الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حجاب أو سفور ... المهم الصدق مع النفس

محمد عبد الخالق

2007 / 3 / 8
ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2007 -حجاب المرأة بين التقاليد الأجتماعية والبيئية والموروث الديني


حجاب المرأة من المواضيع التى أثارت جدلا عقيما فى مجتمعنا العربى وأقول عقيما لأنه -مثل غيره من المواضيع المهمة أو غير المهمة التى تطرح للنقاش من وقت لآخر فى مجتمعاتنا- لم يكن حوارا تفاعليا مفيدا لم نخرج منه بأى شىء سوى صراخ ولا غير الصراخ مجرد مجموعتين تتبادلان الاتهامات بأغرب وأبشع الصفات كان أبسطها الكفر للرافضين والتخلف للمتمسكين.

كنت أتمنى أن نستفيد من قضيه كهذه بغض النظر من فوز حزب أو جماعة على الأخرى كنت أتمنى أن نتمكن من الخروج بشكل حضارى أولا فى النقاس وثانيا فى احترام وقبول الرأى الآخر لكن للأسف...

عندما قررت المشاركة فى هذا الملف المهم لم يكن بذهنى ولم أكن أريد أن اتناول موضوع الحجاب من منظور الموافق أو الرافض فالكثير سيتحدث فى هذه الجزئية ويستفيض فيها ويحاول أو يثبت ويؤكد رأيه بالأدلة والبراهين لكنى أردت أن أتناول هذا الموضوع من زاوية حرية الإنسان وفى هذه الحالة لن يكون هذا المقال خاص بالمرأة فى يومها وما أجمل أن يشاركها الرجل نفس القضية كما يشاركها الحياة.

فى الحقيقة موضوع الحجاب بالنسبة لى يمثل من المنظور النظرى (قناعة) ... نعم قناعة إنسان ما بشىء ما فى زمان ما ومكان ما. أما لم أردنا تطبيق هذا الكلام بشكل عملى وأخذنا مسألة الحجاب نموذج فيمكننا القول إن الحجاب يجب أن نتعامل معه على أنه قناعة إنسان يجب أن تحترم كما يجب أن تحترم كل حرياته وكل قراراته وإلا نكون أمسكنا بعصا ووقفنا نقوم كل تصرف ونصنع معيارا ثابتا نمرر التصرفات من خلاله لنحكم عليها إن كانت صوابا أم خطأ.

فأنا لا أرى فى حجاب المرأة أى تقييد لها أو لحيرتها أو إعاقة لها على أداء واجبها فهناك نماذج كثيرة فى مختلف مجالات الحياة تقدم نموذجا مشرفا للمرأة المحجبة العاملة والناجحة، كما أن هناك أيضا نماذج كثيرة للمرأة غير المحجبة الملتزمة (فعدم الحجاب لا يعنى التهتك أو الانحلال الأخلاقى).

وأريد أن أقول أن الحجاب يجب أن نبتعد به عن الحكم بصلاح المرأة أو عدمه لأنه أصبح مجرد زى مثله مثل أى زى تختاره المرأة ولا يؤثر لا بالسلب ولا بالإيجاب على شخصيتها أو تصرفها أو قراراتها خاصة وسط حالة الفوضى التى تسيطر على مرتديات الحجاب فى الزى وفى التصرف فمن الطبيعى جدا الآن أن ترى أثناء سيرك فتاة ترتدى حجاب الرأس فى حين أن جسدها يظهر فى زى لا يتفق على الإطلاق مع الحجاب وهو ما يثير التعجب والاندهاش والشعور بالتناقض والتخبط الفكرى لدى هؤلاء فماذا يردن ؟؟ فى حين أنه على الجانب الآخر يمكن جدا أيضا أن ترى فتاة ليست محجبه وقد تكون غير مسلمة لكنها ترتدى زيا بسيطا أنيقا يحافظ على جسدها من عيون (وأيادى) المتطفلين.

وهذه المقارنة لا أقصد منها تفضيل نموذج على غيره إطلاقا ولكنى أريد أن يفعل الإنسان ما يحلو له ويرتدى ما يحلو له لكن دون تناقض وكذب على نفسه لأنه لن يستطيع أن يكذب على الناس الذين يرونه أو يرونها أكثر مما يرى أو ترى نفسها كونى وكون صادق مع نفسك ثم ارتدى ما تشاء هذا هو الحجاب وهذا هو الاحتشام لكن ارتداء أغطية طويلة والكذب والتناقض مع النفس هذا هو الفجور والتعرى بعينه.

وفى الحقيقة فإن أكثر ما يدايقنى ويزعجنى هو سماع أو قراءة خبر عن رفض بعض الدول الغربية ارتداء البنات بها لحجاب الرأس فى المدارس أو العمل وهو الذى اعتبره انتهاكا صارخا لحق من حقوق الإنسان وتعديا على حريته.

وفى النهاية أحب أن أؤكد أن نوع الملابس أو أغطية الرأس لا دخل لها ولا تفيد إطلاقا فى تصنيف المجتمعات أو الحكم عليها فلا المجتمعات التى ينتشر بها تغطية المرأة من قمتها إلى أخمصها هى المجتمعات الإسلامية الصحيحة لا المجتمعات التى تظهر بها المرأة سافرة مجتمعات منحلة بالعكس قد يكون الغطاء بجانب إخفائه للوجه والجسد يخفى أشياء أخرى لا نعرفها (وأظن كلنا نعرفها)









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بهجمات متبادلة.. تضرر مصفاة نفط روسية ومنشآت طاقة أوكرانية|


.. الأردن يجدد رفضه محاولات الزج به في الصراع بين إسرائيل وإيرا




.. كيف يعيش ربع سكان -الشرق الأوسط- تحت سيطرة المليشيات المسلحة


.. “قتل في بث مباشر-.. جريمة صادمة لطفل تُثير الجدل والخوف في م




.. تأجيل زيارة أردوغان إلى واشنطن.. ما الأسباب الفعلية لهذه الخ