الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المؤتمر الفاشل في بغداد

سمير عادل

2007 / 3 / 3
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


دعى العراق الى عقد مؤتمر دولي حول مشكلة العراق في 10 اذار. وعليه فأن ادراة بوش والكونغرس سرتا بهذا الخبر وستشارك في المؤتمر المعلن. وحكومة بلير التي لا تكون اقل سرورا من ادارة بوش هي الاخرى اعلنت بأنها ستشارك في المؤتمر الدولي المذكور. وسيشارك ايضا الاعضاء الدائمين في المجلس الامن والمانيا وكندا ودول اعضاء المؤتمر الاسلامي ودول الاعضاء في الجامعة العربية..الخ اضافة الى ايران وسوريا.
البوق الاعلامي الامريكي يحاول ان يعطي تصوير اخر او امل اخر بأن مشكلة العراق ستحل وهذه المرة عبر تجمع لعدد كبير من دول العالم. طبعا ان مبادرة او فكرة طرح عقد مؤتمر هي فكرة امريكية وليست لها اية علاقة بالعراق او الحكومة العراقية. فنفس ساسة اعضاء الحكومة العراقية مثل جلال الطالباني واعضاء في كتلة الائتلاف الشيعي رفضوا قبل اشهر بأن تبحث مشكلة العراق في مؤتمر دولي لانه سيسجل بشكل رسمي وامام العالم بفشل الحكومة العراقية في اخراج العراق من دوامة الحرب الاهلية والدمار. اي بعبارة اخرى تدوين عدم اهلية هذه الحكومة.
اما الذي يبعث السخرية هي ان واشنطن تدعوا من خلال الحكومة العراقية الى عقد مؤتمر دولي وترفض في نفس الوقت التشاور او اجراء مفاوضات مباشرة مع سوريا وايران في الوقت الذي تعترف بأن الدولتين المذكورتين هما وراء عدم استقرار العراق السياسي والامني.
اذن لماذا يعقد مثل هذا المؤتمر؟ ان الجواب على هذا السؤال يجب بحثه في تقييم مدى نجاح النظام العالمي الجديد بما فيه مجمل المشروع الامريكي في العراق من الحرب والاحتلال وفرض النظام الموالي للولايات المتحدة الامريكية.
ان الادارة الامريكية تحاول اليوم تدويل موضوع العراق ورفع مشكلة العراق من على كاهلها وتوريط بقية دول العالم فيها. وكانت لتصريحات توني بلير قبل اكثر من اسبوع في عدم تحمل مسؤوليته امام تدهور الاوضاع الامنية في العراق خطوة في الاتجاه التي تحاول ان تسلكه اليوم ادارة بوش. فتزايد حجم الانفاق المالي واستمرار تصاعد الخسائر في صفوف القوات الامريكية مع تصاعد الاحتجاجات الجماهيرية وفشل الخطة الامنية الجديدة في بغداد وانسحاب حلفائها من العراق مثل دانمارك والاعلان عن انسحاب القوات البريطانية في عام 2008 بعد الشروع في تخفيض عدد قواتها الى جانب خروج الكتلة التي رفضت المشاركة في حرب العراق عن الصمت مثل روسيا حيث وصلت تصريحات بوتين لاول مرة منذ احتلال العراق الى حد التهجم السياسي على الادارة الامريكية ..الخ وفشلها ايضا في ترقيع الفجوة بين القوميين والطائفيين في حكومة الطالباني-المالكي وغياب اي افق في نجاح الاستراتيجية الجديدة لبوش ..كلها عوامل دفعت الادارة الامريكية التفكير في تدويل مشكلة العراق.
لكن الولايات المتحدة متورطة ابعد من العراق. فالتحديات التي امامها ليست محصورة في العراق لوحده وان كانت ساحة المعركة هنا. فأيران ما زالت تسعى بأمتلاك السلاح النووي وسوريا هي الاخرى تريد تصفية مشاكلها في لبنان ومع اسرائيل. فأي تنازل لادراة بوش امام سوريا وايران يعني انهيار المشروع الذي بدئه بوش الاب عام 1991 في الحرب الخليج الثانية الذي اعلن فيه تدشين النظام العالمي الجديد.
في الجانب الاخر سيشاركان سوريا وايران في المؤتمر بحماس أكثر من حماس ادراة بوش لتبين للعالم بأنهما جادين في حل مشكلة العراق وانهما لم ولن تكونا عثرة امام فرض الاستقرار والامن في العراق. وهكذا سيغني كل واحد على ليلاه.
ولكن هل سيحل هذا المؤتمر مشكلة العراق؟
ان هذا المؤتمر سيحل كل المشاكل مثل مشكلة عمرو موسى المولع بعقد مثل هذه المؤتمرات وسيحل مشكلة الامين العام الجديد للامم المتحدة بونكي مون لانه اول مرة سيكون له الشرف بعد استلامه المنصب الجديد للمشاركة في مصيبة العراق وسيحل العديد من المشاكل الشخصية للعديد من رؤساء الدول الا انها لن تحل مشكلة العراق.
ان مشكلة العراق تكمن بالاحتلال والحكومة القومية –الطائفية التي جلبت اعضائها الادارة الامريكية لتبرير حربها وتدميرها للمجتمع العراقي والتي قسمت ايضا الناس في العراق وفرضت عليهم التصنيفات غير الانسانية من قومية وطائفية. على الرغم من ان السيد عمرو موسى صرح قبل يومين بأن مشكلة العراق في الحرب والعنف الطائفي متناسيا ان الذي خلق الارضية لتلك العصابات الطائفية هو الاحتلال وجرائمه. فلا امن ولا ستقرار في العراق طالما هناك احتلال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر يلتقي الملك تشارلز


.. خريطة تفاعلية تشرح مراكز الثقل الانتخابي في إيران




.. الدعم السريع يسيطر على منطقة استراتيجية في ولاية سنار جنوب ش


.. عاجل | وزارة الداخلية الإيرانية: فوز مسعود بزشكيان بانتخابات




.. الجيش المكسيكي يوزع طعاماً للمتضررين من إعصار بيريل