الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحداث ما بعد نداء أنسي الحاج

أزهار أحمد

2007 / 2 / 28
الادب والفن


لن تطول الحكاية هذه المرة.
بعد أنْ نشرت قصة "هل كنتَ أنتَ يا أنسي الحاج" في موقع على الإنترنت، أصبحتُ واثقةً من أنَّ خيطاً ما سيتكشف ذات يوم حول هذا الموضوع، وأصبحتُ أتصفح بريدي الإلكتروني عشر مرات على الأقل يومياً، ولم يصلني شيء للأسف ينفي أو يثبت تشوش ذهني حول ما إذا كان الشخص الذي رأيته في مسقط مراتٍ عديدة هو أنسي الحاج أم لا، لكن ومن الردود التي كتبها قراء على الموقع الإلكتروني، تبين أنَّهم يعتقدون أنَّ إعجابي بأنسي الحاج جعلني أتوهم رؤيته، لم تكن المسألة هكذا، فحبي لإبداعه كان أكبر، ولم أفكر يوماً في رؤيته شخصياً، قناعتي بوجوده كافية، لكني أريد معرفة الحقيقة، هل كان هو أم لا، من رأيته في مدينتي.

فوجئت بعد فترة بإيميل فيه ما يلي:
"تحياتي أزهار .. قصتك "هل كنتَ أنتَ يا أنسي الحاج" لطيفة جداً، لقد قرأتها وتوقعت مفاجأة أكثر قوة بالنهاية، التصاعد في القصة جميل وعذب، هل لديك قصصاً أخرى منشورة؟ تحياتي لك"
فلانة الفلاني/كاتبة لبنانية.

توقفت عند هذا الإيميل وقرأته عدة مرات، ارتبكتُ وقلت لنفسي: لا بد أنها شخصية قريبة أو صديقة لأنسي الحاج ولا يريد هو أنْ يتصل بي مباشرة، فجعلها وسيطاً بيننا. ذهبت إلى جوجل وبحثت عن اسمها، وفعلا ظهر لي الاسم ومعه قصصها وأنها بالفعل كاتبة، لكن هذا .. قلت لنفسي مرة ثانية .. لا ينفي أنها رسول أنسي إليْ.
رددت على الإيميل شاكرةً هذا الاهتمام، وتعمدت أنْ يكون إيميلاً مختصراً، لأنه لو كان من فلانة الفلاني دون أنْ يكون لها علاقة بأنسي الحاج، فسينتهي الأمر هنا، ولو ردت برسالة أخرى فمعناها أنَّ أنسي يريد الخيط متصلاً على الأقل حتى يخبرني إنْ كان هو أم لا، ذلك الشخص الذي رأيته في أكثر من مكان بمدينتي، قبل أن يختفي فجأة كما ظهر لي فجأة.

انتظروا إذن المفاجآت الكبرى، وإن كنت سأخبركم أولاً أنني أصبحت أهرع إلي صندوق بريدي الإلكتروني وأفتحه كل نصف ساعة، طالما لا أكون نائمة أو منشغلة بشدة، حتى وجدت رداً على إيميلي المختصر:
"مرحبا أزهار، كيف أنت؟
دخلت إلى موقعك في الحوار المتمدن قرأت "سرينادا" و"أنا ويوكي في لندن"، التي أظن أنها أكثر تماسكاً و ....... إلى آخره: بالمناسبة مقهى كرجين رائع جداً لقد زرته العام الماضي، الأشجار التي تظلل المكان، لا تُنسى، وأيضاً هناك شيء من الحميمية تُحرض على الكتابة .. تحياتي لك ونحو مزيد من الإبداع والتألق"
فلانة الفلاني.

هذا الإيميل أكد لي تماماً أنَّ أنسي الحاج يقترب شيئاً فشيئاً من فك الخيط وأنه يعطيني التفاصيل بالتدريج، وهكذا انهمكتُ في تحليل الإيميل عبارة، عبارة:
ـ "بالمناسبة مقهى كرجين رائع جداً لقد زرته العام الماضي" .. آه لقد تحدثت عن مكان ووقت الحدث في قصتي، أي إيهام خفي بأن أنسي فهم الموضوع وعليّ أنْ أفهم.
ـ "الأشجار التي تظلل المكان، لا تُنسى" هناك نوع من المناورة في هذه العبارة، لأنَّ مقهى كرجين الذي تحدثت عنه في قصتي كان الفرع الآخر وليس المقهى الرئيسي حيث الأشجار .. حركة بوليسية، هكذا اعتبرتها، مع أنها أربكت تفكيري.
ـ أما عبارة "وأيضا هناك شيء من الحميمية تُحرض على الكتابة" فقد أقنعتني تماماً أنه هو ويريد أنْ يخبرني أنَّ كرجين كان مكانه المفضل لقضاء الوقت والكتابة، إذن فقد رآني ويعرفني وأنه هو .. هو، لقد كان هو أنسي الحاج، هذه خلاصة تحليلي.

رددت على فلانة الفلاني بإيميل أكثر توسعاً، شكرتها على رسالتها وسألتها عن زيارتها لكرجين وإعجابها بالمكان وتخابثت بسؤال: هل أنتِ مقيمة في سلطنة عمان؟ .. أعجبتُ أيضاً بذكائي وتفكيري المنطقي.
ردت هي بالنفي وقالت إنَّ زوجها مصري وإنها مقيمة بالقاهرة وقد ذهبا إلى عمان العام الماضي وهذا رقم هاتفها لو أحببتُ التعرف إليها: .......
قلت لنفسي لقد نجحت أخيراً في الإيقاع به، سأتصل فوراً وسيفاجئني صوته، لكن .. فلانة الفلاني ردت بصوتها الجميل، ولم يرد أنسي.

أصبحنا صديقتين لكن قلبي كان فيه بقايا من شكٍّ أنها تعرفه أو أنها تعرفت إلي بسببه، وقررت أنْ أطلعها على ما يجول بخاطري.
طبعا حين قلتُ لها ذلك وكيف حللت رسالتها، لم تتمالك نفسها وانفجرت ضاحكة وقالت يجب أنْ تكتبي هذا الجزء من القصة، أنتِ حكاية يا أزهار .. واسترسلت في قهقهتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة -درس من نور الشريف لـ حسن الرداد.. وحكاية أول لقا


.. كلمة أخيرة -فادي ابن حسن الرداد غير حياته، ومطلع عين إيمي سم




.. إبراهيم السمان يخوض أولى بطولاته المطلقة بـ فيلم مخ فى التلا


.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07




.. برنار بيفو أيقونة الأدب الفرنسي رحل تاركًا بصمة ثقافية في لب