الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جوزف سماحة ..الموت و استحقاقات الحياة

مفيد عيسى أحمد

2007 / 3 / 1
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


رابط متين و عميق يربطني بجوزف سماحة رغم أني لا أعرفه شخصياً و لم ألتق به قط، ليس رابطاً خاصا،ً بل هو متاح للكل، هو الكلمة، هو ككاتب و أنا كمتلقي. و كلمات سماحة كانت وجهه الذي أراه و هو وجه قوي رحب، قادر على تأصيل فهمنا و استيعابنا لما يجري.
سأفتقد كلمات سماحة و بالتالي سأفتقد هذه العلاقة و سأفتقد الرفيق سماحة و ليأذن لي الرفيق زياد الرحباني باستخدام طريقته و في قناعتي الرفاق أفضل من الأخوان. وسماحة رفيقي كما زياد بالرغم أني قد لا أكون من لونهما السياسي، لكني قريب من جوهره أو بعيد، بحكم الله و الحكم.
قرأت مقالة زياد الرحباني في الحوار المتمدن و راق لي العنوان و فكرة الاستفزاز مع اعتبار أن الحزن ما هو إلا استفزاز هادئ و عميق خاصة لمن يتجاوزون حالة الإحباط، و الموت استفزاز عميق و تاريخي ألم يشكل الدافع الأساسي للدين و الفلسفة. و هذه مسألة تراكمية، غيبية أو معرفية، في حالة الغيبية وصلنا للشيعي و السني و.... المسيحي الكاثوليكي و البروتستانتي و الماروني و.... و البوذي و الإبراهيمي، للمفتي و البطرك و..الكاهن. و في الحالة المعرفية وصلنا إلى تشعبات و تخصصات العلوم الضيقة و العميقة اليوم، عبر نظريات تدحض أخرى ببحث دائب و دائم، للعالم و الباحث، لكاتب كسماحة، لكلمة حرة و حقيقية.
آخر مقالة قرأتها للراحل سماحة كانت ( العدوان عارياً ) و أقول آخر لأني من المستحيل أن أتذكر الأولى وذلك خلال متابعتي لما كتبه الراحل في منابر إعلامية مختلفة ( الحياة و السفير و الأخبار )، قرأت هذه المقالة في افتتاحية الأخبار يوم 19 / 2 / 2007، بعد ذلك بأيام قرأت بعدها خبر موته على شريط الأخبار في الفضائيات، انتابني شعور بالفراغ، بالفقدان، فقدان قلم كان يلامس وجداني و رجل تربطني به الكلمة و هي عند جوزف ليس تلقيناً و لا سلطة، هي تعبير يتوخى الحقيقة باحترام و هدوء عبر بسط تحليله و فهمه لما يجري.
و هنا الكلمة كلمته و لا أحد سواه فهو ليس ناطق باسم أحد، و كلمته ليست و حيدة في خضم اللجة الإعلامية في لبنان و التي أكثر ما يصمها التشنج و الجنوح السياسي المتحيز و الأعمى، و أنا لا أسقط عن سماحة موقفه السياسي و الذي قد أتفق معه أو أختلف، لكني كنت أجد أن هذا الموقف مبنياً على أساس وطني متجرد من اللوثة المصلحية الضيقة والخلفيات العفنة، و هذا ليس مدحا فرضه الموت.
ليست هذه مرثية ولكن و بعيداً عن العاطفة التي يسببها موت من تحبه و تحترمه، يشكل غياب سماحة خسارة مؤثرة للكلمة الحرة و الحقيقية غير المتلونة، في ظل التهافت الحاصل كناتج للتجاذب و الاصطفاف السياسي و الطائفي البغيض،
سنفتقد السمة الخاصة لمقالاته في الأخبار، و لكن بالتأكيد لن نفقد الأخبار، و لنجعل الموت هنا دافعاً للعمل كما كان دافعاً للفلسفة و المعرفة، فثمة أقلام كثيرة لم تجف و هي حريصة على الاستمرار بكل إخلاص و زخم.
ثمة استحقاقات كثيرة تنتظر العمل عليها، استحقاق العمل و الكلمة في خدمة الحقيقة و المعرفة و استحقاق الانسان و الوطن . استحقاقات الحياة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. كتيبات حول -التربية الجنسية- تثير موجة من الغضب • فرا


.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتفض اعتصام المؤيد




.. بصفقة مع حركة حماس أو بدونها.. نتنياهو مصمم على اجتياح رفح و


.. شاهد ما قاله رياض منصور عن -إخراج الفلسطينيين- من رفح والضفة




.. نتنياهو يؤكد أن عملية رفح ستتم -باتفاق أو بدونه-