الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وقع القاص زياد خداش بورتريه لجديد الأدب الفلسطيني

نادية عيلبوني

2007 / 2 / 27
الادب والفن


هل هي بداية لتظاهرة ثقافية فلسطينية جديدة أم هي محاولة للخروج من أسار الصورة النمطية التي صبغت الفلسطيني بالصورة السياسية على حساب الصورة الثقافية، أو على حساب حياة الفلسطيني بكل تفاصيلها؟هل غسل المثقف والمبدع الفلسطيني يديه ممن عوّل عليهم ليقدموا إبداعاته إلى العالم؟. وما هو الحصاد الذي جنته المؤسسات الثقافية التي نركت بيتها الثقافي لتنافس السياسي الفاشل على مهامه فلا هي فلحت في مزاولة السياسة ولا هي استطاعت الاحتفاظ بما كان لها؟

مثل هذه الأسئلة وغيرها تتقاطر إلى أذهاننا لدى تصفحنا لموقع القاص الفلسطيني زياد خداش على الانترنت. زياد الذي يحاول بمبادرته تلك، ملأ ما استطاع من الفراغ الذي خلفه قصور المؤسسات الثقافية الفلسطينية التي أهملت الأبجديات الأولى لصيرورة أي شعب: إبداعاته وثقافته.

ولعل تلك المحاولة الجريئة للقاص زياد خداش تأتي ردا على ذلك الإهمال، ومحاولة لتعويض ذلك النقص الهائل في أدوار الآخرين.

"نحن هنا" هذا ما أراد زياد خداش إيصاله عبر موقعه الشائق والمنّوع.

"نحن هنا" برغم حصار أعدائنا وإهمال ذوي القربى.

"نحن هنا" نكتب ونبدع وننتج ثقافتنا.

"نحن هنا" نحاصر حصارنا ، وننطلق صوب فضاءات عالم أريد له أن يظل مغلقا في وجوهنا.

."نحن هنا حتى ولو كنا لا نملك أرضنا تماما، ولكننا نستطيع أن نطوع الهواء الغير قابل للاحتلال.نصنع منه شكلا من أشكال الحرية التي حرمنا. لن ننتظر أحدا ما دمنا قادرين على إخضاع هذا الأثير لمشيئتنا، وقادرين على تحميله نبضنا كي يصل إلى العالم.

"نحن هنا" نتحدى الجدار. ونتحدى كل الجدران التي لا تستطيع مهما امتدت أو علت حجبنا عن العالم وحجب العالم الفسيح عنا.

الموقع الأدبي الجديد للقاص زياد خداش هونافذة مفتوحة على العالم الكبير، نطل منها بيسر وبساطة، ودون أن يصدعنا صاحبها بافتعال المقدمات والديباجات، إلى عالم الأنا الفردية المبدعة لذات الفلسطيني .وزياد عندما يفعل يدرك تماما طبيعة الزمن الفلسطيني الذي يبدو فيه كل شيء مستحيلا . إلا أنه لا يعرف الخضوع إلى مشيئة الأقدار بل يستثمر ، على أحسن وجه، ما هو متاح ومتوفر ليقول لنا أن لا شيء مستحيل.

وحيدا يمضي زياد لكسر طوق العزلة الثقافية التي تحاصر شعبه. فهو ، ربما ، مل الانتظار ولا يريد أن يتسمر منتظرا الغيث أمام المجلات الدورية أو الفصلية لتكرر عليه وعلينا الأسماء ذاتها. وهو ربما يكون سأم أيضا من احتكار الجيل الأول للمشهد الأدبي والثقافي. أو هو يريد أن يقول لكل من نصبوا أنفسهم أوصياء على الثقافة الفلسطينية : أننا لن نحتاجكم بعد الآن. ولن ننتظر دورياتكم لتعرف بالجيل الفلسطيني الجديد من المبدعين. أنها محاولة لكسر هذا الخضوع الطوطمي للأنا الجمعية حين يؤكد على أناه وأنا جيله من الشباب الذين ظلموا عندما حرموا فرصة تأكيد حضورهم.

في موقعه هذا نتعرف إلى تجربته الأدبية المتميزة. وهو من خلال اللقاءات التي أجريت معه ،نتعرف أكثر فأكثر، إلى شجاعة الكاتب وجرأته في طرح المسكوت عنه . نتعرف إلى نموذج نظري وعملي للمثقف النقدي الذي لا يتوانى عن توجيه الصفعات للمفاهيم المحنطة السائدة في مجتمعه وخصوصا تلك التي تتعلق بالمرأة. لن نعثر في موقع زياد خداش على العبارات المزوقة والمنمقة في ضرورة احترام المرأة ، كما لن نعثر على خطبا نارية لتأكيد ضرورة الاعتراف بها كإنسان كامل الأهلية، بل هو يضعنا مباشرة ودونما مقدمات، أمام باقة متعددة الألوان من النصوص الأدبية غالبية أصحابها من النساء . وهو ربما اتجه بذلك عكس التيار السائد في المجلات والدوريات الأدبية التي بالكاد يمكننا العثور فيها على أسماء نسائية. أنه على أية حال يتجاوز ويختصر الطريق. فبدلا من أن بتحدث وينتقد بصورة مباشرة المجتمع الذكوري في الأدب الذي قام على حساب استبعاد المرأة من صورة المشهد الثقافي اتجه إلى الطريق الأكثر جدوى وعملية لمبدأ الديمقراطية والمشاركة عندما أدخلنا معه إلى تلك القاعة الفسيحة من الحضور النسوي _ الأدبي الغزير والمتميز. فنتعرف في موقعه هذا إلى الشاعرة وكاتبة القصة . نتعرف إلى التجربة الشعرية لناديا يقين وداليا طه وإلى فن القص والنصوص الأدبية لدى عايدة نصرالله وإيناس عبدالله ونبال شمس وصابرين عبد الرحمن وغيرهن . موقع زياد خداش لا يستثنى أية بقعة من فلسطين بل نراه ومن خلال موقعه مصرا على توحيد فلسطين التاريخية في مشهد إبداعي واحد لا يتجزأ. من شرق الوطن إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه . لمدينة حيفا حضورها وكذلك مدنية أم الفحم . وهو لا ينسى كذلك على أن يعرج بنا على رام الله لنجد أنفسنا بين حجر الورد وبين أشجار لوز حسين البرغوثي . وليطوف بنا في مدينة غزة لنبحر مع خالد جمعة وعوالمه الشعرية.

باقة محكمة الشد وغزيرة الألوان تلك الأجواء العطرية التي ينثرها زياد خداش على موقعه.

http://www.ziadkhadash.com

كاتبة وصحافية فلسطينية تقيم في فيينا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??