الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العيون الزرق

صدام فهد الاسدي

2007 / 3 / 3
الادب والفن


لقد نظر العرب القدماء إلى دلالة الزرقة غير محببة
عندهم لأنها ترتبط بالروم بسبب عيونهم الزرق وقد
وصف الذباب الأزرق اكثر ايذاءا فما قولك
بالعيون الزرق التي غزت بلادنا؟؟






منعـت فمـي مـن نطـقه لو تكلما
لأن الأذى في نطـقه ينـزف الدمـا
سـأطعـن تلك القافـلات بنحـرها
بذي شفرات السيف جرحا مسـمّما
وأحـداق حرّاسـي تنام على الأذى
يمـدّ لـها الإرهـاب كفاً و معصما
وتلك محـاريبـي التي طال عمرها
أظـنها قـد تلـقى هـناك جهنما
ويا ليـت غصـني ليس يورق مرة
تقص له الأعــداء زهرا وبلسما
لقد أخرست كل الخرافـات في فمي
ومنها رماد الصمت حالا تكـــلما
حلبت الليالي لم أكن صــاغرا لها
وذقت بها من قسوة العيـش علقما
ومن عاش مفطوما على الجوع يا ترى
فقد جاع حتى استهلك الجوع والفما
مجامر عزمي بخرت خوف أمـتي
وظل سرابا في الجهام تجهّــما
وليس الذي ينـأى عن الذل خائفا
كمثل الذي يلتـذّ في الذل منعـما
نياب الأسود اليوم صكّـت زئيرها
وبات عواء الكلب صوتا مقـدمـا
يكاد يضيع البحر والأرض نهنهت
وحتى عصاف الريح أمسى محطما
فما اليأس يحدوني إلى ذل جبهتي
على المال ليس المال يبقى مكرما
أرى الناس تمشي ساعة بعد ساعة
أرى البعض في تلك الأساطير مبهما
فلـم أرَ غيـر الثـوب بدّل خيطه
ولم أر غير الخصر قد شق محزما
وياما تناهــى الدرب يبعد عزمنا
وقد بات فينا العـزم سرا وطلسما
فلا الأمس أهل الدار شدت عزيمتي
ولا اليوم رد الصوت شـيئا محرما
فبالأمس كف العار قصّت أصـابعا
وذا اليوم أهل العار قصت معاصما
وليس غريب الدار من كان مبعدا
ولكن غريب الدار من كان مبرمـا
عجـبت على قـوم تعيـش بحيلة
وتلـقى لـها في كل مهزلة سما
فيا وطـني يسـتأسـد الفار هكذا
وفوق عرين الليث يبقـى محوما
أريد بلادا تزرع الفكر في الدنـى
وليس بلادا تحضن اليوم مجـرما
فعن ساحة الأخلاق تنأى دروبـها
وفي ساحة التدمير تبني ملاحـما
رأيت مـدار الجهل قد عاش مطلقا
وفيها مـدار العلم عـاش متيـما
رأيـت صـغير الطير يكره عشّـه
رأيت الصـغير الطفل يشحذ معدما
رأيت الحـرام اليـوم غابت قيوده
رأيت الحلال اليـوم بـات محرما
لماذا أذن يا موطـني تقـبل الأذى
وأنت الذي أعطـيتنا الحب مكرما
لماذا أذن يا موطني يلعـب الردى
ويجـعل مـن أجساد أهلك سلما
يعشعش في إرجائنا الفقـر قاتـلا
أأنـت فقـير نفـطنا غرق الحمى؟
أعـاتب من لا اعذر الكل موطني
تنام على هـذا الضـياع مقسـما
ولن احفر الخضر القبور مسـائلا
عن الجثث الآلاف انبش أعظـما
فمن دمنا المطلول قامت حضارتي
وكيف بها عـادت بنـاءاً مهدّما
أكان الذي قمـنا به الأمس خدعة
أتذبح من يحكـي رماحا وأسهما؟
إذا ما رضـينا نقـبل الذل ثانـيا
سنفعل في أرواحنا الظـلم أعظما
لقد دمـرت أرضاً لنا اليـوم شلة
فأين الـذي في صـدها قد تقدما ؟
تصيح بطون العرب بالمال أتخمت
وبطن العراقي بالحصى كيف ورما؟
فما زال صدر البئر يعطـي حليبه
وأطفال هذا البئر تشكو من الظما
سـيبقى ينـدي بالدمـاء عراقنا
ومن وهـب الـدم الغزيـر تكرما
ثلاثـون مليـونا نعـيش بحـيرة
أليـس بنـا فـردا تراه منظـما؟
سنغلب قوم الروم في كل بقــعة
ونرمي العيون الزرق في بركة العمى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس


.. فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن




.. كريم السبكى: اشتغلنا على فيلم شقو 3 سنوات


.. رواية باسم خندقجي طلعت قدام عين إسرائيل ولم يعرفوها.. شقيقته




.. كلمة أخيرة - قصة نجاح سيدة مصرية.. شيرين قدرت تخطي صعوبات ال