الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن المحور السوري –المصري- السعودي

سامي العباس

2007 / 3 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


ينسب للواء جميل السيد هذه العبارة التي تكاد تنضاف إلى قاموس الأمثال : قاتل الحريري حمار أو عبقري..
إذا قشرنا عن هذه العبارة مسحة الهزل التي درج اللبنانيون على طلاء أوجاعهم بها . تنفتح على بصيرتنا
الأبعاد التكتيكية و الإستراتيجية, لقرار قتل الحريري. التي تعدت تداعياته تخوم الجيوبوتيك السوري – اللبناني إلى الجيوبوتيك الشرق أوسطي ..معلوم الآن وبعد مضي سنتين على الواقعة, أن دائرة تأثيرها اتسعت كبقعة الزيت على قماش الحياة السياسية في المنطقة. ورغم أني لا أميل إلى تضخيم دور المؤامرة في صناعة المسارات التاريخية .بل أحاول أن أراها(أي المؤامرة ) في حجمها الطبيعي قبل أن تتغذى وتكبر بردود الأفعال الطائشة من قبل من يقعون في مخروط تأثيرها ..
تبدأ المؤامرة كبيضة تحتاج إلى رحم لكي تفقس.. وتتحول إلى كرة ثلج تحتاج إلى منحدر ثلجي لتتضخم .. لقد كان تردي العلاقات بين الحريري ودمشق الرحم المناسب .. و شكلت الحالة الراهنة للنخبة السياسية على مقلبي السلطة والمعارضة العربيتين -و التي لم تخرج بعد من حالة الرضْ النفسي الذي سببه الحضور العسكري الأمريكي في المنطقة - المنحدر الثلجي اللازم لتتعملق ..
أعود إلى السياقات التي ذهبت إليها الأمور في المنطقة بعد مقتل الحريري لأقول :
أن الدينامو الذي وَلد هذه السياقات لازال يعمل بالطاقة التي أمنتها له الأبعاد الاستثنائية لشخصية الحريري من جهة . وحجم التوظيف المحلي والإقليمي والدولي, الذي من السهل العثور على مركز الرحى فيه ( اقصد الإدارة الأمريكية في عهد بوش الابن ).فأن تدحرجْ إلى السفح حجرا ليس كأن تدحرجْ بلدوزرا بحجم الحريري..
ليست المرة الأولى التي اتهمت فيها سورية –تجنيا أو بحق – في قتل هذه الشخصية اللبنانية أوتلك ..لكنها المرة الأولى التي انحشرت فيها :
- بخانة الخروج العسكري ألقسري من لبنان بما يعنيه هذا الخروج من تعديلات على المنصة التي تطل منها دمشق على المشهد الجيوبوتيكي للمنطقة ..
- وبخانة الخروج من مثلث القوة التي تشاطرت مع الرياض والقاهرة بنائه, وأشتعل إلى هذا الحد أو ذاك كمرسى نجاة في وجه العواصف الإقليمية والدولية التي هبت طيلة عقدي الثمانينات والتسعينات على النظام السياسي العربي وعقدتي الربط فيه : مؤسستي الجامعة والقمة .( حربي الخليج الأولى والثانية وأخيرا غزو العراق )..
لا يمكن تجاهل الأسئلة التي بدأت تطرح نفسها بقوة على النظرية السائدة حتى الآن في أوساط شعبية ورسمية لبنانية حول حصر التهمة بالنظام في سورية..
وهي أسئلة أينعتها التسريبات المتناقضة عن مجريات التحقيق الذي تقوم به لجنة برمرز. والمآلات التي ذهب إليها الاجتماع السياسي في لبنان تحت تأثير اغتيال الحريري ( تفلت الصراع السني – الشيعي في لبنان من القيود السورية عليه) بعكس ماهو رائج في خطاب المعارضة السورية . والتوظيف المبالغ فيه و المثير للريبة من قبل رموز وشخصيات سياسية لبنانية لم يكن في ماضي علاقتها بالحريري ما يبرر ذالك

لقد تغذت نظرية تجريم النظام في سورية ولا زالت تتغذى من المقطع الوعر الذي مرت فيه علاقة الحريري بالقصر الجمهوري في دمشق,. ولعل الكثير من الشكوك لا يمكن تنعيسها في
أن جزءا على الأقل من هذه الوعورة قد جرى تصنيعه بأصابع من داخل المطبخ السياسي: السوري-اللبناني على صلة بالتعديلات الإستراتيجية التي أجرتها إدارة بوش الابن على سياسة الولايات المتحدة الأمريكي حيال نظم المنطقة ..

..لقد اختلط حابل النوايا الطيبة و قلة التجربة بنابل ماتضخه على نحو مدروس فتحات للاستخبارات الدولية مدسوسة هنا أوهناك داخل المطبخ إياه . مما قاد لاحقا إلى تهيئة الرحم لاستقبال بيضة المؤامرة ....
إلا أن ما ينبغي العمل عليه الآن لبنانيا وسوريا وعربيا هو وقف تدحرج كرة الثلج ..بمعنى وقف التداعيات الإستراتيجية لجريمة الاغتيال ومسرحها الرئيسي الآن : المنحدر الذي آلت إليه علاقات دمشق بكل من القاهرة والرياض ..وبعد ذلك لكل حادث حديث ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب