الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متي يتعلم المصريين معني الحوار المتمدن ؟

جورج المصري

2007 / 3 / 3
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن


بعد أن كتبت مقالة الأمس بعنوان "الموقع سئ سئ سئ هداكم الله" انهمرت علي رسائل متوقعة من مؤيدين ومناهضين. الرسائل المؤيدة لم يكن منها أي رسالة واحدة من مصر. الأغلبية من مصريين مسلمين ومسيحيين مقيمين خارج مصر. رسائل المسلمين المؤيدة جاءت من مصريين يعملون بدول الخليج . السعودية ليست واحدة منها و البعض من دول أوربية . أنما رسائل الأقباط الذين يشملوني بحبهم وتشجيعهم فهذه الرسائل هي السبب الوحيد الذي يعطيني الدفعة التي تجعلني أستمر في الكتابة بنفس الحماس منذ أن بدأت.

إلي القراء الذين لم يوفقوا معي علي ما عرضته علي القارئ بالأمس . الفرق بين الحوار المتمدن و الوحشية و العنف وانغلاق العقل سهل التعرف علية من نفس المصدر الذي أخذت منه التعليقات. أن قمت بزيارة صفحة تعليقات الزوار ستجد كل التعليقات التي أتيت بها. قارنوا بأنفسكم بين طريقة المغالاة في التعنيف وبل حالة الرعب و الذعر التي تصيب المصري عندما يقرا مقالة لكاتب يتعرض فيها إلي ما يعتقد المصريون أنه من المحرمات.

كأن مجرد قراءة سطور بها وجة نظر تفحصيه في أمر من امور الدين او الدنيا . يجعل المسلم المصري مضربا لدرجة أنه يكاد أن يتصل بالمفتي لكي يساله هل أصبحت كافرا لانني قرأت مقاله بها فحص لامور الدين او لامور دنيوية بها من العمق ما يتعارض مع المسلمات التي تدخل تحت بند لا تسألوا عن أشياء أن تبدي تسؤ لعقلكم وتفكيركم المغلق ببرشام منذ أن ولدتم في العقيدة. ماذا يضر في مناقشة أي موضوع بتفتح وبدون تهديد أو وعيد سواء بالتصفية الجسدية و الذل الأرضي أو بالنار المستعرة في جهنم التي لم يراها أحد أو بوعود الجنة التي لم يذهب إليها أحد. مثل هذه الجملة الأخيرة ترعب المسلم المصري وأن لم يطلق فورا كلمة أعوز بالله من هذا الكافر الذي لا يؤمن باليوم الأخر هذا كفر هذا شيطان ملحد أعوز بالله ... إلي آخرة من ما تعودنا علية. يشعر المسلم أن لم يقول هذا بل قد يتحرك تلقائيا من إرسال رساله سباب طويلة مملوءة بلعنات إلهية وأرضية وذبح وضرب وذل حرصا علي أن لا يرصد له احد الملائكة الواقف علي كتفيه أن هذا ذنب لا يغتفر . في حين أن ما ذكرته حقيقة الجنة لم يراها أحد و النار لم يلسع منها أحد. المنطق يقول أن الإنسان يولد ويموت مثله مثل كل الكائنات الحية علي وجه الأرض. هذا منطق سببه أن هناك أفراد لا يصدقون في الغيبيات أو لا يصدقون في العالم الأخر و إلي آخرة من ما تأتي به الأديان المسماة أديان سماوية. هذا لا يعني أطلاقا أنني أؤمن بهذا ولكن أن لم أفكر في مثل هذا المنطق واجد في نفسي وعلمي وعقيدتي ما يقنعني بأن من يعتقد في عدم وجود جنة أو جحيم مخطئ للأسباب المقنعة التالية . وأن وقفت متحيرا من الاجابه ولا اعرف أن أجيب ماذا يمنعني في أن أبحث بعقل متفتح وأقرا ما كتبة الآخرين في هذا الموضوع. بل ما يمنع ان أناقش صاحب الراي في حوار متمدن أي أسمع منه ويسمع مني أسئلة ويجبني أحترم وجه نظرة ويحترمني . وفي النهاية أن اقتنع بما لدي عظيم و أن لم يقتنع هذا لا يعني أطلاقا أنني وجب علي أن اقتله حتى لا أكون تركت كافرا ينكر وجود الله. من المحتمل جدا أنني لا أستطيع أقناعة لأنني غير مقنع وليس لأنه لا يفهم أو لا يريد الاقتناع. أن قتلته وحملت ذنبه لان كان هناك من هو أفضل مني في الشرح و الإقناع ولم أعطي هذا الإنسان فرصة المعرفة. فهل أكون في هذا الوضع قدمت خيرا للبشرية بل أنني أصبحت أسوأ من أسوأ كافر؟

الحوار المتمدن كموقع علماني أصحابة لهم فكر معين وأسلوب معين و لم يمنعهم هذا في حجب أراء الآخرين بل علي العكس يفتحون الباب أمام كل الأفكار وكل الناس دون تحيز او تمييز. فأنا ككاتب اعرف تماما ومتأكد أن الحوار المتمدن لم يقم مرة واحدة بالتأثير علي كتاباتي أو حتى طلب مني تعديل أو حذف جملة من مقالة أن أردت نشرها لأنها لا تتفق مع أرائهم. في حين أن هناك مواقع أخري أكثر حظا ماليا لأنهم مدعومين بأموال البترول الوهابية. لا يتلفتون إلي مقالاتك أو أرائك الحرة لأنها تتناقض مع معتقدات أصحاب المال.
لم أكتب مرة واحدة ضدهم أو حتى أشرت إلي أسم موقعهم مباشرة . لان لي الخيار و البديل. الخيار أنني لا انشر مقالاتي عندهم و لا أتابع ما ينشرونه. واخترت كلمة لا أتابع لأنني أذهب إلي الموقع من آن لأخر بسبب مقالة معينة يشير إليها احد الأصدقاء أو نوة إليها أحد الكتاب في موقع أخر. وبالتالي . كيف يستطيع إنسان عاقل متحضر أن يعمم كل مايكتب في موقع مثل الحوار المتمدن بأن كل ماينشر يعد كفرا لمجرد أنه يقرأ أنه موقع يساري ؟ في حين أن هذا الموقع أعطاني وأعطي الكثير مساحة لنشر أفكارهم التي قد تناقض العلمانية علي الطريقة الشيوعية الكلاسيكية الليننية . فمثلا أنني أؤمن بوجود الله ولكنني أؤمن بأن الدين هو علاقة الإنسان بالله ولا يفرض علي الآخرين بأي طريقه . أهاجم التطرف وأهاجم أسباب التطرف بالحوار وأدافع بالحوار و القلم عن من يعاديهم المتطرفين بما فيهم أنا بالطبع. ولكنني لم ولن أستطيع في يوما ما أن أدعو أو أحرض علي إيذاء أي إنسان جسديا أو معنويا مهما كان تطرفه أو حتى مقصده الشرير الإرهابي نحوي ونحو أبناء وطني . وأن فعلت مثلهم فما هو الفرق بيني وبينهم. يا ساده الحوار بين العقول و الإرهاب بين الفحول التي بلا عقول. قولوا أمين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تزايد اهتمام المغرب وإسبانيا بتنفيذ مشروع الربط القاري بينهم


.. انقسام داخل إسرائيل بشأن العملية العسكرية البرية في رفح




.. الجيش الإسرائيلي يصدر مزيدا من أوامر التهجير لسكان رفح


.. تصاعد وتيرة الغارات الإسرائيلية على وسط قطاع غزة




.. مشاهد لعاصفة شمسية -شديدة- ضربت الأرض لأول مرة منذ 21 عاماً