الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وما زال الحب في مرحلة البكارة

شجاع الصفدي
(Shojaa Alsafadi)

2007 / 2 / 26
الادب والفن


أقلعت الطائرة, وما زال الحب في مرحلة البكارة..
لسنا من التغيير في شئ, إلا من رحلة سفر قد تثمر عن الكثير من الأمل و كثير من الحلم..
أعلم الآن انكِ قد أدركتِ معني الحب وأن الطفلة بداخلك تجيد قراءة الشفاه ومحاورة الشرايين دون أن تحتاج للمزيد من الدروس , لكن لا تنسِ أنكِ النبض ,وحواركِ مع شراييني يشبه التجنيد الإلزامي الذي يعانيه الشباب , أما أنا فقد أنهيت تلك المرحلة وربما بتُّ الآن على مشارف الكهولة , نعم , إني على مشارف الكهولة مهما نفيتِ ذلك ومهما حاولت بطفولتكِ الجميلة أن تؤكدي لي عكس ذلك .
أنا يا صغيرتي رجل أضناه السفر وبات بحاجة لإقلاعٍ أخير ..
أعرف ما ستقولين ,وأعرف أنكِ خلقت من صدرك مطارا ليحط عليه قلبي, لكن الأمر أكبر من الكلمات وأعذب من الأغنيات..
إن الحكاية طويلة جدا و الطريق أمام براءة الحب أطول, وبكارة القلب التي فضّها امتزاجي بكِ ليست سوى صك غفران وهبته لي السماء.
نعم , أنت الغفران الذي تلقيته, و لكن السفر الأبدي هو العقاب الذي استحققته, و سفر الأبجديات هو الرحلة التي لا أريد لها نهاية ..
ماذا بعد ذلك؟
لا أعلم إن كان الأمر سهلا هذه المرة في الغياب, وكم يضنيكِ انتظارٌ أشبه بالاحتضار,
لكن أن ينتظر المرء وهو واثق أن البعيد سيقترب ,وأن الغائب سيعود فهذا شئ أشبه باللذة, تشبع بالحب و فض بكارة للكلمات التي تعصى عن القول حين نحتاجها في التلاقي, الحب ما بيننا يشبه صحيفة يومية علينا أن نكسبها الإثارة حتى لا يصيبنا الملل وعلينا أن نجعل من صدورها اليومي رمزا للحياة ما بيننا ...
اكتبي أكثر , قرأت لكِ بعض الأشياء التي تفيض عشقا, قرأتكِ رسالة حب تخلده طفولة قلب بكر ..
اكتبي حبكِ ليحتل الصفحة الأولى من صحيفة الصباح, ويحتل الصفحة التي نودعها كل مساء معا ...
قد نفقد بعض مسارات التلاقي ما بيننا حينا , ولكن اللقاء ما بيننا تخاطر روحين على أثير العمر , وتواصل قلبين في جسد وتوحد شاعرين في قصيدة تمزجهما معا فينتجا معاني الحب وفلسفة السفر ..
أتدري, توقف الوحي قليلا الآن ونسيت ما كنت انوي بثه إليك عبر هذه الرحلة...
طائرات العمل تختلف عن تلك التي تحمل أحلام العشاق, لكني تعودت دوما أن تصاحبني في سفري حقيبة الكلام وضجة صمت وصراخ قلب لتبدو الرحلات حقلا تبتهج به الحروف وتكبر كالطفل في رحم الحياة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل