الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كاكه حمه ويس و المچارية

ضياء السورملي

2007 / 2 / 26
حقوق الانسان


كان كاكه حمه ويس متعجبا بالنملة منذ صغره ، النملة هذه الحشرة الصغيرة التي فيها من القوة الهائلة والتفوق الكبير ما يذهل العقل ، ان مجاميع النمل تعيش في مجتمعات منظمة بل فائقة التنظيم وعندهم من الفراسة بحيث تعرف النملة اختها النملة بشكل عجيب ، ويمتلك النمل لغة تخاطب تفوق لغات العالم كلها ، انها التكنولوجيا المتطورة التي ينهل منها العلم الحديث يوميا ، فهل نتعلم من هذه الحشرة النظام والأخلاق والتكنولوجيا والتنظيم والتنظير والتعايش السلمي وجاء في القران الكريم عن مخاطبة نملة للنمل بقولها
"حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ " .
بعد هذا الأستعراض البسيط عن النملة عرج كاكه حمه ويس على الملا عبود الكرخي ومستحيلاته حيث يقول
" يصير نملة تدفع الملوية " والمقصود بالملوية هي منارة سامراء الملتوية , يضحك كاكه حمه ويس من سخرية الملا عبود الكرخي ، ولو كان الملا عبود حيا هذه الأيام لقلنا له نعم ان النملة تدفع الملوية وان النملة هذه الايام تفعل العجائب ولكن النملة التي نتكلم عنها ليست النملة التي ذكرت في القرآن الكريم وانما نمل من نوع اخر انه النمل الأرهابي ، النمل المفخخ ، النمل الذي يفجر نفسه في المساجد وفي مآتم العزاء ، انه النمل الذي يدفع الملوية ويفجرها ، انه النمل الأبيض والذي يسمى العثة التي تنخر الشجر ، لو كنت حاضرا اليوم ايها الكرخي لعرفت ان المستحيلات التي ذكرتها كلها تتحقق اليوم .

يقول الملا عبود الكرخي في مستحيلاته " يصير تجي من لندن المچارية " اما المچارية فهي جمع لكلمة المچاري الذي يعمل على قيادة البغال والحمير عندما تنقل حملها من مكان الى آخر ، ويتعجب الملا عبود الكرخي بعدم امكانية ارسال المچارية من لندن ، يضحك كاكه حمه ويس لان لندن اليوم قد غزتها جيوش من المچارية وصارت تصدرهم الى العراق لكي يعملوا مستشارين في الوزارات العراقية ويعملون بصفة وزراء وسفراء ومحلليين اقتصاديين واعلاميين وما نبيل الجنابي وجوقته الا نموذجا بسيطا لهؤلاء المچارية ، اما من يجلس في البرلمان العراقي فانهم يذهبون فداء للمچارية ، لا نريد ان نقول كلهم حتى لا نظلم الملا عبود الكرخي وانما نقول هناك الكثير يرفض حتى المچاري تشغيلهم معه لا بل يرفض حتى مبادلتهم باي من حميره .

ولو كان الملا عبود الكرخي حاضرا اليوم لقال لنا " يصير الشعب تقوده كومة حرامية " ويضيف كاكه حمه ويس ويقول "يصير الجاهل والزعطوط يسموه من الشخصيات الوطنية " ان ما يحدث في العراق يدل على ان البلد يسير الى الهاوية بشكل متسارع . فهذا قاتل يصبح حجة للاسلام والمسلمين ، وذلك ابن الأغا يصبح فلته الفالتين والأخر ابن حرامي فيصبح حكيما للحاكمين وصايع ودايح في الملاهي والبارات يصبح امام المتقين ، انها مهزلة التاريخ تلتف على العراق وعلى العراقيين ، فقد غرز نظام صدام مفاهيم اصبحت مثل الوشم في المجتمع العراقي لا تزول الا بزوال من رسم على جلده الوشم ، العراق بحاجة الى طاقة هائلة لتغير وحرف مساره الى الأتجاه الصحيح .

العراق بحاجة الى ان ينظر الى النمل ويتعلم منه العمل المثابر والكفاح الدؤوب والتكنولوجيا الكبيرة والمستودعات ونظم الخزن الفائقة في تعاملهم ، ان ما يحدث في العراق اليوم هو نظام الجراد وغزوه للمزارع الخضراء ، ان الطغاة والمتخلفين والقتلة والفاسدين والفاسقين من المچارية لن يرحلوا قبل ان يجعلوا من العراق ارضا جرداء مثلما يفعل الجراد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي