الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التأمّل العالي في شِعر شوقي مسلماني

سليمان الفهد

2007 / 2 / 28
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


"مَنْ نزع وجه الوردة؟" هو عنوان المجموعة الشعريّة الجديدة للشاعر شوقي مسلماني، قرأتُه أكثر من مرّة لأغوص أكثر في عالمه الخاص المعاكس والمشاكس دائماً.
ها هو يقول:
"أحب جبلا / فأقع في الوادي / أفتح ذراعيّ / فيلقاني السيل / اسألُه الغرق / فتمسكني يد / ألعنها / فتتشبث بي" .
وها هو يقول: " تمتدّ في الظلام / عالقة بضوء متعب / وفي العمق يرفع التجويف عتمه الاخيرة / أزرعُ في الدروب خطايا / حرائق / وأتلفُ شجرا / ما يقع من يدي / ما يضيء في عيني : / هو الطريق / أمشي على أهداب قمر شاحب / وفي العمق من الصورة يسقط غريب / فحمة".
إنّها الفوضى الكثيرة والجهود المبذولة ضمن اتّباع رؤية للتحدّي والإستمرار، إذ يقول الشاعر شوقي مسلماني في ناحية من المجموعة:
" ... عتمة منذ الفجر الاول / أنا هذا الشاهد / أنا الديناصور وأنا النملة / أنا الكلّ والسرّ / كلّ شعاع! اقتنصته / كل فرصة سانحة! اقتنصتها / وعبرت كل معبر".
ثمّ يقول بأسلوبه الفريد لجهة تمثّله للشعر:
" البحار سود / ولكني أمخر عبابها / بقلب مضيء".
للشاعر شوقي مسلماني مجموعة شعريّة بعنوان "أوراق العزلة" ومجموعة أخرى بعنوان "حيث الذئب" بالإضافة إلى المجموعة الجديدة "مَنْ نزع وجه الوردة؟" وهو في كلّ مجموعاته صوره موحية وقلق متفجّر كما في قوله:
" ... أهروبٌ / وعلامة في المكوث؟ / أمكوث / وعلامة في الهروب؟ / تقف ولا تقف / ترمي ولا ترمي / تقول ولا تقول / إلا ظنا".
وأرغب أن أقول أن الشاعر شوقي يتعبّد في محراب الشعر، ولا حجاب بين الإثنين، ولديه حسّ التأمّل العالي، فانظروا إلى هذا الباب الذي يطرقه:
" ... السمكة لها وجهتها الخاصة / للنسيان وجهة ثانية وثالثة / البحر له وجهة ثانية وثالثة / وفيه سمكة القرش / كالرمل حيث العقرب / الحرف له وجهة ثانية وثالثة / الطير لا يسقط من الشجرة / الطير يسقط من صوته / السمكة لا تغرق في البحر / السمكة تُغرّق في البحر / الخبر العاري عن الصحة / الرصاصة التي لا تزال في رأسي".
قصائد شوقي في الديوان الجديد أيضاً، دائماً، في حلم لا ينتهي، مثلما في ألم كثير وغضب كثير حيث الأوطان الأمّ غائبة عن ذاتها وتموت بذاتها:
" هناك / في الصحراء / رعاة يضيعون قطعانهم / ويضيعون / في الأحشاء حيث خطى / مشاها أولون كانوا أحياء حقا / اللغط! / أسماء / بين الصوت والصوت / صراخ / تعال / أدخل بي".
ويقول الشاعر مسلماني أخيراً في ديوانه الجديد ملتفتاً حتى صوب الصِفر:
" منحن / على مفترق / لا أب / لا أمّ / اسمه : / صِفر"!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو: هل تستطيع أوروبا تجهيز نفسها بدرع مضاد للصواريخ؟ • فر


.. قتيلان برصاص الجيش الإسرائيلي قرب جنين في الضفة الغربية




.. روسيا.. السلطات تحتجز موظفا في وزارة الدفاع في قضية رشوة| #ا


.. محمد هلسة: نتنياهو يطيل الحرب لمحاولة التملص من الأطواق التي




.. وصول 3 مصابين لمستشفى غزة الأوروبي إثر انفجار ذخائر من مخلفا