الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صدى الغربة في ايران ... يوميات حالم12

علي الحسيني

2007 / 3 / 3
سيرة ذاتية


(12)
بعد ان حسمت مسألة السكن قررت ان اعيد ما درسته في المخيم (اشرفي اصفهاني) من علوم دينية عن طريق الكاسيت رغبة مني للعمق والتمكن من دراسة العلوم الدينية وللتأكد من الاستيعاب ولهذه الرغبة المتعددة لاعادة الدروس بدأت بالبحث عن مدرسين اكفاء للمواد التالية (المنطق والنحو والصرف والفقه و العقائد(=الكلام)) وبمرور عدة ايام وجدت سبيلا الى احدى المدارس (الحوزات) بعد ان سمحت لي بالحضور الى قاعاتها وصفوفها بصفة ( مستمع ) لكن هذه المرة استطيع الحصول على وثيقة من المدرسة تاكد دراستي فيها وهذا ما سينفعني حال حصولي على وثيقة الهجرة والتسجيل الرسمي في الحوزة.
وجدت انها فرصة لا باس بها مؤقتا لكن وبعد فترة وجيزة اكتشفت ان حضور الدروس في هذه المدرسة مخيب للامال ولم يستطع اضافة أي جديد لي على المعلومات التي حصلت عليها عبر الكاسيت في المخيم وقررت ان حضوري هو مضيعة للوقت ويزيد الاحباط الذي كنت اعاني منه لذا وبعد مرور اقل من شهر قررت الانسحاب وابلغت ادارة المدرسة بقراري ، وقتها حاول مدير المدرسة آنذاك ( وهو الابن الاكبر لرئيس مجلس محافظة البصرة الحالي محمد العبادي ) اقناعي بالعدول لما وجد فيّ (كما قال لي) من تميز وفطنة وما سمعه من اطراء الاساتذة على مشاركاتي في كل الدروس .. وبعد اخذ وجذب مني ومنه لم يفلح في اقناعي فإنسحبت كليا كان ذلك في تموز عام 1996.
بعدها أخذت ابحث من جديد على مدرسين اكفاء في المواد التي اشرت اليها آنفاً . وبمرور شهر درست فيه على يد مدرسين ُكثر خلصت الى نتيجة ان لافائدة تذكر من الحضور لا بسبب ضعف في الاساتذة فقط وانما المشكلة الاكبر هي بدائية المعلومة وتقليدية المدرس في بيان المادة التي تعود بك الى زمن الحلقات الدراسية ايام عصر التابعين الاوائل وايام المعتزلة في مسجد البصرة الكبير مع الفارق الكبير بين الزمنين وبين المعلمين ! لذلك شعرت برغبة للانعتاق من هذه الاجواء المترهلة مفضلا الإعتزال بغرفتي ومع كتبي والاستمرار بدراسة المواد المقررة عن طريق اشرطة الكاســـيت للاستفادة منها لاحقا في العبور الامتحاني بعد الحصول على وثيقة الهجرة .
في غضون تلك الايام جاء مسؤول تلك البناية ( مؤسسة خاتم الحجج ) ليبلغ ساكنيها بإخلاء البناية لان أصحابها يريدون اعادة ترميمها وتحويلها الى فندق .. خبر الاخلاء اضافة هما جديدا وتحديا اخر وانا ما زلت في الاشهر الاولى في قم وتحديدا بعد مضي ثلاثة اشهر على سكني فيها بعد السكن الاول في حي نيروكاه . وهنا بدأت مشقة البحث من جديد على سكن في مدينة لا ترغب بايجار بيوتها المتهالكة و سراديبها للعزاب (المجردين) كما هي التسمية باللغة الفارسية .
وبعد خمسة عشر يوما إستطعت العثور على قبوٍ في حي شعبي متخلف غالبية قاطنيه من الاتراك وهو الحي الذي سكنته في اول دخولي الى قم. بقيت في هذا القبو ستة اشهر ثم خرجت منه مصابا بضيق التنفس والحساسية من الشمس التي ما زلت اعاني منها حتى اليوم لانتقل بعد ذلك الى مركز المدينة في بناية اخرى ( انديشه ) وهي من البنايات التابعة الى مكتب كاظم الحائري ويديرها عراقي مسفر من قبل النظام العراقي السابق بتهمة التبعية الايرانية ... يسكن بناية انديشه طلاب العلوم الدينية من المخيمات العراقية في الجنوب و فيها استأجرت غرفة شاركني فيها نفس الطالبين الاولين اللذين سكنا معي في البناية الاولى (مؤسسة خاتم الحجج ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتفاقية الدفاع المشترك.. واشنطن تشترط على السعودية التطبيع م


.. تصعيد كبير بين حزب الله وإسرائيل بعد قصف متبادل | #غرفة_الأخ




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - الحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجز


.. وقفة داعمة لغزة في محافظة بنزرت التونسية




.. مسيرات في شوارع مونتريال تؤيد داعمي غزة في أمريكا