الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحركة النقابية وتنسيقيات النضال ضد الغلاء

المناضل-ة

2007 / 3 / 1
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


مثل بروز تنسيقيات مناهضة الغلاء تعزيزا لقوى نضال الكادحين بالمغرب في ظرف ما أحوجها إليه. فمنذ سنوات دأبت قيادات منظمات العمال النقابية على تفادي أي رد جماعي للقسم المنظم من العمال، وجنحت إلى مفاوضات باردة مع الحكومة لم تعد تخدع أحدا. هذا بينما تواصل الدولة البرجوازية غاراتها على قدرة الكادحين الشرائية، وتقوض ما تبقى من خدمات عمومية، وتتصدى بالقمع لصبوات النضال الجزئي هنا وهناك، وتشن حرب استئصال ضد أجنة العمل النقابي الناشئة تحت ضغط فرط الاستغلال، لعل ابلغ مثال عنها ما يتعرض له العمال الزراعيون بسهل سوس.
ومن جهة أخرى تشهد حركة الشباب المعطل تراجع فعلها على صعيد وطني، محافظة على الزخم الكفاحي في بعض الفروع فقط، محرومة من الدعم الواجب على الحركة النقابية ومجمل حركات النضال. وتغوص حركة الطلاب في أزمتها المستديمة عقودا في ظل تردي غير مسبوق لأوضاع الشباب الحياتية والدراسية.
إن التنسيقيات كقوة نضالية ناشئة بحاجة إلى دعم كل من يناصر حق أغلبية المغاربة، رجالا ونساء، في العمل والحياة اللائقين. فلماذا تقف قيادات الحركة النقابية ضد انخراط منظمات العمال في هذه الحركة؟ إن المطلوب انخراط كلي بما هي منظمات وليس مشاركة أفراد أو فروع.
وحتى هذه المشاركة الفردية والجزئية لا تنظر إليها تلك القيادات بعين الرضا، ولا شك أنها لم تجد بعد سبيلا إلى وقفها أو نسفها. ولنا فيما ما بلغته قيادة ك.د.ش في قطاع الجماعات المحلية مثالا عما يمكن لمن اختار مناهضة تطلعات القاعدة العمالية أن يبلغه. فهي لم تقتصر على توقيع اتفاق مع وزارة الداخلية يدوس نضالات الشغيلة وتطلعاتهم وحسب، بل أقدمت على طرد عدد من كوادر نقابة الجماعات المتجاوبة مع نبض القاعدة.
إن قيادات النقابات قد اختارت مسايرة سياسة الدولة المملاة من البنك العالمي والاتحاد الأوربي، والمضرة بالكادحين على كافة الأصعدة: السياسة الاقتصادية المكرسة للتخلف والإفقار والبطالة، و الميثاق الملغي لمجانية التعليم والساعي إلى تحويله إلى بضاعة، ومخطط إلغاء مجانية خدمات الصحة مقابل أكذوبة التغطية الصحية، وتخريب نظام التقاعد، الخ.
تتجلى هذه المسايرة في الامتناع عن التعبئة لإضراب عام وطني حقيقي، بصفته الرد المناسب لحجم التعديات. فالاتحاد المغربي للشغل وضع جانبا هذا السلاح منذ ربع قرن (إضراب 18 يونيو 1981 بالبيضاء والمحمدية)، بينما تلاعبت به قيادة ك.د.ش لأغراض بعيدة عن مصالح الأجراء، وتمادت في تسهيل الهجمات البرجوازية على حقوق الشغيلة ومكاسبهم، لدرجة إفراغ النقابة العمالية من أي مضمون طبقي ( انظر تقرير المكتب التنفيذي إلى المجلس الوطني دجنبر 2006).
هكذا يمثل الإمساك عن الالتزام النضالي في حركة تنسيقيات النضال ضد الغلاء جزءا من هذه الحالة العامة التي باتت عليها النقابات بفعل سياسة مقصودة من بيروقراطياتها.
هذا موقف يؤكد ما أبرزه التغاضي عن تعبئات شعبية بلا مثيل، شهدتها مدينتي طاطا وايفني في العام 2005، أي تأييد الحاكمين بشل منظمات النضال والإخلال بواجب التضامن. إنها سياسة ستقتل النقابات العمالية بتحويلها إلى أدوات لتدبير الدولة لنزاعات الشغل بما يخدم تراكم أرباح الأقلية البرجوازية.
إن هذا المنزلق الخطير قد يساعد عليه نفور مناضلي القاعدة النقابية من العسف البيروقراطي، ومن تجميد القيادات للنقابات، وبالتالي الوقوع تحت إغراء السهولة بإيجاد ملاذ في صيغ نضالية أخرى منها حاليا تنسيقيات مناهضة الغلاء.
ان النضال ضد الغلاء دفاع عن القدرة الشرائية، وهذا ما شكل احد المحاور الرئيسة لنضال الحركة النقابية تاريخيا. فكافحت من اجل التراجع عن رفع الأسعار، و من اجل رفع الأجور، وإنقاص عبء الضرائب، وتفعيل السلم المتحرك للأجور والأسعار.
ان قوة الحركة النقابية الناتجة عن تحريكها للإنتاج وللمجتمع برمته قوة لا تعوض، ومهمة كل أجير واع إنهاض المزيد من قدرات النضال الكامنة وتوحيدها. ويستدعي انتصار النضال العمالي ان تلف الطبقة العاملة حولها القوى الشعبية الأخرى، من صغار التجار والحرفيين، والباحثين عن سد الرمق بمختلف الطرق. وتمثل محاور النضال التي تجمع فئات شعبية عديدة، مثل مناهضة الغلاء، إحدى سبل تضافر نضال العمال ونضال باقي الفئات الكادحة. لذا كان لتنسيقيات مناهضة الغلاء ان تصبح جسرا من الحركة النقابية العمالية نحو جماهير شعبية غير منظمة، لكن سياسة القيادات النقابية تحول لحد الساعة دون ذلك.
إن الحركة النقابية العمالية رافعة أساسية في أي نضال ضد السياسات البرجوازية لأنها جسم منظم وطنيا وله تقاليد في التعبئة والنضال وقدرة لا تضاهي في قلب موازين القوى لصالح الكادحين.
بناء على هذا كله، يتمثل دورنا، نحن مناضلو الطبقة العاملة الكفاحيون، في الانخراط التام في تنسيقيات النضال ضد الغلاء، وتخصيبها بمناهج النضال العمالي، مع عمل كل ما في الوسع لفرض انضمام المنظمات النقابية إليها. ويندرج هذا طبعا في كفاحنا من اجل تقويم سياسة تلك المنظمات باستعادة العمال لها بما هي أدوات نضال ضد البرجوازية ودولتها.
فتحية لكافة النقابيين العماليين على دورهم البارز في تنسيقيات مناهضة الغلاء، ومزيدا من الالتزام النضالي، والانصهار في النضال الشعبي.

عاشت تنسيقيات مناهضة الغلاء بوتقة للنضال العمالي والشعبي
عاشت الحركة النقابية أداة للنضال ضد الرأسمال.

جريدة المناضل-ة
24 فبراير 2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مبيعات سيارات تسلا الكهربائية في تراجع مستمر • فرانس 24


.. نتنياهو ينفي معلومات حول إنهاء الحرب قبل تحقيق أهدافها




.. رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: نتمسك بتدمير البنية التحتية لحم


.. شركة تبغ متهمة بـ-التلاعب بالعلم- لجذب غير المدخنين




.. أخبار الصباح | طلب عاجل من ماكرون لنتنياهو.. وبايدن يبرر سوء