الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فرنسا: لماذا انقسم اليسار المناهض لليبرالية؟

المناضل-ة

2007 / 2 / 28
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


بعد وجهة نظر أكثرية العصبة الشيوعية الثورية حول رهانات الانتخابات الرئاسية بفرنسا، التي دافع عنها فراسوا سابادو ونشرت بالعدد 101[*] ، قابلنا ممثلا لإحدى المواقف الأقلوية بهذه المنظمة، ليونس أغير Léonce Aguirre.

** يشير فوز التصويت بلا على الدستور الأوربي، وأزمة الضواحي، ونجاح التعبئة ضد عقد أول تشغيل، إلى حالة رفض واسع للسياسات النيوليبرالية. وفي الآن ذاته تمكن الحزب الاشتراكي إلى حد بعيد من سد ثغرة خلافاته بصدد الدستور الأوربي بالالتفاف حول ترشيح سغولين روايال، ولم يفلح اليسار المناوئ لليبرالية في تقديم مرشح موحد. ما تفسيرك لهذه التناقضات؟

ل. أغير: ثمة سببان رئيسان يفسران البون بين حجم التعبئات الاجتماعية ضد السياسات الليبرالية وانعكاسها على الصعيد السياسي. أولا، ليس رفض الدستور الأوربي وتبني بديل إجمالي معادي لليبرالية وللرأسمالية ضد الليبرالية والليبرالية الاجتماعية أمرين سيان. وكذلك شأن التمرد المشروع بالإحياء الشعبية والضواحي أو التعبئة ضد عقد أول تشغيل. ومن جانب آخر ثمة عجز لدى اليسار المناهض لليبرالية عن تقديم منظور إجمالي حقيقي وتجاوز انقساماته. يرى الحزب الشيوعي أن السبب الرئيس يكمن في سعيه إلى توحيد اليسار المعادي لليبرالية حوله والحفاظ على إمكانيات تحالف مع الحزب الاشتراكي. ومن ثمة استحالة قبول ترشيح آخر بنظره غير مرشحته ماري-جورج بوفي. أما العصبة الشيوعية الثورية فقد بخست قدر الحركة العميقة التي تجلت في حملة «لا للدستور الأوربي» اليسارية عبر خلق مئات المتحدات، ورفضت بعد 29 مايو أي تدخل لهذه المتحدات في الحقل السياسي بحصرها في التعبئات الاجتماعية. وفي لحظة إطلاق المتحدات من اجل مرشح موحد تصرفت من خارج العملية مما حال دون تأثيرها عليها لاسيما أن ذلك فصلها عن عشرات آلاف المناضلات والمناضلين الذين وجدوا في المتحدات تعبيرا عنهم، والذين يطمحون إلى خلق قوة جديدة معادية لليبرالية وللرأسمالية.

** كيف يمكن تجنيب اليسار المناهض لليبرالية الانجرار بمنطق محض انتخابي يغلب الشكل على المضمون؟ فمن سويسرا يبدو أن مسألة اختيار مرشح موحد تطغى في نقاشات المتحدات على حساب نقاش الجوهر؟

ل. أغير: يتعلق الأمر جزئيا بانخداع بصري. طبعا يكتسي اختيار مرشح أهمية ما في انتخابات رئاسية، وأدى إلى تقاطب عدد من النقاشات، وهذا بوجه خاص ما يهم الصحافة. لكن النقاشات انصبت أيضا وبوجه أخص على شكل الحملة ومضمونها. تبنت المتحدات وثيقة ترسم معالم بديل للاشتراكية الليبرالية، تدافع عن 125 اقتراحا يستدعي تطبيقها قطيعة مع مؤسسات الجمهورية الخامسة ومع السياسات الليبرالية المطبقة منذ 25 سنة من طرف مختلف الحكومات يمينية ويسارية على السواء.

* * ما ردك على اعتراض أغلبية العصبة الشيوعية الثورية الذي يرفض التخلي عن ترشيح بوزانسنو طالما لم تلتزم اللائحة الموحدة بعدم المشاركة في حكومة أو أغلبية برلمانية مع الحزب الاشتراكي المنضم إلى الاشتراكية الليبرالية؟

ل.أغير: للحديث بطريقة حادة أقول إن أغلبية العصبة الشيوعية الثورية استعملت هذه المسألة ذريعة. وأفضل حجة هي الجواب الذي قدمته العصبة لاجتماع المتحدات يومي 20 و21 يناير الذي جاء في تصريحه الختامي المصادق عليه :" يدل توجه سيغولين روايل الاشتراكي الليبرالي على استحالة النظر في اتفاق حكومي أو برلماني مع الحزب الاشتراكي" والذي تخاطب فيه المتحدات العصبة الشيوعية الثورية والحزب الشيوعي لينضما إلى العملية الوحدوية. وبدل جواب ايجابي على هذا العرض واجهته أكثرية العصبة بدفع بعدم القبول،إذ كتبت :" أجابنا اجتماع مونتروي بصدد مسألة العلاقات مع الحزب الاشتراكي. لسنا سذجا لدرجة إغفال أن الأمر انعطاف غايته زجنا في وضع صعب." وهذا موقف عصبوي أثار نقدا حادا لدى العديد من مناضلي ومناضلات الأكثرية.

** يبدو اليوم سحب ترشيح ماري-جورج بوفي مستحيلا، لدرجة أن إعلان ترشيح جوزيه بوفي Bové يخاطب في أحسن حال أعضاء المتحدات المعارضين لترشيح بوفي Buffet وكذا العصبة الشيوعية الثورية. هل الأمر ترشيح وحدوي؟ وإذا أبقت العصبة ترشيح بوزانسنو، أي معنى سيكون لترشيح رابع باسم اليسار المناهض لليبرالية؟

فيما يخصني كنت دوما متشككا إزاء ذهاب الحزب الشيوعي حتى النهاية وقبول ترشيح من خارج صفوفه. لكن وحدة جزئية كانت ممكنة مع القسم الأعظم من القوى المشاركة في العملية، بدون الحزب الشيوعي طبعا، لكن مع عدد كبير من المعارضين داخل الحزب الشيوعي، الذين انخرط بعضهم بقوة خلف ترشيح جوزيه بوفي. لو تحققت تلك الوحدة، واستوفيت الشروط السياسية لذلك، لشكل الأمر حدثا سياسيا كبيرا. ثم هل للإبقاء على ترشيح بوفي معنى؟ يتعين البدء بقول إنه يصعب قبول اتهام الحزب الشيوعي والعصبة الشيوعية الثورية لجوزيه بوفي بتقسيم اليسار المناهض للبرالية وتشتيته بينما المنظمتان تتحملان، لأسباب متباينة، مسؤولية جسيمة في تشضي اليسار الليبرالي هذا. سيتوقف الحفاظ على ترشيح بوفي أو سحبه على عدة عوامل: مسألة الحصول على 500 توقيع، وواقع المتحدات وتطورها، والدينامية السياسية للحملة ( الإقبال على التجمعات، اتساع القوى المنخرطة)، وفائدته بعد انتخابات الرئاسة لمواصلة سعي إلى تجميع القوى المناهضة لليبرالية خلال الاستحقاقات السياسية المقبلة والتعبئات الاجتماعية. سيتخذ القرار يومي 10 و11 مارس في اجتماع وطني للمتحدات المساندة لترشيح بوفي.

أجرى المقابلة جان باتو
جريدة solidarités السويسرية –العدد 102
تعريب المناضل-ة









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مبيعات سيارات تسلا الكهربائية في تراجع مستمر • فرانس 24


.. نتنياهو ينفي معلومات حول إنهاء الحرب قبل تحقيق أهدافها




.. رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: نتمسك بتدمير البنية التحتية لحم


.. شركة تبغ متهمة بـ-التلاعب بالعلم- لجذب غير المدخنين




.. أخبار الصباح | طلب عاجل من ماكرون لنتنياهو.. وبايدن يبرر سوء