الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المصالحة في مجتمع العراق

صبيحة شبر

2007 / 3 / 3
الحوار المتمدن - الكتاب الشهري 2 : المصالحة والتعايش في مجتمعات الصراع العراق نموذجا


عنوان مثير للإعجاب والعجب في وقت واحد ، هل يمكن ان تحدث المصالحة في العراق ؟ وفي هذا الوقت بالذات ؟ حيث بلغ اقتتال الإخوة الأعداء هناك مداه ، ولكن لم لا ؟ وكل المجتمعات في العالم ، يجب ان تدرك انه ،لا يمكنها التمتع بجمال العيش ، الا بالمصالحة بين الأجناس المختلفة ،الساكنة على أرضها ، وانه اذا رغبت بالتطور والعيش الكريم ، والقضاء على حياة الاحتراب والتي هي أفظع ثقلا من الموت ، فإنها ينبغي ان تجلس مع الأقوام الأخرى ، التي تؤلف سكان ذلك الوطن ، مناقشة مشاكلها التي لا تنقضي الا بالاتفاق ، وتغليب المصلحة الوطنية الدائمة ، على مصالح الفئات المتصارعة والوقتية ، ماذا يهمنا كعراقيين ؟ ان نعيش في هذا الوطن الجميل ، والغني والأصيل ، كما يعيش بنو البشر متوحدين متآلفين ، رغم اختلافاتنا التي مهما كبرت ، فإنها صغيرة جدا ، أمام مواضع الاتفاق الكثيرة التي توحدنا ، فبما ذا يتفق العراقيون فيما بينهم ، وبما ذا يختلفون ؟ يتفقون بأمور كثيرة ، انهم ينتسبون لهذا المكان الجميل ،الذي عرف الحضارة وأبدع العمران ، وقدم للإنسان أروع اختراع في الوجود هو الكتابة ، كما جاد على الناس الآخرين سكان المعمورة ، بأروع الحضارات وأجملها وأبدع القوانين التي جاءت من بلاد الرافدين ، لتنظم حياة العراقيين ، وتساهم في إسعادهم ، قدم العراقي للناس أقدم الحضارات الإنسانية ، وأعظمها على الإطلاق ، من حضارة بابلية الى سو مرية واكدية وآشورية
والى توهج في الحضارة العربية الإسلامية ، استطاعت ان تصل إليها عاصمة الدولة ، بغداد الحبيبة ، والذي يجمع بين العراقيين ، ويوحد صفوفهم انهم يتصفون بأشجع الصفات وأكثرها نبلا ومروءة ، وانهم استطاعوا ان يضيفوا بصمتهم الخاصة بهم على مرور السنين ، و التي استطاعوا ان يحصلوا عليها ، بفضل نضالهم الطويل ومسيرتهم العسيرة ، ويجمع العراقيون أبضا ويوحد بينهم أنهم رغم الثروات الهائلة ، التي يتوفر عليها العراق ، وعذوبة المياه وخصوبة الأرض ، فانه يعيش حالة مزرية من الحرمان والفقر وان أطفاله محرومون من الرعاية الصحية ومن التعليم ، يقتاتون على مخلفات القمامة كما تخبرنا وكالات الأنباء ، وان أساتذة العراق ومبدعيه وكفاءاته المتعددة ،ينتقلون في بقاع من العالم قد تعترف بأهميتهم او لا تعترف ، وان الكثير منهم مقبلون على حياة بائسة في ظل انعدام كل شيء يحتاجه الإنسان الكريم
فماذا يفرق بين العراقيين ؟ هل الدين يفرقهم ؟ وكل الأديان السماوية والوضعية ،جاءت لإسعاد الإنسان والإعلاء من شأنه ، أليس الإسلام كما المسيحية كما الأديان الأخرى ، كلها تنص على إكرام الإنسان والرقع من شانه وبناء الحضارة ؟ لماذا الاختلاف ؟ وكل الأديان من المفروض بها ان توحد الناس لا ان تفرقهم، هل تفرقهم القوميات ؟ ولكننا لم نعش اقتتالا بين العرب والكورد والتركمان على مستوى الشعب ، ولكنه قد يحصل عن طريق الحكومات ، اذ كان الشعب الكردي يحارب لأنه قد طالب ببعض الحقوق التي هي من حقه ، وكان العرب مؤيدين للأكراد في تلك الحروب ، على الرغم من قسوة حكوماتهم ، الذي نحتاج اليه اليوم هو احترام الآخر ، وتقدير وجهات نظره ، والاستماع إليه ، والوقوف بجانبه ، لأننا بعد سماعه قد نعرف الكثير ، من الأمور المشتركة بيننا ، عاش العراقيون آلاف السنين مع بعضهم متوحدين ، واستطاعوا ان يعمروا البلاد ويؤسسوا الدول ، رغم ان الاختلافات كانت موجودة ، وإننا شعب يضم الكثير من الأجناس ، والديانات ، وانه حان الوقت كي نعرف ان التشابه فيما بيننا ، أكثر من الاختلاف ، وان الوطن الجميل هذا ، والذي أضعفوه بالصراع ،عزيز على الجميع ، وإننا بحاجة الى حكومة علمانية ، تنظر الى العراقيين جميعا ،بعين المحبة لأنهم أبناؤها ، الذي تعذبوا كثيرا ، ومن حقهم الآن ، ان يتمتعوا ببعض الراحة في وطنهم العزيز ، لسنا بحاجة الى حكومة طائفية ، تفضل البعض وتحارب الآخر زاعمة إنها الأفضل وإنها تمثل الشعب ، الشعب العراقي يمثله كل الفئات العراقية المختلفة ، العراق كان يتألف من مختلف الطوائف ،والفئات والأديان ،والقوميات وسوف يبقى هكذا ، قوته باختلافه المتعدد هذا ، وان العراقيين يجب ان ينبذوا حالة الاحتراب والتهجير والتفجير ، وان يلتفتوا الى حياة الأمان والقوة واحترام الجميع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تلوح بإرسال قوات إلى أوكرانيا دفاعا عن أمن أوروبا


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يعقد اجتماعا بشأن عملية رفح وصفقة التب




.. بايدن منتقدا الاحتجاجات الجامعية: -تدمير الممتلكات ليس احتجا


.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة تغلق شارعا رئيسيا قرب و




.. أبرز ما تناولة الإعلام الإسرائيلي بشأن تداعيات الحرب على قطا