الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العنف المنزلي في أوروبا ورقة بين الرياح

سيوان محمد

2007 / 3 / 2
العلاقات الجنسية والاسرية


مع ازدياد تدهور الأوضاع السياسية في العالم وتأثيرات جوانب مهمة منها على حياة ملايين المهاجرين بمختلف الأشكال، تبقى مسألة العنف المنزلي قضية مفتوحة تنتظر الإجابة، فقد أخذت تزداد مع تدهور الظروف الحياتية واشتداد صعوباتها. حيث نرى الكثير من الجرائم التي تنعكس من خلال القنوات التلفزيونية والكثير من القصص والروايات التي تجسدها. وتكون الضحية الأولى النساء تحت ذرائع وأسباب كلها غير إنسانية ولا تحمل في طياتها غير المآسي. فالخروج من إطار الدين ونظام العائلة وشكل تفكيرها ومعتقداتها ...والخ، هي أسباب كافية لتقتل المرأة بكل سهولة هنا في أوروبا. حيث ن الحكومات بمختلف أشكالها لا تتدخل إلا بشكل إداري وتقول في كل الأحول أنها صراعات داخلية تخص ثقافة وعادات وتقاليد البلد المنشأ تلافياً للمواجهة وتلافياً للإمكانات التي قد تهدر من أجل وضع الحلول المادية الجذرية لهذه المعضلة والعمل على إندماج الجميع في مختلف جوانب الحياة العصرية والمدنية على أساس احترام رغبات الإنسان وعلى وجه الخصوص المرأة بكل الفئات العمرية. فالمرأة هي دائماً تحت المراقبة وحتى الزواج يكون بشكل قسري إذ يتم تزويجها من الشخص الذي ترى العائلة أنه مناسباً لها وفي حالة الرفض تهدد بكافة الأشكال حيث يشكل التهديد بالقتل جزءاً منه. وغض النظر عن الأسباب المذكورة من قبل الحكومات والنظر الى هذه المواضيع فقط من منظار الجريمة والعقاب وليس كقضية اجتماعية تساهم الأفكار والعادات والتقاليد والمذاهب في تشديدها خصوصاً لدى القادمين من مجتمعات الشرق الملتهب دوماً وهي نفسها المشاكل التي تعاني منها الجاليات المهاجرة بشكلها الموجود في أوروبا وتشهد عشرات بل مئات الضحايا على سنوياً على ذلك. فنأخذ على سبيل المثال أحد تلك التقارير السنوية التي أجريت لعام 2006 من قبل مديرة اتحاد ملاجئ النساء في سويسرا، السيدة كلاوديا هاوزر، حيث يقول التقرير أن 75% من ضحايا العنف الأسري هن النساء و 80% من الجناة هم الرجال 43% من الأسلحة المستخدمة في مثل هذه المشاكل هي أسلحة نارية و 36% هي سكاكين وحراب وصار معدل القتلى من ضحايا العنف المنزلي هو 28 امرأة وأن الجاني والضحية هما من نفس الأسرة وفي التعليق حول الأسباب والظروف كما ذكرت آنفاً تقول وتصرح مع أخصائها الاجتماعيين الى وسائل الإعلام بأن تنامي موجات الأفلام الإباحية وأفلام العنف وتراجع الاهتمام بالدين والتقاليد القومية لديهم وبروز أجيال لا تعرف معنى الأسرة المتكاملة مضيفين أن عدم تمسك هؤلاء بثقافتهم وتقاليدهم الدينية وعدم محافظتهم عليها يجعلهم يفقدون معاني المشاعر الإنسانية ...والخ من هذه التفاهات المزيفة والفارغة من الحقيقة والفهم المادي والإنساني لحياة البشر...إنها تبتعد كل البعد حول تسميتها تعصب وجهل بسبب تلك الأسباب بل تعترف بمصداقية تلك الدوافع لارتكاب هذه الجرائم وتبرئ في نفس الوقت قتلة النساء والأطفال والشباب في العراق وإيران والأردن وسوريا ومصر وتركيا والخ...وكافة الدول التي تكون فيها تلك الفقرات أسس تشريع القوانين في هذا العصر.
إن المفاهيم التي تعلل بها دوافع القتل والجرائم هذه هي التي تجعل المرأة في كل العالم الإسلامي والعربي أداة للانتقام والثأر بين القبائل وأداة للصلح بينها أيضاً وتقديمها كفدية للانتهاء من الصراعات في الكثير من المجتمعات المتخلفة بسبب الدين، فأي مفاهيم ووسائل إعلام وأفلام إباحية؟؟؟!!!هناك مجتمعات ليس فيها كهرباء ولا محطات تلفزة وفي الكثير من الحالات اعتبرت هذه الأمور من المحرمات يتكاثر فيها العنف المنزلي والقتل لأتفه الأسباب بحيث لا يمكن مقارنة ذلك حتى بالتقارير الأخرى. ونموذج الباكستاني الذي قتل زوجته ضرباً بالمطرقة حتى الموت وحالات الاغتصاب الجماعي التي هزت المجتمع هنا هي ثقافة الآباء الدينية التي تتبلور تدريجياً عن طريق ترابط الأسرة التي يتكلم عنها الأخصائيون الاجتماعيون وتكون المرأة بسبب تلك القيم والثقافة هي أداة للانتقام. الحل الجذري هو محاربة هذه المفاهيم الرجعية والدينية وتأثيراتها على حياة الأطفال والشباب وتكون معايير التربية عمومية على أساس عصري مدني وعدم السماح للخرافات والقيم الذكورية الجوفاء في تشكيل شخصية الإنسان وعدم الاعتراف بتلك القيم والتقاليد بوصفها تقاليد ومذاهب وقيم المجموعة الفلانية.
إن الطريق لاحتواء هذه المعضلة الاجتماعية الكبرى ومعالجتها هو يتم من خلال طريق واضح وليس بحاجة لكل هذا اللف والدوران المتعمد بالحديث عن أسباب أخرى تجنباً للمواجهة وهدراً للإمكانيات المادية وعدم التوجه في مسار معقول. ولكن وللأسف فإن الكثير من المنظمات الصفراء التي تحاول عبثاً ملئ الفراغ تسمح اكثر للتفاقم المستمر لهذه المعضلات. فالكثير من النساء يواجهن الموت يومياً في العالم بسبب هذه الأفكار المعادية للبشرية.
العنف داخل الأسرة وعمليات ختان الأطفال والبنات والحجاب في المدارس والسماح للدروس الدينية بمساعدة الدولة تأخذ أشكالاً قانونية رغم حالات استنكار المجتمع الأوروبي بحجة الحفاظ على حقوق الأقليات والجماعات المختلفة بحجج نسبية وتعدد الثقافات. نحن نعرف أن تعدد الثقافات تحول الى راية للطائفية والنزعات المتخلفة التي تبث أمريكا الروح فيها في العالم لفرض هيمنتها على العالم. نحن مطالبون بالتصدي للعنف ضد المرأة وسبيلنا هو النضال ضد التقاليد والقيم الذكورية الرجعية والمتخلفة والتصدي لآطروحات تعدد ونسبية الثقافات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نداء جماهيري لكهربا و رضا سليم يمازح احد الاطفال بعد نهاية ا


.. هيئة الأمم المتحدة للمرأة: استمرار الحرب على غزة يعني مواصلة




.. LBCI News(04-05-2024)- شبكة اغتصاب الأطفال.. شبهات عدة وقضاء


.. حملة توعوية لمحاربة التحرش الجنسي في المغرب




.. الكشف عن وجه امرأة -نياندرتال- عمرها 75 ألف عام