الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حواتمة: يجيب على اسئلة الصحافة

نايف حواتمة

2007 / 2 / 26
مقابلات و حوارات


حاوره: أسعد العزوني

س1: ما هي قراءتكم لمجريات الأمور الكارثية في الساحة الفلسطينية ؟
شعبنا اليوم يعيش فجيعة احتراب أخوة السلاح في فتح وحماس، في وقت يستمر فيه الحصار الظالم، ليضع غالبية أبناء شعبنا الفلسطيني في غزة والضفة الفلسطينية على حافة الجوع، وانهيار ما تبقى من البنية التحتية للاقتصاد الفلسطيني المدمَّر، وتعطيل كل المؤسسات الوطنية. جثث مئات القتلى ودماء آلاف الجرحى الذين ضاقت بهم شوارع ومستشفيات غزة على امتداد الأشهر الخمسة الماضية (350 قتيلاً + 91 قتيلاً في الاسابيع الاخيرة عام 2007 + حرق الجامعات والدمار الواسع + مئات الجرحى…)، هي أحد الثمار المرَّة لصراع الثنائية الاحتكارية بين فتح وحماس، وكل أولئك سقطوا ضحية للاقتتال الدامي بين الحركتين، لأن ثمة من أعتقد بأنه من الممكن حسم ازدواجية السلطة بقوة السلاح، فانزلق إلى جحيم الفتنة، بقصد أو بدون قصد لا فرق فالنتيجة سواء، إنها لحظة تغييب قسري للعقل، وصم الآذان عن نداء التعقل ووأد الفتنة، والحفاظ على الوحدة الوطنية شرط ظفر نضال شعبنا في انتزاع حقوقه الوطنية والمشروعة. وفي مواجهة هذا العبث القاتل بذلت القوى الوطنية الفلسطينية جهوداً مضنية لمنع استمرار وتنامي الفتنة، وأخص هنا بالذكر الجبهة الديمقراطية والجبهة الشعبية وحركة الجهاد الإسلامي، بالدور الميداني لوقف الاقتتال، وتقديم المقترحات السياسية والبرنامجية للخروج من المأزق من خلال لجنة الصياغة المنبثقة عن لجنة الحوار الوطني الشامل، التي قدمت مطلع 2007 مشروعاً متكاملاً لبناء حكومة وحدة وطنية بالاستناد إلى وثيقة الوفاق الوطني الفلسطيني، وبما يضمن قيام شراكة سياسية حقيقية بين كل القوى والفصائل والكتل البرلمانية الفلسطينية.
الحالة الفلسطينية تعيش منذ سنوات ازدواجيات على مستويات متعددة ومتباينة، ازدواجية فصائل منظمة التحرير والقيادة المتنفذة فيها، وازدواجية منظمة التحرير الفلسطينية وقوى الإسلام السياسي، وازدواجية أجنحة السلطة، في السابق حتى مطلع العام 2006 كان الصراع بين أجنحة فتح المهيمنة على السلطة وعلى امتداد عمر تسع حكومات احتكرتها فتح، وبعد فوز حماس في انتخابات تحول الصراع إلى صراع مركب، صراع بين أجنحة فتح السلطة، وصراع بين رئاسة السلطة الفتحاوية وحكومة السلطة الحمساوية. مع فارق أن صراع ازدواجية السلطة في العام الأخير تطور إلى صراع دموي. وكنا دائماً نسعى إلى حل صراع الازدواجيات بوقوف الجميع على أرضية القاسم الوطني المشترك، في السياسة والمقاومة وعلى الصعد الاجتماعية والاقتصادية والأمنية، حتى نبني إستراتيجية فلسطينية موحدة في مواجهة الخطط والمشاريع الإسرائيلية، وحتى نعيد بناء العملية السياسية والتفاوضية على أساس قرارات الشرعية الدولية والعربية، بعد أن وصلت العملية الأوسلوية إلى الجدار، وسقطت معها كل الحلول الجزئية والمنقوصة. على هذا الطريق كانت محطات بارزة، حوارات غزة التي أنتجت وثيقة غزة في آب/ أغسطس 2002، وحوارات رام الله التي أنتجت برنامج آذار /مارس 2004، وحوارات القاهرة التي توجت بإعلان القاهرة 17 آذار/ مارس 2005، ومن ثم الحوارات الماراثونية في غزة ورام الله على امتداد 2005 والنصف الأول من 2006 وأثمرت عن توقيع وثيقة الوفاق الوطني الفلسطيني في 27 حزيران يونيو 2006، لكن كل هذه الجهود عطلت على يد صراع الاحتكارية الثنائية بين فتح وحماس. وهو ما أدى في النهاية إلى رفع درجة الاحتقان وتفجر اقتتال دامٍ بين الحركتين. وفي الثامن من هذا الشهر وقع في مكة المكرمة اتفاق بين حركتي فتح وحماس، ملاحظتنا الرئيسية على ها الاتفاق نحن من حيث المبدأ ناضلنا من أجل استعادة وحدتنا الوطنية، وسنبقى نناضل، ونشدد على أن توفير شروط استعادة الوحدة الوطنية يتطلب أولاً مغادرة العقلية الاحتكارية، وحلولها الترقيعية في أحسن الأحوال، ولا يمكن لأي حكومة فلسطينية أن تنجح إلا إذا ضمنت الشراكة السياسية بين كل القوى والفصائل الفلسطينية وقوى المجتمع المحلي والكتل البرلمانية، بالاستناد إلى برنامج سياسي موحد وواضح، يصون الحقوق الوطنية المشروعة، ويؤسس لتجاوز مظالم أوسلو، ويعيد بناء العملية السياسية والتفاوضية للانتقال إلى البحث في حل شامل ومتوازن على أساس قرارات الشرعية الدولية والعربية، وبما يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1967 وعاصمتها القدس، وصون حق اللاجئين من أبناء شغبنا في العودة إلى ديارهم. المسألة ليست محاصصة على الوزارات، وتقاسم كعكة السلطة، بل المطلوب حكومة وحدة وطنية تنهض بما هو مطلوب منها في إطار إستراتيجية فلسطينية موحدة، لذلك نحن نأمل بأن يشكل التزام فتح وحماس بما تم الاتفاق عليه في مكة المكرمة قوة دفع للحوار الوطني الشامل بهدف تطبيق وثيقة الوفاق الوطني الفلسطيني وإعلان القاهرة، وهذا ما ستجيب عليه الأيام القريبة القادمة.
الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس واقطار اللجوء والشتات استقبل اتفاق "المحاصصة بين فتح وحماس في مكة "بالصمت وبالحذر والانتظار ولم يخرج إلى الشوارع، وفقط في غزة احتفل بوقف القتل ونزيف الدم وحرق دور العلم والجامعات والثقافة، وعذابات الموت اليومي.
س2: ما انعكاس ذلك محلياً ؟
كما قلت في الإجابة على السؤال السابق الاقتتال الدموي بين الأخوة في فتح وحماس أوقع ضرراً شديداً بوحدتنا الوطنيةً، وأساء للقضية الفلسطينية، ووُظِفَ إسرائيلياً من أجل التغطية على المشاريع الاستيطانية، والمس بالمسجد الأقصى، وتنفيذ حملات اعتقال واسعة في الضفة الفلسطينية، وفي ذات الوقت أعاق بلورة برنامج وطني فلسطيني موحد في مواجهة الخطط والمشاريع والسياسات الإسرائيلية، والحصار الظالم، وتدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية. وعطل جهود إعادة بناء وتفعيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية كما نص على ذلك اتفاق القاهرة.
س3: ما مردود ذلك دولياً، خاصة وأن القضية الفلسطينية تقزمت إلى صراع داخلي؟
القضية الفلسطينية أكبر وأقدس من أن تقزم إلى صراع داخلي، ومن كل خبرات الشعوب التي سبقتنا في نيل تحررها، الشعوب تلفظ عاجلاً أم آجلاً كل من يتلاعب بوحدتها الوطنية، قوى أو أشخاصاً، وفي الأيام الأخيرة لاحظنا أن الشارع الفلسطيني بدأ بتحرك واسع في مواجهة المقتتلين، وهذا كان أحد العوامل الضاغطة على قياديي فتح وحماس، مع أنهم يتجاهلون ذلك في خطابهم الإعلامي. شعبنا يمتلك تجربة ومخزوناً ثورياً معمد بدماء الشهداء، وهذا ما استندنا ونستند إليه دائماً في صياغة وشق الطريق أمام سياستنا الوحدوية الديمقراطية.
أما فيما يخص تأثير الاقتتال الفلسطيني على المستويات العربية والإقليمية والدولية، الوحدة الوطنية الفلسطينية، والنضال الفلسطيني الموحد شكل على الدوام رافعة وقاطرة للمواقف العربية والإقليمية والدولية، بفضل وحدتنا انتزعنا الاعتراف العربي بقرارات قمة الرباط 1974 بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً ووحيداً لشعبنا وبحقوق شعبنا بتقرير المصير والدولة المستقلة عاصمتها القدس وعودة اللاجئين، وانطلقنا بعدها لانتزاع اعتراف دولي بذلك، اعترفت الأمم المتحدة بحقوق شعبنا الثابتة والمشروعة منذ/نوفمبر عام 1974، وعدنا إلى خارطة الشرق الأوسط بعد سنوات من نفينا بشكل قسري عنها وشطبنا منها لسنوات عديدة، عصفت فيها بأبناء شعبنا في الوطن ومخيمات اللجوء والشتات رياح مشاريع التهجير واستلاب الهوية الوطنية والتذويب والإلغاء والاحتواء. لذلك إن المس بالوحدة الوطنية على أساس القواسم السياسية والنضالية المشتركة عملاً بوثيقة الوفاق الوطني حزيران/يونيو 2006 والنضال الفلسطيني الموحد يصب في مصلحة أعداء شعبنا، ويضعف من المواقف والدعم العربي والدولي، والاهتمام بالقضية الفلسطينية، وبالتالي يفتح الطريق أمام المشاريع الإسرائيلية الهادفة إلى فرض حلول توسعية وأحادية الجانب وتوسعية متبناة أمريكياً.
س4:هناك معلومات منشورة تقول أن خالد مشعل طلب من جورج باباندريو اليوناني التوسط لدى بيريز وإبلاغه أن حماس ترغب بالاعتراف بها ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني، وبعد ذلك ستعترف بإسرائيل، هل ثمة معلومات تؤكد مثل هكذا مثل هكذا تسريبات؟
اسألوا الذي طلب ذلك، والأيام ستكشف ذلك.
المعلومات الأخطر وردت في وثيقة أحمد يوسف الأوروبية والتي اعترف بها على صفحات جريدة القدس في 25/1/2007 بعد أن تم التستر عليها مائة يوم، وأعلن يوسف ان الأخ إسماعيل هنية سلمها لرئيس السلطة أبو مازن وأيضاً للقيادات العربية والإسلامية في زيارته لها. وهذه الوثيقة استلمها يوسف من يد نيقولاوس لانغ مدير دائرة الشرق الأوسط بالخارجية السويسرية، وساهم معه في الوصول لها كل من أليستر كروك مسؤول الاستخبارات البريطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة لسنوات (الآن متقاعد) ويائير هيرشفيلد من مهندسي اتفاق أوسلو (اسرائيلي يحمل جنسية دانماركية) وخليل الشقاقي مدير مركز البحوث السياسية والمسحية في رام الله.
وبعد ان ادعى كروك انه لم يلتقي بيوسف وقادة حماس، نشرت جريدة الحياة اللندنية لمراسلها في دمشق على الصفحة الخامسة يوم 1 شباط/فبراير 2007 أن كروك ولانغ في دمشق واجريا مباحثات مع قادة حماس بدمشق حول وثيقة أحمد يوسف الأوروبية التي أطلق عليها وثيقة جنيف – حماس.
س5: هناك من يقول أن لعباً يتم تحت الطاولة بين حماس والإسرائيليين والأمريكيين، ما مدى وجه الدقة في ذلك؟
أدعوكم لقراءة التطورات والتصريحات السياسية المتلاحقة لهؤلاء قبل اتفاق مكة وبعده، والتي أعلنوا انها "خطاب سياسي جديد" يفتح على السياسات الدولية الخاصة بالشرق الأوسط.
س6: أولمرت حذر عباس من تشكيل حكومة وحدة وطنية مع حماس ما تأثير ذلك؟
الإسرائيليون والأمريكيون، والعديد من القوى والمحاور الإقليمية، يدخلون أيديهم عميقاً في المعدة الفلسطينية، ويعيثون فساداً وخراباً، تشكيل حكومة وحدة وطنية للسلطة الفلسطينية بمشاركة كل القوى والفصائل وقوى المجتمع المحلي والكتل البرلمانية ، وإعادة بناء وتفعيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، يصب في مواجهة السياسات الإسرائيلية الدموية، ومشاريعها الأحادية الجانب، الهادفة إلى فرض حدود توسعية جديدة لدولة الاحتلال، وتهويد القدس، وشطب حق اللاجئين من أبناء شعبنا في العودة إلى ديارهم كما نص على ذلك القرار الدولي 194. وفي ذات الوقت تشكيل حكومة وحدة وطنية أحد ضمانات أن لا تتحول القضية الفلسطينية إلى ورقة في صراعات المحاور الإقليمية والدولية. لذلك يجب مواجهة التصريحات والتهديدات الإسرائيلية الوقحة بـ "لا " كبيرة وقاطعة.
س7: برأيكم هل سيتم تحقيق سلام عادل ودائم وشامل دون عودة اللاجئين إلى ديارهم؟
في موازين القوى القائمة لا يمكن تحقيق سلام عادل، العدل يقتضي عودة كامل الحقوق الوطنية والتاريخية للشعب الفلسطيني في أرضه والسيادة عليها، ضمن ميزان القوى القائم نحن نتحدث عن سلام شامل ومتوازن، ولا يمكن التوصل إلى مثل هكذا تسوية مرحلية إلا بضمان حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وديار أهاليهم التي شردوا منها في العام 1948 عملاً بالقرار الأممي 194 .
س8: هل تتوقعون حرباً شاملة هذا العام؟
هذا احتمال مفتوح لكنه في ذات الوقت محكوم بحسابات معقدة، الإسرائيليون يعيشون مأزقاً داخلياً مركبا، وهم في السابق كانوا يستسهلون الخروج الى الحروب هروباً من مآزقهم الداخلية، لكن قرار الخروج إلى الحرب هذه المرة لا يستند فقط إلى حسابات إسرائيلية، بل يجب أن يأخذ بعين الاعتبار الحسابات الأمريكية، فالأمريكيين يعيشون مأزقاً قاتلاً في العراق، ويواجهون تصاعد العمليات العسكرية ضدهم في أفغانستان، وصراع مفتوح مع إيران، والأزمة اللبنانية حتى اللحظة متدحرجة. الإسرائيليون لا يستطيعون تحمل تبعات حرب استنزاف طويلة، وحربهم الأخيرة على لبنان في تموز الماضي، أثبتت لهم بالملموس أن زمن الحروب الخاطفة قد ولى وإلى الأبد، وبالتالي وإلى فترة قادمة طويلة نسبياً الإسرائيليون لن يغامروا في خوض حرب غير محسوبة إسرائيلياً وأمريكي










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يسعى لتخطي صعوبات حملته الانتخابية بعد أدائه -الكارثي-


.. أوربان يجري محادثات مع بوتين بموسكو ندد بها واحتج عليها الات




.. القناةُ الثانيةَ عشْرةَ الإسرائيلية: أحد ضباط الوحدة 8200 أر


.. تعديلات حماس لتحريك المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي عبر الوسط




.. عبارات على جدران مركز ثقافي بريطاني في تونس تندد بالحرب الإس