل هذا الدور النضالي المتميز من قبل
الجهات الرسمية ،ولماذا يسعى البعض إلى تهميش دورهم في محاربة النظام المقبور ، ولماذا لم يساهموا
في عملية بناء الوطن وهم الذين أفنوا زهرة شبابهم من اجل خلاص شعبهم ، وأسئلة عديدة تتراكم في الروح
قبل الذهن ، عندما نرى أن الكثير ممن لم يقدم أية تضحية ولا يتمتع بمؤهلات الأنصار ، يحتل ألان مراكز
مهمة في إدارة الدولة العراقية
أخيرا شكرا لغرفة ينابيع العراق على هكذا أمسية ، لأنها ملأت الروح دفئا بهذه الذكريات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسلسل إيريك : كيف تصبح حياتك لو تبخر طفلك فجأة؟ • فرانس 24 /


.. ثاني أكبر جامعة بلجيكية تخضع لقرار طلابها بقطع جميع علاقاتها




.. انتشار الأوبئة والأمراض في خان يونس نتيجة تدمير الاحتلال الب


.. ناشطون للمتحدث باسم الخارجية الأمريكية: كم طفلا قتلت اليوم؟




.. مدير مكتب الجزيرة يرصد تطورات الموقف الإسرائيلي من مقترح باي