الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صدى الغربة في ايران... يوميات حالم 10

علي الحسيني

2007 / 2 / 26
سيرة ذاتية


بعد مضي ثلاثة اشهر من السنة الاولى في قم غيرت سكني حيث قمت باستجار سرير في احدى البنايات التي خصصها أصحابها لسكن الطلاب كانت تحمل إسم (مؤسسة خاتم الحجج) يديرها احد طلاب العلوم الدينية من الأثرياء وهو من دولة البحرين .
الغرفة التي استأجرت فيها سريرا تسع لثلاثة اشخاص وعليه سكنَ معي في الغرفة طالبان آخران من اهل البصرة احدهم كانت له صلة قرابة معي من ناحية الام - كما عرفت لاحقا - وهو من سكنة منطقة (التنومة ) شرق البصرة ، والآخر من منطقة (المدينة) بفتح الدال وتقع في شمال البصرة ... وكلاهما دخلا الى ايران بعد حركة اذار عام 1991.
تميز الاول بحس فكاهة وطرافة عالية ، لكنه كان لا يولي ادنى اهتمام لدرسه ولا يقرأ إلا قبل الامتحانات النهائية كما انه كثير النوم وهذا ما كان يزعجني فيه لانه يحرمني من مواصلة مطالعتي ومراجعتي للدروس لإلحاحه على اطفاء انارة الغرفة وهو ما ادخلني معه في شجار انتهى بي الى شراء مصباح صغير خصصته للقراءة والمطالعة في الليل ، لكن لهذا الصديق طرائفه الخاصة معي فهو حينما ينتبه من نومه بعد منتصف الليل ويجدني منكبا على الكتاب يخاطبني بقوله : (أية مجنونة تلك التي ترضى بك زوجا وأنت تقضي الليل مع الكتاب) وعندما يلقي بنفسه على السرير ايذانا بحلول ساعة النوم لديه كان يقول مبتسما وضاحكا ومتهكما في الوقت ذاته ( هيا الى النوم ، الله النوم جميل جدا يا علي ، لماذا تحرم نفسك من هذه اللذة اللامتناهية!!؟) ... على كل حال هذا الشخص يعمل حاليا في مؤسسة شهيد المحراب للتبليغ الاسلامي فرع البصرة وهي مؤسسة تابعة لعمار الحكيم وواجهة رئيسية للمجلس الاعلى وللدفاع عن اسلامية ايران ونظام ولاية الفقيه الذي يحكمها ... مع ان هذا الشخص غير مقتنع لا بهذه المؤسسة ولا بمشروع المجلس الاعلى !!.
اما الثاني فهو إنسان غريب الاطوار هادئ جدا كثير التفكير (والصفنات) والتأمل ، لا يتكلم الا عندما توجه اليه سؤالا او استفسارا ، الا ان الاثنين برغم من حوزويتهم وتدينهم وتشددهم احيانا يشتركان بعدم اهتمامهم في الدروس الدينية او القراءة العامة ، ايضا يشتركان بحبهم للدعة والنوم المبكر جدا ، ويفترق الثاني عن الاول انه كان شغوفا جدا بلعبة كرة القدم ومتابع جيد للفرق والاندية العالمية .
النظام التعليمي في الحوزة :
ربما لا يصح استخدام لفظ النظام بحق الدرس الحوزوي بسنواته الطويله وكتبه القديمة لاسباب كثيرة منها ان الكتب مؤلفات لكتابها ولم توضع للدرس وثانيا لان الحوزات المنتشرة في قم او غيرها لا تُدرِس نفس الكتب والمؤلفات .. من هنا سأستخدم لفظة نظام بنحو مجازي يشير فقط الى طبيعة المنهج الدرسي في الحوزة الدينية .
لا تختلف هيكلية النظام التعليمي الحوزوي ومواد المنهج الدراسي في الحوزة العلمية في مدينة قم عن غيرها من الحوزات في العراق او لبنان او سوريا او البحرين وحتى باكستان ، الا في نواح قليلة ليست ذات اهمية .
النظام التعليمي الحوزوي ( الرسمي ) هو نظام تراتبي ينقسم الى ثلاثة مراحل رئيسية تسبقها مرحلة تمهيدية لسنة واحدة . كل مرحلة من المراحل الثلاث تستغرق عدة سنوات يدرس فيها الطالب مقررات المنهج الدراسي لتلك المرحلة .
فالمرحلة الاولى تسمى بـ(المقدمات) وفيها يدرس الطالب الحوزوي طيلة أربع او خمس سنوات (حسب مقررات المدارس الحوزوية) مواد مختلفة من ( فقه ومنطق ونحو وعقائد واصول ) . يدرس في مادة الفقه كتابين هما، شرائع الاسلام ذي الاجزاء الاربعة للمحقق الحلي وهو من علماء العراق في القرن السابع الهجري (اولا) ويستغرق دراسة الكتاب عادة سنتين من مرحلة المقدمات ومن ثم يدرس الطالب كتاب اللمعة الدمشقية وهو كتاب ذو جزئين كبيرين وفترة دراسته بين سنتين او ثلاثة سنين . ومؤلف هذا الكتاب هو الشهيد الاول وهو من علماء لبنان في القرن الثامن الهجري .
اما في مادة العقائد يدرس طالب هذه المرحلة كتابا واحدا هو العقائد الامامية – بعض الحوزات تضيف كتابا آخر هو كتاب الإلهيات للشيخ جعفر السبحاني - ويستغرق دراسة كتاب الامامية سنة واحدة ، وعادة ما يدرس في السنة الاولى من مرحلة المقدمات . الكتاب من تأليف الشيخ العلامة محمد المظفر وهو من علماء العراق توفى في بداية النصف الثاني من القرن العشرين المنصرم .
ايضا يدرس طالب مرحلة المقدمات ولنفس المؤلف الشيخ المظفر لكن في مادة المنطق كتاب المنطق باحزائه الثلاثة ، وفترة دراسته بين سنة واحدة وسنتين .
في مادة اصول الفقه يدرس الطالب كتاب اصول الفقه بأجزائه الاربعة وهو للعلامة المظفر ايضا ، وبعض الحوزات تستبدل دراسة اصول المظفر بأصول الحلقات للشهيد محمد باقر الصدر وهي ثلاث حلقات بأجزاء اربعة ... لكن طالب المقدمات لا يدرس اصول الفقه الا في السنة الثانية ويستمر بدراسة اصول المظفر حتى نهاية مرحلة المقدمات حيث يبدأ بدراسة كتابا اخر من كتب اصول الفقه التي تتناسب والمرحلة الثانية .
وأما في مادة النحو العربي يدرس الطالب كتاب شرح ابن عقيل لالفية ابن مالك وهو بأربعة اجزاء ويستمر معه طوال سنتين كاملتين . وطالب الحوزة لا يدرس النحو في مشواره الدرسي الا خلال السنتين الأوليتين فقط .
وابن مالك مؤلف الالفية هو من علماء القرن السابع الهجري والشارح هو إبن عقيل من علماء العربية في القرن الثامن الهجري ... هذا ما يدرسه طلاب الحوزة في مرحلة المقدمات وهي مرحلة تعادل مرحلة البكالوريوس... ويلاحظ من خلال سرد المقررات ان الكتب الحديثة والتي فيها شي من المنهج التعليمي تعود للشيخ محمد رضا المظفر وهو من مشايخ العراق المجددين والمعتدلين وصاحب منتدى النشر وكلية الفقه في النجف وهو الاول من بين علماء الشيعة الذين شعروا بضرورة تحديث الدرس الحوزوي وعمل على ذلك بمؤلفين رئيسيين هما المنطق الكلاسيكي واصول الفقه اللذين يتلقاهما الطالب في مرحلة المقدمات التي اشرنا اليها انفا ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض الضغوط الدولية لوقف الحرب في غزة


.. أثار مخاوف داخل حكومة نتنياهو.. إدارة بايدن توقف شحنة ذخيرة




.. وصول ثالث دفعة من المعدات العسكرية الروسية للنيجر


.. قمة منظمة التعاون الإسلامي تدين في ختام أعمالها الحرب على غز




.. القوات الإسرائيلية تقتحم مدينة طولكرم وتتجه لمخيم نور شمس