الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحجاب يباب

احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)

2007 / 3 / 8
ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2007 -حجاب المرأة بين التقاليد الأجتماعية والبيئية والموروث الديني


كنا نستغرب حديث جدتي بان ظهور شعرة من شعر المراة سيودى بها لامحالة الى جهنم! فكنا نسألها ببراءة: اذا لم خلقها الله بشعر طويل؟ فتتلعثم.
وهذا هو بالضبط موقف الاسلاميين.فعندما يقولون بان الله خلق الانسان في احسن تقويم واعطاه العقل لتحسين ظروف حياته شكلا ومضمونا.فلماذا يصرون على رميه بالمحرمات ويجعلون الحجاب على المراة فرضا دينيا؟ وهل فروض الدين الاخرى كالصوم والصلاة والحج... محصورة بجنس معين دون غيره؟
ان صعود الاسلام السياسي جعل المنطقة تتراجع الى ازمان تجاوزناها واعاد نقاشات كانت قد حسمت ومنها قضية الحجاب باعتبارها مسألة شخصية تخص كل مرأة على حدة.
ففي العراق مثلا كان للشاعر التنويري جميل صدقي الزهاوي دورا في الدعوة للسفور(ا سفري ياابنة فهر..),كما كان لصحيفة "الصحيفة" الماركسية لحسين الرحال واخته ومصطفى علي وغيرهم صولات وجولات في هذا المجال الى ان فرض على الصحيفة الاحتجاب كما فرض على المرأة الحجاب بتدخل مباشر من رجال الدين وحاملي الوية العادات الاجتماعية.وكان احد الاصدقاء قد حدثني عن دعوة منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الناصرية لاعضاءها في نهاية الاربعينيات ا وبداية الخمسينيات بتشجيع اخواتهم وزوجاتهم على السفور.وكان قد سبقهن الى ذلك مسيحيات ويهوديات في بغداد والمدن الكبيرة الاخرى.
كل المشكلة تكمن في الفرض القسري لزي معين والحجاب تحديدا نتيجة لادلجة النص الديني الذي اصبح نهجا منظما بعد موجة مايسمى بالصحوة الاسلامية ودعواتها بالرجوع الى وراء,عندما كان دور المرأة لايتعدى حلب العنزة وجمع الحطب واشباع رغبات الرجل.فبسبب عجز الاسلاميين عن ايجاد حلول لمشاكل المجتمع المعاصر فهم يلجاؤن الى اثارة قضايا ليست لها اهمية حياتية. وكان اول اجراء للمحاكم الاسلامية في الصومال بعد سيطرتها على مقاديشو هو فرض الحجاب ومنع الغناء في الاعراس وليس حل مشكلة المجاعة والفقر.
ان التطور الهائل في مجالات الحياة البشرية وتنوعها وتعقدها استدعى انخراط المرأة في مفاصل النشاط البشري كافة وتحمل مسؤوليات جديدة لاتقل عن مسؤولية الرجل.فمجالات العمل الحالية لها متطلبات ينبغي تلبيتها.فمثلا الطبيبة في غرفة العمليات ينبغي عليها ارتداء زي محدد ومعقم باكمام قصيرة وكذلك العاملة على خطوط الانتاج او الفلاحة في الحقل التي تشمر عن ايديها اثناء العمل لابل حتى تنفيذ الاعمال البيتية اليومية تعيقها الملابس المهلهللة وغطاء الراس وتدليه.لذا فان اصرار الاسلاميون على الحجاب هولتحجيم دور المرأة في زمن اقتحمت به مجالات لم يسبق لها ارتيادها ولايمكنهم استيعاب الضرورات الموضوعية لخروجها للعمل المتمثلة بضرورة تامين احتياجات عائلتهااسوة بالرجل ناهيك عن امكانية نجاحهالان في ذلك تهشيم للصورة الدينية النمطية للمرأة باعتبارها كائن هزيل وناقصة عقل ودين وهي كلها على بعضها عورة تمشي على الارض لكنهم رغم ذلك يرفضون غض البصر عنها كما امرهم الله.
يرفض الاسلاميون الاعتراف بحق الانسان في الاحتفاظ بسجيته التي جبل عليها,رغم ترديدهم الممل الحديث النبوي:"متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا"
ويحاولون اعطاء صورة مغلوطة عن الحجاب كرمز للاحتشام والعفة للمرأة المسلمة وهو ليس كذلك بالضرورة وهو ماتكذبه الوقائع في بلاد الاسلام.
كما ان الحشمة ليست حكرا على المرأة المسلمة,فالمرأة الشرقية الهندية والصينية واليابانية.... تتسم ازياءهن بالاحتشام ايضا وقد يضعن غطاءا على راسهن ولكن ليس لاسباب دينية.ثم لايمكن للشعر ان يكون مصدرا لاثارة الغرائز الا لغير الاسوياء اصلا من الرجال.
وقد قال احد الشقندحية: لو كان للشعر عند الله منزلة لم ينبت الشعر قطعا على الخصيان.... .













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف