الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدولة العراقية ما بين العولمة و الاسلمة

وصفي السامرائي

2007 / 2 / 27
الحوار المتمدن - الكتاب الشهري 2007 شباط : مستلزمات بناء مجتمع مدني علماني ديمقراطي في العراق


عندما تشكلت الدولة العراقية الحديثة و التي اريد لها ان تكون ملكية دستورية ,كانت الافكار السائدة يومها مجتمعيا ما بين الاسلاموية و القومية.يمكن نقسيم التيارات الاسلاموية الى معارضة للحكومة و مؤيدة لها. فالمعارضة تمثلت بالمراجع الدينية الشيعية و التي عارضتالحكومة على اعتبار انها تمثل ارادة المحتل البراطاني بحسب رايهم .لكن هذه المعارضة سرعان ما تبددت بعد ان قام رئيس الوزراء يومها عبد المحسن السعدون بنفي المراجع الدينية المتنفذة الى ايران.اما التيار الاسلاموي المؤيد فيتمثل برجال الدين السنة كونهم متعودين في الغالب على اطاعة الدولة كولي امر بالاضافة ان رجالات الدولة هذه جلهم من موظفي الدولة العثمانية وهم معظمهم من السنة.
اما الافكار القومية فقد كانت نخبويةتنحصر بين موضفي العهد البائد و تجار المدنبسبب اصلولهم البرجوازية وتمكنهم من الحصول على الثقافة بمختلف الوانها في مجتمع تسود فيه الاميةمعظم شرائحه.اما الحياة الحزبية فقد كانت محدودة لحداثة الدولة املا ولعدم وجود رغبة صادقة لدى هذه الدولة لوجود مثل هكذا ممارسات سعيا منها لقمع الاصوات المعارضة.الانتخابات النيابية كانت في معظم الاحيان مزورة لصالح الشخصيات الموالية للانكليز و البلاط.
بدات الافكار الماركسية بالدخول الى العراق بتاثير ثورة اكتوبر العظيمة و اصداء الانجازات الكبرى لهذه الثورة لصالح الطبقات المسحوقة. بالاضافة الى الكتب والمجلات و الصحف التقدمية ,على ندرتها,ونتيجة تتضيق الحكومات عليها.مع تاثير زوار العتبات المقدسة و رواد الميناء.وعلى الرغم من كل المعوقات فان هذه الافكار اخذت بالانتشار السريع كونها تعطي الحلول الناجعة لماسي الشعب.
الا ان الحيات الحزبية ظلت شبه معطلة فحتى الاحزاب العلنية لم تسلم من قمع السلطة ناهيك عن الاحزاب السرية و بشكل خاص الحزب الشيوعي حيث وصلت عقوبة الانتساب الى هذا الحزب حد الاعدام.الحال نفسه ينطبق على النقابات و الجمعيات فبمجرد ان تجاز حتى تتعطل بسبب معارضتها للسلطة.وعلى الرغم من كل ذلك فان الحراك السياسي و الاجتماعي كان واسعا عن طريق المضاهرات والاضرابات وما الى ذلك من الممارسات السلمية و كان للمراة دورا كبيرا فيها.
و بيبب هذه الممارسات القمعية لنظام الملكي مع الاوضاع الاقتصادية المتردية لمعظم شرائح المجتمع و مواقف هذا النظام من قضايا الشعوب العربية السلبية وصلت الامور الى حد القطيعة بينه وبين الشعب توجت بثورة 14 تموز المجيدة و التي قدمت العديد من المنجزات و نشطت الحياة الحزبية و المجتمعية .لكن النظام الجديد سرعان ما انقلب و سعى لتجميد كل ذلك مما ساعد انقلابيو شباط الاسود على اجهاظ الثورة لتحدث انتهاكات سافرة لحقوق الانسان قل نضيرهابالشكل الذي ساعد على اسقاطه نتيجة المقاومة الباسلة للشعب و النقمة العالمية على هذه الممارسات.ليشهد العراق مجددا حالة من الحراك السيايس وان كان محدودا ابان العهد العارفي والذي استمر حتى بعد انقلاب 17 تموز 1968.
وما ان تولى صدام السلطة عام 1979 حتى ادخل العراق في عهد من الدكتاتورية انهت الحياة الحزبية و افرغت منظمات المجنمع المدني من محتواها الحقيقي حتى ان حزب البعث تحول من حزب عقائدي الى مجرد مؤسسة قمعية لحماية النظام.
ان المتتبع لتاريخ الحزب الشيوعي , والذي تسيد الساحة لعقود من الزمن يلاحظ انه كان يسعى الى اقامة التحالفات مع الاحزاب البرجوازية ,تحت تاثير الافكار الاستلينية,و التي فشلت في تحقيق مشروعها مما ادى الى تراجع التنمية و ارتفاع البطالة ناهيك عن اساليبها القمعية مما زاد من حالة التذمر الشعبي.
اما الاحزاب الاسلاموية, و التي تاسست كرد فعل على تراجع شعبية رجال الدين و انخفاض مواردهم المالية بسبب المد التقدمي خصوصا ايام الستينيا من القرن الماضي..
في البداية لم تستطع هذه الاحزاب من مد جذورها في المجتمع للاسباب المذكورة و بسبب كبيعتها الطائفية و التي منعتها من نقديم خطاب عراقي.الا ان الحزاب الشيعية استطاعت فيما بعد من استقطاب العديع من بنات و ابناء الشعب العراقيمستغلة منع النظام للشعائر الشيعية بالاضافة الى الدعم الا محدود المقدم لها من قبل الجمهورية الاسلامية الايرانية. وقد استطاع النظام السابق من تحجيم دورعا عن طريق القمع الشديد لاعضائها .
و كان من الطبيعي ان تتسيد هذه الاحزاب الساحة بعد الغزو الامريكي للعراق مستغلة لبشرخ الكبير الذي اصاب الهوية العراقية بسبب ممارسات النظام السابق بعد ان سعت الادارة الامريكية الى دعمها لتحقيق مشروعها .مما ادخل العراق في اسوا فترة مظلمة نتيجة ممارسات الاحتلال الا انسانية و سعي هذه الاحزاب الى مصادرة كل انواع الحريات تحت ذريعة الحرام.مع ممارسات الارهاب,الوجه الثاني للاسلام السياسي,بحجة مقاومة المحتل لفرض اجندته البن لادنية على المجتمع.
وعلى الرغم مما ذكر فان الشعب لن يبقى مستسلما حيث بدات بوادر حراك سياسي جديد يسعى لبناء دولة علمانية تحترم حقوق الانسان و التي تضمنتها مباديء الاعلان العالمي لحقوق الانسان.فالامور لن تستقيم ما لم تتشكل مثل هكذا دولة تعمل على استتباب الامن و تحريك الاقتصاد العراقي المعطل لامتصاص البطالة و رفع المستوى الاقتصادي المتدهور لمعظم شرائع الشعب.
المصادر التاريخية
لمحات اجتماعية من ناريخ العراق الحديث للدكتور علي الوردي
عقود من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي بجزايه الاول و الثاني لعبد العزيز سباهي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جبال من القمامة بالقرب من خيام النازحين جنوب غزة


.. أردنيون يتظاهرون وسط العاصمة عمان ضد الحرب الإسرائيلية على ق




.. كيف يمكن وصف الوضع الإنساني في غزة؟


.. الصحة العالمية: المجاعة تطارد الملايين في السودان وسط قتال ع




.. الموظفون الحكوميون يتظاهرون في بيرو ضد رئيس البلاد