الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النظام السوري بين فعل المقاومة وصوتها

بدرالدين حسن قربي

2007 / 2 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


تصريحات الدكتور/ محسن بلال وزير الإعلام السوري طريفة وملفتة للنظر في مبناها ومعناها، ولعل مانُقل عنه من تصريحاتٍ خلال جلسة مجلس الشعب السوري في 24 شباط/فبراير 2007 يستوجب الوقوف عندها ولفت النظر لعددٍ من التساؤلات، فكان مما قاله السيد/ بلال:
أن 75% من الشعب اللبناني يقف الى جانب المقاومة ويطالب بحكومة وحدة وطنية تمثل الشعب وأن الإعلام السوري يقف أيضاً إلى جانب المقاومة ويفضح ويفند المشاريع الإمبريالية والمخططات المعادية واحداً تلو الآخر.
كما قال في نفس الجلسة: إن سوريا تتصدى بكل قوة واقتدار للحملة الصهيونية الأمريكية التي تحاول النيل من المقاومة العربية المتمثلة بالمقاومة اللبنانية والفلسطينية والمقاومة في العراق مشيراً الى أن سوريا كانت صوت المقاومة بكل فخر واعتزاز في تموز/يوليو الماضي حيث كانت الأصوات الأخرى تدعو للتخاذل والاستسلام وتتهمنا بالمزاودة وتتهم المقاومة بالمقامرة.
السؤال المهم للسيد/ بلال: كيف وصل إلى هذه النسبة المشار إليها دونما إحصاءاتٍ أو دراساتٍ تكون أساساً لأرقامه الإعلامية، أم أن القضية توقعات ورغبات طموحة ناتجة عن وقفته إلى جانب المقاومة..!؟
يكرر الدكتور/ بلال كلامه بشكل دائم، ويعيد فيه مصقولاً وبغير صقل عن كل المقاومات لبنانياً وفلسطينياً وعراقياً ولايشير فيه إلى المقاومة في الجولان، فلماذا هذا التجاهل..!؟. كما أنه يصر ويؤكد على أن النظام كان (صوت) المقاومة، أما لماذا اختار وآثر أن يكون صوتاً وليس فعلاً فهو السؤال الأهم الذي لم يتكلم عنه.
المقاومة نهج وممارسة، عزم وقول وفعل. المقاومة ماكانت يوماً صوتاً أو ظاهرةً صوتيةً من شعاراتٍ وخطاباتٍ أو مؤتمرات بل هي فوق ذلك كله، عمل وتضحية وشهداء.
ليس غريباً أن تكون سوريا صوت المقاومين من حماس فلسطين الى مقاومي العراق الىحزب الله وأمل لبنان. ولكن الغريب والأغرب ألايكون لجولانها المحتلّ منذ عشرات السنين مقاومةً أو مقاومين.
إن كان اعتقادكم أنكم في طريق استعادة المحتل من الجولان سلماً وليس حرباً، صوتاً وليس مقاومة، ومفاوضات دون تنازل عن شبر واحدٍ من الأرض فنحن معكم ولا اعتراض. ولكن إن كنتم تعتقدون بصحة مسعاكم وسداد توجهكم، فلماذا تستنكرون على غيركم أن يفعل كما تفعلون، ويمضي على الدرب الذي تسلكون، وتريدون للناس (حولكم وحواليكم) أن يُقامِوا ويُقتَّلوا، ويُدَمِّروا ويَطردوا المحتلين من أراضيهم، ويدافعوا عن عرض أرضهم وشرف وطنهم وقد فعلوا. وتريدون لهم أن يستمروا حتى تخليص الجولان وكأنه لهم وليس لكم، وكأنه ليس عرضكم ولاشرفكم وليس فيه احتلال ولا محتلّ.
العرب كلهم من مسقط حتى نواكشوط يفخرون بالمقاومة حقيقةً، ولكنهم يتساءلون عن علّة غيرتكم على مقاومةٍ في العراق لطرد أمريكيٍ محتل، وغاية حرصكم على مقاومةٍ في لبنان لتحرير (شبعا) وأنتم لاتعترفون لهم فيها، وسبب نخوتكم على مقاومةٍ فلسطينيةٍ أبيّة أمام يهود، أمام نسيانكم للجولان بجبل شيخه وكأنه ليس فيه احتلال من بني صهيون وهو شاهد ملك ينادي في العالمين: إنه لم ير طلقة نارٍ واحدةٍ منذ أربعة وثلاثين عاماً وأصبح بالمقاومة الصوتية أو صوت المقاومة أكثر أمناً لمحتليه ومستوطنيه من تل أبيب نفسها.
أن يختار وزير الإعلام السوري ومن معه أن يكون صوت المقاومة حيث كانت الأصوات الأخرى ممن وصفوهم بأنصاف الرجال، تدعو للتخاذل وتتهمه ومن معه بالمزاودة وتتهم المقاومة بالمقامرة فهذا شأنه وعليهم شأنهم، ولكن لماذا لم يُشر إلى ماكان خلف دعواه الصوتية فيما ماوراء الكواليس من الاتصالات والمفاوضات التي كانت قائمةً حتى أثناء الحرب الظالمة والمدمرة مع الاسرائليين ومخفياً ماالله مبديه..!!؟
يستطيع السيد الوزير أن يعتقد مايشاء، ويصرّح مايشاء، ومن حقه أن يكون صوتاً مقاوماً أو مقاوماً صوتياً، أوفعلاً معاكساً و مشاكساً، ولكن لن يستطيع تغطية السماوات (بالقبوات) في عصر الأنترنت والفضائيات. فالمقاومة قول وفعل، وماتصنعه المقاومة هو مجد للصانعين، وعز للعاملين، وفخر للمقاومين، وإنما تجزون ماكنتم تعملون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بوتين ووسائل الإعلام الحكومية الروسية يسخرون من أداء بايدن و


.. الانتخابات الفرنسية.. الطريق إلى البرلمان | #الظهيرة




.. إيران أمام خيارين متعاكسين لمواجهة عاصفة ترامب المقبلة


.. الناخبون في موريتانيا يدلون بأصواتهم في انتخابات الرئاسة | #




.. بعد قصف خيامهم.. عائلات نازحة تضطر للنزوح مجددا من منطقة الم