الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شعب واحد موحد أهم من حكومة وحدة وطنية

سامي الاخرس

2007 / 2 / 26
القضية الفلسطينية


يبدو أن تجليات اتفاق الوفاق الوطني الذي وقع فى مكة لا زال يلقي بأصدائه وتجلياته على معظم الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والوطنية ، حيث لا زال رئيس الوزراء المكلف إسماعيل هنية يسعي لتشكيل حكومة الوحدة من خلال الحوار مع جميع القوي الوطنية والشخصيات الوطنية ، وجميع المؤشرات والدلائل تؤكد إصرارها على تشكيل هذه الحكومة حتى تضطلع بمسئولياتها الوطنية ، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مآسي المرحلة السابقة فى حياة الشعب الفلسطيني ، مرحلة اتسمت بانهيار شبه كامل لمنظومة بأضلاعها السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وأعادت قضيتنا لمحاور كانت قد تجاوزتها . وهذا بفعل مخطط شامل متكامل بدأ من الممارسات الصهيونية والحرب الشرسة على الشعب الفلسطيني وامتزج بالفتنة التي شلت الجسد وأوقفت النبض الحي عن الحياة.
اتفاق مكة عالج أهم وأخطر القضايا ألا وهى الفتنة والاقتتال ، حيث أن وأد الفتنة يعتبر بعث الحياة فى شعبنا ، وإشعالها موت لشعب وقضية معاً، وهذا هو أهم ما جعلنا نبارك ونمني النفس بنجاح هذا الاتفاق ، رغم خطورة القضايا الأخرى وخاصة بعض القضايا الجانبية التي لم تتداركها الأطراف فى الحكومة والرئاسة ، ألا وهى العلاج النهائي لقضايا المقتولين بأحداث الفتنة الأخيرة ، والتي أحدثت شرخ اجتماعي في النسيج الاجتماعي ، وتركت رماد الفتنة مشتعل وهو ما يمثل ناقوس خطر معرض للانفجار ، وعبر عنه قتل محمد الغلبان أمس فى خان يونس تحت جناح الثأر العائلي ، وبدأ التراشق بالاتهامات التي أخذت الشكل العائلي ، وهناك من ستغل هذه الأحداث المتفرقة ليزج بأسماء العائلات الثكلى ليحرك غريزة الانتقام بداخلها والاقتصاص لأبنائها القتلى.
لا يمكن أن نكون مثاليين لدرجة الغباء السياسي فمن قُتل له أبنا أو أخاً لا يمكن أن يتناساه بسهوله ويتسامح لمجرد اتفاق وقع هنا أو هناك ، وذلك يعود للواقع الاجتماعي الفلسطيني المميز بنمط عشائري وعائلي محكوم بعادات وتقاليد موروثة وضرورة أخذ هذه الجوانب بعين الاعتبار ، وهذا يتطلب التحرك سريعا من خلال المستويات السياسية لإيجاد السبل الكفيلة بعلاج هذه الآثار جذريا وبشكل عادل وموضوعي ، ولا يكفي احتسابهم شهداء للوطن وضحايا للوطن ، أو مثل ما يردد الآخرين أن نسموا على جراحنا ونتجاوز بركان الدم الذي نزف من خاصرة الوطن وأبنائه ، علينا أن نحتكم للعقل والموضوعية فى طرحنا وفعلنا ، والبحث عن حلول جذريه لهذه المشكلة وهذا لن يتأتي بدون التحرك على أعلي مستوي سياسي واجتماعي ، فضرورة تشكيل لجنة فعالة تضم كل القوي والأحزاب الفاعلة والشخصيات الوطنية ذات المصداقيه وكذلك الشخصيات الشعبيه وممثلي عن المؤسسات المدنية والقانونية وعن اسر الضحايا والعائلات الثكلى ، والخروج بتوافق يرضي الجميع لضمان وقف النزيف تحت أي مسميات ثأرية وعائلية ، أما دعوات رفع الغطاء الحزبي والعائلي ...الخ فهي لن تجدي ولن تشفي الجرح ، فهذا مرض تفشي بالجسد الفلسطيني خلقته مرحلة ، ولا بد من تشخيص سليم وعلاج ناجع للاستشفاء الكلي وإعادة اللحمة الاجتماعية للنسيج الاجتماعي الفلسطيني لنتمكن من مواصلة التحدي الأكبر المتمثل بمواجهة العدوان المستمر على الوطن ومقدساته .
يجب أن تكون دماء محمد الغلبان الذي قتل أمس أمام زوجته ناقوس خطر يتطلب تضامن وتكاثف الجميع لإخماده قبل أن ينفجر ويحرقنا مرة أخري . فالجميع مطالب بتحمل مسئولياته الوطنية والاجتماعية ، وتثبيت مبدأ الوفاق قولا وفعلا ليتحول من اتفاق إلي عهد ونهج ينظم حياتنا وبوتقة توحدنا مهما عظمت خلافاتنا السياسية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترامب يؤيد قصف منشآت إيران النووية: أليس هذا ما يفترض أن يُض


.. عاجل | المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: هذا ما سنفعله مع إيران




.. عاجل | نتنياهو: لم نستكمل تدمير حزب الله وهذا ما سنقوم به ضد


.. قصف مدفعي إسرائيلي وإطلاق للصواريخ أثناء مداخلة مراسلة الجزي




.. نائب عن حزب الله للجزيرة: الأولوية لدينا حاليا هي لوقف إطلاق