الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أخطر ما يواجه سوريا اليوم

سلطان الرفاعي

2007 / 3 / 5
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


كان السؤال الدائم، كيف لم يلاحظ المواطن السوري، أي تغيير، في نمط السياسة السورية، بعد استلام الرئيس الشاب دفة الحكم والقيادة. وهو سؤال مشروع ، طالما عجزنا عن الإجابة عليه. وخلف هذا السؤال، سؤال أكبر وأكثر أهمية. هل حقيقة هناك تغيير ؟ أم أن الحال على حاله. منذ ثورة الثامن من آذار، والحركة التصحيحية ,----

حاول، ونجح الرئيس الشاب وبكل ما يحمل من شباب وثقافة وانفتاح وصدق وشفافية، في ملئ الخزان السوري الفارغ، في كافة المناحي ، وعمل كل جهده على ذلك، ولكن فاته، أن مقابل كل متر مكعب من المياه النقية، والتي كان يضخها في خزان الوطن، كان يتم زرع صنبور جديد . وكانت القصة دائماً، تمضي، هكذا، مياه تتدفق من الأعلى، وصنابير مفتوحة من الأسفل، تتدفق منها خيرات البلد. وبالتالي كيف للمواطن السوري العادي، أن يلحظ هذا التغيير، رغم زيادة معاشه، مائة بالمائة. وصنابير الفساد، من القطاعين الخاص والعام ، كانت تستنزف كل زيادة، وكل تغيير، وكل محاولة جادة لتحسين البلاد. ولا ننسى قصر النظر لدى بعض المسؤولين في تفسير المراسيم والقرارات ، التي تغير اتجاهها 180 درجة .

وهنا نتساءل جميعاً ، لم لم يُبرزالاعلام كل هذه الحقائق ، أم أن جل اهتمامه ، يقع على نشر الأخبار الرياضية والفنية ،كما نتمنى ، أن يضع بصمته ، على القادمات من الاستحقاقات الهامة ، التي تنتظر البلاد .فهذا دورهومهمته ، لمساندة العهد الجديد. بكل واقعية وشفافية.

المشكلة اليوم، أصبحت أخطر مما نتصور، وتُعادل الخطر الإسرائيلي الجاثم على الحدود، إن لم تكن تفوقه. ف الإسرائيلي، يبقى خطراً خارجياً، ممكن الاحتياط منه، والاستعداد له. أما هذا الخطر الداهم، والمختبئ والمنتشر في كل زاوية من البلد. والذي تُحركه، أيادي خفية، وكأنها تقطن السحاب. والمضحك المبكي، في الموضوع، هو أن أصغر طفل، في سوريا، أصبح يعرف أسماء، أساطين الفساد من المسئولين، وورثتهم الكرام. أما الحكومة، الدولة، السلطة. فهي لا تعرف أي واحد منهم.؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

جبناء الصحافة، أو الصحافة الجبانة، تنشر، وتنشر، وتنشر. ولكنها أبداً، لا تستطيع ذكر اسم فاسد كبير، خلاف خدام الذي هرب، وكأن حال هؤلاء الصحفيون الجبناء، تقول: ليهرب الفاسد حتى نتناوله في أقلامنا ونلعن أبوه وأمه، ولكن طالما هو موجود هنا، لا نستطيع أن نذكره لا بالاسم ولا بالرسم. وحتى نقوم بخدمته، فهو ولي أمرنا ونعمتنا، وهو الذي وظفنا.



مرة أخرى قضية وزارة الاتصالات، والتي نعتقد، أنها ستكون مثل كرة الثلج، والتي ستكبر، وتتضخم، وتجرف أمامها كل الوزارات، وتكنس الكثير من الفاسدين. ولكن ضمن نطاق معين، لا تستطيع أن تتجاوزه، ما دمنا نسمع حتى الآن، عن أباطرة وقياصرة، مستعدون، لدفع رشاوى، لا تقل عن مئات الملايين، لأشخاص في السلطة. من أجل حماية مصالحهم، والمحافظة، على شبكات العنكبوت العفنة التي يقودونها ويمولونها ويوجهونها. .



سابقا كانت مشكلتنا مع الأمن، الأمن الذي يقمع ويعتقل ويُعذب وينتهك حقوق المواطن. الأمن الذي يسرق وينهب ويسلب ويُسيء إلى سمعة المواطن السوري، سواء في سوريا أو في لبنان. ولكن التغيير الذي حصل اليوم وخاصة في مجال عسكرة المجتمع، والتي كنا نلحظها جميعاً، قد اضمحل، فقد أصبح كل مواطن، يشعر، أن قبضة الأمن لم تعد خانقة، وان كانت لا زالت تربت على كتفيه. ولم نعد، للحقيقة، نسمع عن ضباط أمن، بمستوى الكنعان والدوبا وغيرهم. على العكس أصبح لدينا ضباط أمن ، مثقفين، حقوقيين، مهنيين ، يحترمون الآخر. ونحن لا ننكر أننا مع أمن ، يُحافظ على استقرار الوطن ، والدفاع عن العيش المشترك وحماية أبنائه .

من الذي يستطيع أن يقول أن التعذيب ما زال موجودا لديناً ؟ . هذا التغيير، نعترف بحصوله جميعاً. ونقر به، في المعارضة، رغم دعوتنا الدائمة، وطلبنا الدائم، الإفراج عن معتقلي الرأي، ومحاورة المعارضة، بدلاً من قمعها وإلقائها في السجون وزنزانات الأفرع الأمنية.



ما لم يتغير، نمط حياتنا، وطريقة تفكيرنا ، فكل موظف في الدولة، هو مشروع لص، ينتظر الفرصة المناسبة له لينقض على المال العام. وكل مواطن، صاحب مشروع عمل، بقال، لحام، نجار خياط. هو مشروع نصاب، يُفكر قبل اختيار مكان العمل، بطرق النصب والغش، وبعدها يبدأ عمله، وهو يحسب قيمة الغش قبل قيمة الربح الحلال. هذه النفوس المريضة، التي لم تتغير، ولن تتغير، بغياب القانون. في سوريا يا سادة، ليس هناك قانون، هناك فوضى، هناك نصب، هناك سلب، هناك نفوس أفسدها الفقر والطمع والفوضى.



إن كلمة ((أزمة)) في اللغة الصينية، تتألف من كلمتين مجتمعتين إحداهما تشير إلى ((الخطر)) والأخرى تعني (( السانحة)). ويبدو أن هذا التلاقي يصح في الكلام عن الأزمة السورية اليوم.ففي الأزمات يواجه الإنسان قراراً وكأنه على مفترق طريقين. إحداها قد تقود إلى الخطر والأخرى إلى مجالات جديدة في التطور والنمو. وهكذا سوريا اليوم، أمامها أزمة، خطرها كبير، وفيما لو تغاضت عنها، وتركت حيتان النهب تسرح وتمرح في محيط من الفساد العفن، فان مصير البلاد سينتهي إلى خطر كبير، فنحن اليوم، نعيش وسط هذه الألغام القاتلة ، والتي ستنسف، كل حديث عن الإصلاح والتغيير، لا بل ستنسف الوطن كله.

أما طريق مقاومة هذه الحيتان، عبر الشرفاء، من الجنود المجهولين، فانه سيؤدي، ولو بعد حين، إلى الإصلاح والبناء، والتطور..وقد يكون هذا الطريق مكلفاً أكثر، ولكنه في النهاية يُنقذ البلاد من هذا الخطر الداهم.



يقول جبران: --------يظل الفرد فوق الشرائع البشرية حتى يقترف إثماً ضد المجامع البشرية. وبعد ذلك لا يكون فوق أحد -----



دمشق

3-3-2007








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أثار مخاوف في إسرائيل.. حماس تعيد لملمة صفوفها العسكرية في م


.. ساعة الصفر اقتربت.. حرب لبنان الثالثة بين عقيدة الضاحية و سي




.. هل انتهى نتنياهو؟ | #التاسعة


.. مدرب منتخب البرتغال ينتقد اقتحام الجماهير لأرض الملعب لالتقا




.. قصف روسي يخلف قتلى ودمارا كبيرا بالبنية التحتية شمال شرقي أو