الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التقسيم الأوّل للعمل وهزيمة النساء التاريخية . النضال إلى المساواة واستعادة حقوقها

مريم نجمه

2007 / 3 / 8
ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2007 -حجاب المرأة بين التقاليد الأجتماعية والبيئية والموروث الديني



من العودة إلى حياة الإنسان الأوّل في الغابة , يوم كان يعيش بشكل مجموعات بشرية في الأجمات والكهوف .. التي كانت تؤمّن له بعض الحماية والأمن , من الحيوانات المفترسة , وعوادي الطبيعة , في مرحلة ساد فيها نظام المشاعية الإبتدائية الذي استمرّ سائدا ملايين السنين حتى انتقل إلى نظام الرق المترافق مع ولادة الملكية الخاصّة بعد اكتشاف الزراعة وتدجين الحيوان . وكان للمرأة الدور الأوّل في اكتشاف الزراعة لدقة ملاحظتها وإحساسها المرهف ومعايشتها عن قرب في عملها اليومي في الأرض ووسط الطبيعة ...

وقد أكّد علماء الاّثار في شبه إجماع أن المراكز والمواقع الأولى للثورة الزراعية – التي تعتبر ثاني إكتشاف هام بعد النار , وأوّل ثورة إقتصادية وإجتماعية في التاريخ البشري – حدثت في اّسيا الغربية , وأن الفضل الأوّل فيها يعود للمرأة كما أسلفنا التي كانت المسؤولة الأولى عن جمع الحبوب والثمار والأعشاب وحفظها لفصل الصقيع والقحط , وهي التي اهتدت إلى زراعة القمح والشعير البرّي لينبت من جديد بعد عودة الربيع وزوال الصقيع والثلوج . وهكذا انتقل الإنسان من إقتصاد الصيّد إلى إقتصاد الرعي والزراعة ..
وهنا في هذه الحقبة بالذات تم إنتقال دور المرأة من المرتبة الأولى التي كانت سائدة ( عصر الأمومة ) إلى المرتبة الثانية , في البيت والأسرة – رغم مساهمتها الأساسية والفاعلة في هذه الثورة لكنها ستنقلها دون ان تدري من الصفّ الأول إلى الصف الثاني حسب طرق ووسائل الإنتاج لتصبح تابعة للرجل في الأسرة الأولى – وما زالت حتى هذا اليوم في كثير من بلدان العالم المتخلفة , والمتقدّمة , تناضل حتى تصل إلى المساواة التامّة بينها وبين أخيها الرجل في القيمة والعمل والأجر والكرامة .
وتختلف منجزات نضالها من بلد إلى اّخر رغم كل التقدّم الذي حصلت عليه في العالم , ما دام النظام الرأسمالي المبني على الإستغلال الطبقي والقومي والثقافي قائما .
لنرى المعلّم فردريك أنجلز.. بعبقريته الفذّة كيف رسم اللوحة الإجتماعية والإقتصادية لهذا التحول و التقسيم الطبقي المبكّر للبشرية , وحدد طريق تحريرها في موسوعته ( أصل الأسرة والملكية الخاصة والدولة ) بعد تحديد نضاله إلى جانب المضطهدين وفي مقدّمتها المرأة ..
" مع اقتناء قطعان الماشية وغير ذلك من الثروات الجديدة , حدثت ثورة في الأسرة .
فقد كان تحصيل أسباب المعيشة من شؤون الرجل على الدوام ,و كان هو الذي ينتج الوسائل الضرورية لهذا الغرض وكان هو مالكها . وكانت القطعان تشكّل الوسائل الجديدة للكسب , فهو الذي يقوم بتدجينها أوّلا , وحراستها ثانيا . ولهذا كانت الماشية تخصّه , مثلما كانت تخصّه البضائع والعبيد التي كان يقايضها مقابل رؤوس الماشية . وصار كل الربح الذي يجنيه من الزراعة والإنتاج الحيواني يعود إلى الرجل , وكانت المرأة تستفيد هي أيضا من هذا الفائض , ولكن لم يكن لها حصّة في ملكيته . لقد كان ( المتوحّش ) المحارب الصيّاد , يكتفي في البيت بالمرتبة الثانية بعد المرأة في السابق , أما الراعي والمزارع في المرحلة الجديدة" الأكثر دماثة أخلاق " فقد احتل , متبجّحا بثروته , المرتبة الأولى , وأزاح المرأة إلى المرتبة الثانية . وما كان بوسعها أن ترفض أو تحتج وتتذمّر . فقد كان تقسيم العمل في الأسرة قد حدّد توزيع الملكية بين الرجل والمرأة ,
وبقي هذا التوزيع قائما كما هو , ولكنه راح يقلب الاّن العلاقات البتية السابقة لمجرّد أن تقسيم العمل خارج الأسرة قد تغيّر . إن السبب الذي كان قد ضمن من قبل للمرأة تفوّقها في البيت – أي إنصرافها إلى الأعمال المنزلية وحدها – إن السبب نفسه قد ضمن الاّن للرجل التفوّق في البيت : فعمل المرأة المنزلي قد فقد الاّن أهمية بالقياس إلى عمل الرجل الإنتاجي , فعمله هو كل شئ بينما عملها مجرّد تكملة غير ذات شأن – ومن ذلك الحين اتضّح أن انعتاق المرأة وتساويها في الوضع مع الرجل أمر غير ممكن ما دامت المرأة مقصيّة عن العمل الإنتاجي ومضطرّة إلى الإكتفاء بالعمل البيتي الخاص .
ولن يغدو إنعتاق المرأة وتحررها قابلا للتحقيق إلا متى استطاعت أوّلا أن تشارك في الإنتاج على نطاق إجتماعي كبير ومتى صار العمل البيتي لا يستغرق من وقتها إلا قدرا طفيفا . وهذا لا يصبح ممكنا إلا بفضل الصناعة الكبيرة الحديثة التي لا تسمح بعمل النساء على نطاق واسع فحسب , بل تتطلبه بإلحاح وتنزع أكثر فأكثر إلى تحويل العمل البيتي الخاص إلى نشاط عام " .

( أصل الأسرة والملكية الخاصة والدولة ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح