الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشاريع الحلقة المفرغة

تقي الوزان

2007 / 3 / 2
مواضيع وابحاث سياسية



تتعالى الاصوات التي ترغب بأفشال حكومة المالكي , وأولها عصابات البعث , ونباحها المسعور , والتي لم تترك طريقة الا وسلكتها , وآخرها النفخ في حادثة الاغتصاب المزعومة , حيث تمكنت ان تجعل منها حديث الساعة , وتسحب الكثير من الاهتمام في متابعة نجاحات الخطة الامنية الجديدة . والخطورة في رغبة افشال الخطة الامنية لا تأتي من هؤلاء القتلة , فهؤلاء دوافعهم مكشوفة . بل من الدوافع المموهة من بعض الذين يشتركون في العملية السياسية .
ففي مسعى لتشكيل ائتلاف سياسي جديد تحت مسمى " الجبهة الوطنية العراقية " صرح راسم العوادي القيادي في حركة " الوفاق الوطني " التي يتزعمها الدكتور اياد علاوي لصحيفة "الصباح" يوم 27 /2/ 2007 :ان الائتلاف الجديد يجمع القائمة " العراقية " 25 مقعدا , و" التوافق " 44 مقعدا , و"الحوار الوطني" 11 مقعدا , واعضاء كتلة " المصالحة المشعانية " 3 مقاعد بعد هروب رئيسها من وجه العدالة .
يصرح السيد العوادي وكأن القائمة "العراقية " أقطاعية , ويمكن ضمها "بالجملة" وحسب رغبة الدكتور اياد علاوي , وليس تجربة التصويت على اقرار قانون "الفيدرالية" مثال على عدم توحد توجهاتها . وكلنا نذكر الحملة المسعورة التي شنتها عناصر البعث من خلال مخالبهم المتمثلة بقناة "الشرقية" وصحيفة "الزمان" في تحريض سافر على قتل النواب الشيوعيين والديمقراطيين لأنهم صوتوا لصالح القانون , بالضد من رغبة رئيس القائمة . والسؤال : ما الذي يوحد قوائم التوافق والحوار ومصالحة مشعان ؟ ولم يبقى الا الضاري وصابرين و الدوري لتكتمل اتجاهات البعث بأسم "السنة" . والملفت ان العوادي يذكر اسماء نقابات ومنظمات مجتمع مدني في هذا التوجه السياسي , ولا احد يعرف هل هي محاولة لتضخيم العدد فقط , او جهل سياسي , ام الأثنين معاً .
لا أحد ينكر القلق من الاندفاع الطائفي الشيعي , ولا أحد من العراقيين الحقيقيين لم تساوره الشكوك والمخاوف منذ ان تولى السيد عبد العزيز الحكيم رئاسة مجلس الحكم في دورته الشهرية , وصرح بضرورة تعويض ايران مئة مليار دولار , ومحاولة الغائه قانون الاحوال الشخصية الذي سن في عهد الزعيم الوطني المرحوم عبد الكريم قاسم بعد ثورة تموز . وما تبعها من وسائل في سيطرة المليشيات الشيعية على المؤسسات الامنية, وسلسلة الجرائم التي ارتكبت من قبل هذه المليشيات , والدعوة لقيام اقليم الوسط والجنوب الطائفي , وغيرها من الامور الطائفية . وهذا لايعني ان تقاوم المشروع الطائفي بمشروع طائفي " بعثي" آخر , بحجة الموازنة وخلق كتل برلمانية معادلة .
يعتقد البعض ان هذا المسعى الذي تزامن مع زيارة وزيرة الخارجية الامريكية الأخيرة , هو لخلق معارضة في البرلمان تسحب الثقة وتسحب وزرائها من الحكومة لاسقاطها , فيما اذا تأكد للأمريكان فشل حكومة المالكي من النهوض بالواقع الامني على ضوء الخطة الامنية الجديدة . كأخراج امريكي جديد يرفع الحرج عن الامريكان في حالة تنصيب حكومة "انقاذ وطني" . وأن صدق هذا , فهو ليس أكثر من الدوران في حلقة المشاريع الطائفية ومشاريع الاحتلال التي اوصلتنا لهذا الحال .
ان الملابسات السلبية التي تحيط بالخطة الامنية كثيرة , وابرزها التربص من قبل السنة " البعثيين" , والتلكؤ بالمساندة الحقيقية من قبل الاحزاب الطائفية الشيعية , وعدم تفعيل عمل اللجان " السياسية , الاقتصادية, الحشد الجماهيري, الخدمات ,الاعلام" وعدم مواكبتها للخطة الامنية . ولعل في رمزية لجنة "التحشيد الجماهيري" التي يرأسها الدكتور احمد الجلبي , وهو الذي لم يتمكن من حشد مؤيديين له للوصول الى عضوية البرلمان , خير دليل لعدم تمكن الحكومة من السيطرة في معالجة الكثير من هذه الملابسات .
طريق المشروع الوطني واضح بمتطلباته , وهو الابتعاد عن الطائفية ونبذ محاصصتها , وما تبعها من خطوات . وجميع القوائم والاحزاب المشاركة في العملية السياسية تحوي الكثير من الاعضاء الذين يلتمسون هذا المشروع الوطني , والعمل على بلورة مثل هذا الاصطفاف وتقويته هو الكفيل الحقيقي للنهوض بالمشروع الوطني . وليس العناوين القومية والطائفية التي شكلت حجر الزاوية في تشتيت كامل العملية السياسية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرايا القدس: خضنا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور ال


.. تحليل اللواء الدويري على استخدام القسام عبوة رعدية في المعار




.. تطورات ميدانية.. اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحت


.. ماذا سيحدث لك إذا اقتربت من ثقب أسود؟




.. مشاهد تظهر فرار سيدات وأطفال ومرضى من مركز للإيواء في مخيم ج