الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دس العسل في السم:(المطاوعة)..وحلم اسمه رياض الريس)

علي المقري

2007 / 3 / 2
الادب والفن


ليس لمعظم الكتاب العرب أي خبرة أو معرفة بتقاليد النشر المتعارف عليها عالميا؛ فالتخلف في الحياة الثقافية العربية شمل صناعة الكتاب منذ تأليفه حتى توزيعه.
ونجد مع هذا الوضع العلاقة ملتبسة دائما بين الكاتب والناشر ،إذ لم تكن ملتبسة بين الناشر ونفسه وبين الكاتب ونفسه ،كما ظهر حال مبارك علي الدعيلج مؤلف رواية (المطاوعة) في تصريحاته حول ناشر الرواية(رياض الرّيس للكتب والنشر)،وحول التعديلات التي أُدخلت في الرواية ،ومن أدخلها ،وهل له علم بذلك ،ونظرته إلى الكتابة والرقابة وعلاقتهما بالمجتمع وتقاليده ؟.
لقد أثارت تصريحات الدعيلج عشرات الأسئلة ،ربما كان المشار إليها هنا أقلّها ، والتي لست هنا بصدد مناقشتها أو محاولة الإجابة عنها، فهناك ربما أسئلة أخرى ستليها مختفية أ وظاهرة بين هذه السطور .
فالدعيلج ،لأسبابه الخاصة، لم يكن يعرف ،وهو يعلن تصريحاته، أنه يتعامل مع ( ناشر حديث)، بما تعنيه الكلمتان من مقصد ، بل ظن نفسه أمام ورّاق أو ناسخ ومغلِّف كتب ، أو لنقل أمام أحد الناشرين العرب الذين تمتلئ بهم معارض الكتب والمكتبات ولا يستطيعون أن يملئوننا بدهشة كتاب واحد.
رياض الرّيس ليس كأي ناشر ، طبعا. ليس لأن هذا الاسم يشير إلى مكانة صاحبه الهامة في الحياة الثقافية ، منذ خمسين عاما أو أكثر، كمفكر ناقد وأديب وصحافي ، بل ولأنه صانع كتاب من طراز أول ،بكل مهارة الصنعة وحرفتها المتقنة خبرة ودواما.
وهو،على هذا،صار حلما للكثيرين من الأدباء والباحثين العرب الذين يجدون فيه مُكمِّلا أساس لنشر انجازاتهم وإخراجها،بما يليق بها.
ولكن للرّيس هواجسه الخاصة في صناعة الكتاب يلحظها من يتابع إصداراته ، ويجدها موضوعا وطباعة وإخراجا وزمنا وتوزيعا، وقد لا يجده الكثيرون ملبيا لرغباتهم ، بسب من البرمجة والتخطيط والفائدة.
وما يمكن أن نشير إليه هنا ونحن نتداخل مع تصريحات الدعيلج التي نشرتها عدد من الصحف السعودية ورد رياض نجيب الريس عليها المنشور في (الرياض)،هو أن أكثر الكُتاب العرب لا يعرفون أن تأليف الكتاب ،أي كتاب، يتطلب في الدول الناشطة في النشر موافقة محررين متخصصين يقومون بقراءته ومراجعته ، وفي أغلب الأحوال إعادة صياغته ليصبح ملفتا للقارئ ومقصدا لاقتنائه، إلاّ أن ذلك يتم بالتوافق مع الكاتب .
وهناك شركات ومكاتب أسست وخصصت لهذا العمل ويتعامل معها الكاتب ،خاصة المبتدئ، مباشرة قبل أن يذهب بالكتاب إلى الناشر الذي قد يكون له ملاحظاته ،أيضا.
لا يتحرّج كاتب مهم كالألماني غونتر غراس حائز نوبل للآداب من القول أن هناك كُتّابا يساعدونه في ترتيب الصياغات النهائية لكتبه.
ويبدو لي ،أنه بسبب عدم وجود سياسة منظمة للكثير من دور النشر العربية باختيار موضوع الكتاب وطريقة صياغته عنوانا وأسلوبا وإخراجا أدى إلى فشل الكثيرين منهم ، أقول الفشل وليس الخسارة.
ومقولة ((الكتاب لا يؤكل عيش))صارت متداولة لدى ناشرين يعيشون مع الفشل ، ويعتمدون على الربح الموسمي والعابر والغير منظم كعمّال التراحيل ، أو على هبات مالية مقابل إنتاج كتب دائما هي على السرعة والبرق وليس لها من متن إلا صفتها ككتب.
فالثقافة ،باعتبارها صناعة لها فنها، هي مربحة وتؤكل العيش لمنجزيها من المؤلف حتى القارئ،ولهذا ليس غريبا، أو(عيبا) كما يقال، أن تكون الحقوق المالية ،بفوائدها، مرعية الإجراء بتوافق الأطراف.
وهنا لا أجد في نص بند العقد الذي أعترض عليه الكاتب :«يشمل هذا التنازل الكتاب بوضعه الحالي أو بعد إدخال أي زيادات أو إضافات أو فصول أو دراسات عليه أو بعد مراجعته وتعديله)) ، أي مشكلة إذا ما أتفق الطرفان في شكل تنفيذه ومن ينفذ وكيف ولماذا؟
وما تردد حول تقاليد المجتمع والإساءة إليها فلا أظن أن كاتبا جيدا يمكنه أن ينتج شيئا متميزا ، أو يواصل ذلك ، وفي هاجسه هذه الحسابات والمراعاة.
وما يمكن قوله أن الروية مهمة لجهة تقديم شخصية (المطاوعة)في سرد أدبي ،على نحو يثير الجدل والنقاش.
أما رياض الريس في كتبه التي يدرس بعناية لماذا يخرجها ومتى وكيف فإنه يدُس بها العسل في سموم أفكارنا لتلين وتشفى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أون سيت - هل يوجد جزء ثالث لـ مسلسل وبينا ميعاد؟..الفنان صبر


.. حكاية بكاء أحمد السبكي بعد نجاح ابنه كريم السبكي في فيلم #شق




.. خناقة الدخان.. مشهد حصري من فيلم #شقو ??


.. وفاة والدة الفنانة يسرا اللوزي وتشييع جثمانها من مسجد عمر مك




.. يا ترى فيلم #شقو هيتعمل منه جزء تاني؟ ??