الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكاية لا تنتهي

عبدالقادر حميدة

2007 / 3 / 4
الادب والفن


قبل أن تكلمني ( حياة ) على الساعة الحادية عشر صباح هذا اليوم ، كنت أنوي أن أتوب و أذهب إلى حمام ( المماليك ) كما أسميه ، لأنه يذكرني بالراحلين قطز و بيبرس ، و بحمام الطاهر بن جلون في ( ليلة القدر ) .. كنت أنوي ذلك فعلا .. حيث أرسلت أحد تلاميذي إلى زميلي محمد شي غيفارا .. ليعيرني مبلغا من المال أهييء به نفسي لهذا الحادث الجلل .. الذي سيكون في تمام الواحدة و النصف ..
لكن المكالمة غيرت كل شيء .. هاهي ( حياة ) تشتاق إلي .. و تكلمني راجية أن نلتقي في تلك الغرفة التي أسهبت الحديث عنها في قصتي ( رائحة التبغ ) .. حيث شرحت حالتي و حالي .. بل حالاتي و أحوالي .. لكنني لم أخبركم .. أنني معلم في مدرسة ابتدائية .. عازف عن الزواج .. لكوني لا أستطيع ذلك .. لإدراكي التام بأنه سيعيقني عن اتمام روايتي التي أحلم بها ..

مكالمة ( حياة ) أوحت لي .. أنني سأقلع عن ( الاستمناء ) و سأؤجله إلى فقر آخر .. فمرتبي الشهري بالكاد يكفيني للذهاب ثلاث مرات عند العجوز العوراء .. و بالكاد يساعدني في التخلص من مضايقات بعض الدائنين .. الذين ينبتون كالفطر .. هل أنا مبذر إلى هذا الحد ؟ .. أم أن راتبي لعين ملعون .. سأفرح عندما يحل وعده و موعده .. مثل فرحي بالنساء اللواتي يدخلن تباعا ( الغرفة ) القديمة ذات السطح المهترئ .. التي ظللت وفيا لها .. و لكرائها على الرغم من قلة حيلتي ..

صرخت في التلاميذ ( اكتبوا ) .. و أنا أفكر في قصتي مع ( حياة ) .. و أفكر فيما سيحدث بعد حين .. حين أمضي مهرولا باتجاه غرفتي .. هل سترتدي ( حياة ) تبانها الأخضر الفاتح الذي ألهبني في المرة الأخيرة ؟ .. و هل ستتأوه تحتي باكية .. منادية باسمي و قائلة " بقوة .. بقوة " مثلما فعلت في المرة الماضية .. و هل ستضحك ضحكتها الهسترية المجلجلة عندما ننتهي .. كأنها فازت في سباق ما .. أو امتحان ما .. و هل شوقها للمضاجعة أكثر من شوقي ؟ ..

قالت لي ( حياة ) : لقد رأيت أحلاما كثيرة .. أظنها رؤى .. و كان لابد أن أراك حتى تفسرها لي ..
قلت : نعم .. أيتها المريدة المخلصة .. قصيها علي ..
بدأت حنان تحكي .. و أنا أبتسم بخبث .. لأني أعرف أن الحكاية خالدة مثل الله .. الحكاية لا تنتهي ..
كانت ( حياة ) تنتظر مقاطعتي .. هي تعلم أنها لم تر شيئا في منامها .. و تدرك أنها تريد الذي حلمت به و لم تره .. تريده هو ..
قلت : كفى .. سأنبئك بتاويله ..
قمت إلى جانبها .. قامت .. اعتدلت أمامي .. جذبتها .. تأوهت متراخية مستسلمة طائعة .. كأنها سيغمى عليها .. قبلتها .. قبلتني .. و ابتدأ التأويل ..
بكت ( حياة ) كثيرا .. أثناء و بعد التأويل ..
تحدثت عن رغبتها في الزواج بي .. فهي تحبني ..
تهربت منها ..
اختلقت حكاية ( جنية ) .. لعلمي أنها تخاف من عالمهم الغريب ..
أخبرتها أن جنيتي ستؤذيها إن عاودت الكلام في موضوع كهذا ..

( حياة ) تخاف من الجنية .. مثلما تخاف من المستقبل .. فهي تريد حلا .. لا أملكه ..
و هكذا ستخرج ( حياة ) من الغرفة بعدما انتشت بالجماع الأكيد ، و ستعاود الاتصال بي بعد أيام .. لتعيد نفس الكلام .. و تروي نفس الأحلام .. و سيكون ردي كما في كل مرة بالتأويل الصحيح و الصريح .. ألم أقل لكم منذ البداية أن الحكاية لا تنتهي ..

عبدالقادر حميدة
ديسمبر 2006
الجلفة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عدت سنة على رحيله.. -مصطفى درويش- الفنان ابن البلد الجدع


.. فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي




.. الأسطى عزيز عجينة المخرج العبقري????


.. الفنانة الجميلة رانيا يوسف في لقاء حصري مع #ON_Set وأسرار لأ




.. الذكرى الأولى لرحيل الفنان مصطفى درويش