الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صدى الغربة في ايران .. يوميات حالم 11

علي الحسيني

2007 / 2 / 28
سيرة ذاتية


(11)
ذكرت في الحلقة الماضية ان المرحلة الاولى ضمن مراحل الدرس الحوزوي تسمى بمرحلة المقدمات وهي تعادل مرحلة البكالوريوس في النظام الجامعي اما المرحلة الثانية من مراحل النظام التعليمي الحوزوي فهي تسمى بـ(مرحلة السطوح) والمدارس الفارسية تقسم هذه المرحلة الى قسمين (سطح اول) و(سطح ثاني) ويتبعها بعض من المدارس العربية في حوزة قم الدينية ..
في هذه المرحلة (السطوح) يدرس الطالب (الفقه والاصول والفلسفة والتفسير) وتستغرق الدراسة في هذه المرحلة اربع الى خمس سنوات . في مادة الفقه يدرس الطالب كتاب المكاسب بأجزائه الثلاثة (كتاب المكاسب المحرمة ، كتاب البيع ، كتاب الخيارات ) وكتاب المكاسب هو من تاليف الشيخ مرتضى الانصاري وهو من علماء ايران في القرن الثالث عشر الهجري .
اما في مادة الاصول يأخذ طالب مرحلة السطوح كتاب (كفاية الاصول) للآخوند الخراساني وهو عالم ايراني ايضا . وفي الفلسفة الاسلامية يدرس كتابي بداية الحكمة اولا وثم نهاية الحكمة والمؤلفين للعلامة الطباطبائي وهو ايراني من علماء القرن الخامس عشر الهجري ت1402 .
في مادة التفسير لا يوجد ثمة كتاب لتدريس هذه المادة وانما تاخذ بعض السور القرانية المهمة والمختلف على تفسير اياتها نظير سورة التوبة لكن في معظم الاحيان لا يدرس الطالب هذه السور وانما يمتحن فيها فقط .
يقضي الطالب دراسة مقررات المرحلتين ( المقدمات والسطوح ) تسع سنوات (وهي عمر المرحلتين) ثم ينتقل الى مرحلة بحث الخارج.. ومرحلة السطوح يعادلها جامعيا مرحلة الماجستير .
في المرحلة الثالثة والاخيرة في الحوزة وهي مرحلة ( بحث الخارج ) والتي تمثل ذروة اللانظام الدرسي في الحوزة الدينية حيث لاتوجد مقررات ولا سنوات بانتهائها تنتهي دراسة هذه المرحلة بل يستمر الطالب في دراسة الفقه واصوله على يد فقهاء وعلماء مجتهدين حتى يقروا له بانه قادر على استنباط الاحكام الشرعية من مصادرها ..
وهنا تقفز عوامل شخصية وعائلية ومناطقية ويغيب كليا عنصر اجتهاد الطالب وتفوقه وتمكنه من هضم دروس الفقه واصوله بمعنى انه لا يمكن له (عمليا ) ان ينال اجازة الاجتهاد وفق السياق الطبيعي الذي يتطلب توفره من قدرة وعلم وملكة استنباط .. فحصول احد الطلاب على الاجتهاد غالبا ما يتطلب وهو السائد في الحوزة العلمية الشيعية ان يكون الطالب من عائلة ارستقراطية دينية معروفة وان يكون من الشمال لا من الجنوب ، فاذا لم تكن من عائلة دينية معروفة ( وهي تكفي بحد ذاتها ان تحصل على الاجتهاد ) لا يمكن لك الحصول على درجة مجتهد الا في حالة قربك وحجم تذللك وتملقك وإذعانك للفقيه المدرس او ان تكون من سكنة النجف او كربلاء (مثلا) في هذه الحالة الراجح ان طالب الاجتهاد سيكون الطريق امامه سالكا للحصول على درجة الاجتهاد ولو كان غبيا او بعيدا عن الدرس ... والنماذج كثيرة في الحوزة الدينية سواء في النجف او قم . ويدعم ما ذكرناه الاصوات التي تخرج من هنا او هناك (من داخل البيوتات الدينية ) التي تشكك او تنفي ان يكون فلانا من (المراجع) مجتهدا وهو ما حصل بحق محمد باقر الحكيم وبشير النجفي ومحمد سعيد الحكيم والشيخ اليعقوبي بل ثمة شكوك حقيقية يبديها بعض اكابر الحوزة حول اجتهاد السيد السيستاني الذي يعتبر الان شيخ الطائفة الشيعية والمرجع الاكبر فيها.. وكل هذه تؤشر ان من يبحث ويريد نيل درجة الاجتهاد امامهم طرقا كثيرة ملتوية وعليهم فهم العوامل المتداخلة التي لا يعرفها ولا يستطيع تفكيكها الا ندرة ممن عاشوا ودرسوا داخل هذه المؤسسة الدينية ذات الطابع السري في عوالمها المتناقضة .
هذه باختصار طبيعة الدرس الحوزوي والمراحل التي يمر بها طلاب العلوم الدينية في قم او غيرها من حواضر الشيعة الدينية .. وسنأتي الى بعض التفاصيل المتعلقة بكاتب هذه الحلقات داخل الحوزة بعد انضمامه اليها وخروجه منها لاحقا ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأول مرة منذ 7 عقود، فيتنام تدعو فرنسا للمشاركة في إحياء ذكر


.. غزيون عالقون في الضفة الغربية • فرانس 24 / FRANCE 24




.. اتحاد القبائل العربية في مصر: شعاره على علم الجمهورية في ساب


.. فرنسا تستعيد أخيرا الرقم القياسي العالمي لأطول خبز باغيت




.. الساحل السوداني.. والأطماع الإيرانية | #التاسعة