الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برات بيت و الضحك في مرحاض مغربي

محمد عبدالله الاحمد

2007 / 3 / 3
كتابات ساخرة


برغم اعتقادي الجازم ان فيلم بابل( فافيلون) الرائع لن يدخل الى صالات السينما العربية بسبب وجود صور
عري فيه من الصعب على رقابتنا مسحها دون تغيير افكار اساسية في الفيلم ... فأنا اشتهي لكل عاقل عربي
أن يشاهد هذا العمل الصارخ بل الصائح في كل الستة مليارات بشري : ليس الملك وحده العاري ، بل الكل
عراة على هذه الارض المحبطة من دبيبنا الغبي عليها و التي اظنها ملت هذا الدبيب و تتمنى بلعنا الى غير
رجعة أو كما يقولون في ضيعتي تهكما و احتجاجا ( ع الجهنم) ! .
و قبل ان استمر في الحديث عن الفيلم و عن تجربتي معه استعجل لاقول لكم انني صفقت وحدي في صالة
السينما التي تتسع لعدة مئات و كنت وحدي فقط في الصالة التي تتسع لعدة مئات بسبب حضوري الفيلم في
وقت يذهب فيه الجميع الى اعمالهم و كنت انا الوحيد (المتسكع) السينمائي عندها ، فعطلتي صادفت في وقت
يعمل فيه الاخرون . و لقد صفقت للفيلم و صفقت لان رجلا يفترض انه من جلدتي (مغربي) يرفض عدة
مئات من الدولارات مقابل خدمة انسانية برغم عوزه و عوز جده لابيه و جده لامه و جده لجيرانه و جد جده .
برات بيت الممثل الامريكي يلعب دور سائح يرافق زوجته في المغرب و تتعرض الحافلة التي تقلهما لاطلاق
نار ليس من بن لادن بل لطلق ناري واحد (فشكة) من غلام معزة (راعي) عمره ربما اثني عشر عاما او اقل
كان يشارط أخاه ان البندقية التي لديه مداها اقل من ثلاثة كيلوميترات و لن يصيب الحافلة !!
هذه الحادثة البسيطة هي حبكة الفيلم التي تجر الكاميرا وراءها لتقول اشياء فظيعة في اهميتها عن عوالم
أربعة : عالم الانسان الغربي – عالم اليابان – عالم المكسيك – عالم المشحرين (عالمنا) .
وحتى لا اتهم برواية الفيلم و نزع التشويق منه سأكتفي بدعوتكم لمشاهدته بأية طريقة لاننا كعرب معنيون
به برغم ان الفيلم رسالة للغرب عنا و عن غيرنا .... اروع ما في الفيلم هو حجم الحقيقة فيه و هو يعرينا
و يعري مجتمعاتنا و اجهزة البوليس و يبدي للعالم بكل وضوح كيف يعيش ابناء الريف في معظم الريف
العربي خارج التاريخ و الحضارة . فالزوجة المصابة سيعالجها طبيب بيطري و يخيط جرحها بخيط
قنب و دون تطهير و ستقوم عجوز حنونة بايجاد سيكارة حشيش مخبأة للزمن (الاسود) لتستخدمها في
تخدير المريضة المفجوعة المتألمة ...
بصراحة بعد الفيلم تذكرت قرية أحب أهلها في ريف حمص حيث كان اقربائي يدعوننا لزيارتهم
صغارا فيها و في يوم اقامتي الاول خرجت و ابن خالي نقصد (المرحاض) و عندما اكتشفنا ان الحاكورة
(أرض محيطة بالمنزل) هي المكان المنشود اضطررنا تحت (الضغط ) و ( أي ضغط) الى التصرف
في الحاكورة سألني من بعيد و قد كان يتخفى عني طبعا : بوحميد مافي مي بشو بدنا ن ........؟
اجبته : بالحجر ولا ه ........! فقال هذا الذي اختفى الان في كندا : شووووووووو ؟
اجبته مصرا : ايه ولاه لاقيلك حجر ما يجرح ...................!
عندما شاهدت برات بيت في فيلم بابل تذكرت القرية عام 1974م (الان أفضل بكثير) و تمنيت ان يجد
في ريف المغرب حجرا لا يجرح .......................! و لكني من شر البلية ضحكت و مر على نفسي
شريط القهر كله الذي يحيط بعالمي العربي ، القهر المزدوج من الحاكم بأمره الى تخلفنا النابع من
( سيندروم) يشبه يدا تمسك بردائنا و تمنع الجري ، بل المشي ، بل الزحف الى الامام .
شاهدوا فيلم بابل !
د . محمد عبدالله الاحمد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صابر الرباعي يكشف كواليس ألبومه الجديد ورؤيته لسوق الغناء ال


.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة الخميس




.. مغني الراب الأمريكي ماكليمور يساند غزة بأغنية -قاعة هند-


.. مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت




.. عاجل.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة غداً