الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القيود المكبلة لالاف النساء

صبيحة شبر

2007 / 3 / 8
ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2007 -حجاب المرأة بين التقاليد الأجتماعية والبيئية والموروث الديني


وجدت المراة نفسها ، وفي العديد من الدول ، خاضعة لكثير من القيود ، تجهد نفسها ، في العثور على إجابة مقنعة لوجودها ، ولكن تذهب تلك الجهود عبثا ، دون أن تحظى بجواب شاف ، عن سبب القيود الكثيرة ، التي تكبل المراة ، وتحد من انطلاقتها ، في كثير من المجالات ، تكون الفتاة صغيرة في العمر ، لم تبلغ بعد سن الحلم ، وما ان يسمع الأهل ، كلمة استحسان تقال بحق شكلها ، سواء كان القصد من تلك الكلمة حسنا أم سيئا ، حتى تنطلق الدعوات المتعددة ، ومن أشخاص كثر ، الى ضرورة تحجيب المراة ، وارتدائها حجابا سميكا ، يمنع العين المتلصصة من رؤية جمالها الفتان ، وقد تمنع الفتيات الصغيرات ، من الذهاب الى المدارس للتعلم ، والاقتصار على تعلم الأمور ، التي تحتاج اليها الفتاة عادة ، ولا تتطلب منها الخروج من المنزل ، أول ما فرض الحجاب بشكله المعروف ،الان حين وجدت الجواري في حياتنا ، ووجد أهل الحل والعقد ، وأولياء الأمور انه من المناسب ، ان يفرض الحجاب على الحرائر ، من النساء للتمييز بينهن وبين الجواري ، التي كثرت أعدادهن في زمن الدولة العباسية ، ورأى أولياء الأمور ، انه من المعقول ، ان يتم التفريق بين النساء ، المتربيات على الأخلاق الحميدة والدين ، وبين الجواري اللاتي يتعلمن ، فنون الغناء والعزف وإغواء الرجال ، وبقي هذا المظهر مستمرا حتى وقتنا الحاضر ، وكلما اشتدت الحالة الاجتماعية تفاقما ، وتأخر حالنا نتيجة عوامل متعددة ،من بينها الحروب التي كان من نتائجها ، ان يأخذ المنتصر من القوم المهزوم ،نساء يأسرهن ،كأسيرات ، ويتخذ منهن المنتصرون جواري وقيان ، ووجدت الأسر العريقة المحافظة ، على التدين وموقعها المحترم بين القبائل الأخرى ، ان أنجع وسيلة للحفاظ على تلك المنزلة الكبيرة ، بين الأسر والقبائل الأخرى ، هي ان تجعل النساء حبيسات المنزل مخدرات ، لا يستطيع احد من الرجال ، ان ينظر الى جمالهن ، وان اضطرت إحداهن للخروج من البيت ، لغرض من الأغراض ، فانها يجب ان تكون محجبة ، تخفي حتى معالم وجهها ، من ان تقع عليها عين رجل ، يرى في كل المراة عورات يجب ان تخفى ، واستمرت هذه المظاهر ، في الحياة ، التي تمنحها أحيانا صفة الصمود ، والثبات أمام عمليات التقدم ،التي تنال مجتمعاتنا ، ولكن تلك العمليات من الضالة والضعف ، فإنها لا تستطيع ان توجه طعنا ،للمعتقدات التي عاشت في الوجدان الجمعي ، بانه كلما كانت الفتاة حيية ، خجولة محافظة على التقاليد ، لا تناقش ، وتطيع طاعة عمياء ، كلما كسبت قلب المحيطين بها وخاصة الزوج
حين جاء الإسلام وأكرم المراة ،حسب ما يقول علماء الدين ، والمفسرون لآيات القران الكريم ، ولكن تصرفات بعض المسلمين ، تدل على ما يناقض مباديء الدين الإسلامي من مثل وقيم ، وان حاولنا الإنصاف ،لأمكننا ان نقول ان تصرفات الرجل تجاه المراة ، تحددها عدة عوامل ، منها البيئة والأصدقاء والثقافة ، ودرجة التدين ، والذي نلاحظه في هذا المجال ، ان العلاقة بين الأبوين التي يشهدها الطفل ، أيام صغره هي التي تحدد مدى احترامه للمرا ة، التي يقترن بها في شبابه ، فلا يمكن لشخص شب في بيئة تحتقر النساء ، وتسلبهن حقوقهن ان يكون محترما للنساء الا ما ندر ، بعض المتدينين ممن نجدهم في بيئتنا العربية يكرمون المراة ، والبعض الآخر يريها نجوم الظهر ، كما يقول المثل العربي المعروف ، وكذلك بعض دعاة التطور يكرم المراة ، والبعض الآخر يجعلها تعيش معه أياما من الجحيم
وانا لست ممن يرى : ان الدين الاسلامي قد انتقص من المراة ، فالتصرفات الظالمة التي يرتكبها الرجال ، حيال المراة ليس سببها الدين ، وإنما العرف أحيانا وقوة التقاليد تكون من السيطرة ، على مقاليد الناس وتوجيههم اشد من الأديان ، والذي دعا إليه الإسلام لحماية الناس ، هو المظهر المحترم الذي لا يتعمد إثارة الغرائز ، وهذا المظهر من شأنه ان يحد من انطلاقة المراة ومن عملها المثمر الخلاق ، لخدمة المجتمع وتطوير قدراتها الذاتية.
الحجاب والسفور من الأمور الشخصية ، والتي يجب ان نوليها حقها من الاحترام ، فليس من المناسب ان نفرض الحجاب ، على امرأة لا تقتنع بصحته ، وتجده عائقا كبيرا أمام نشاطها ، كما انه ليس من المقبول ان نحرم امرأة من الحجاب ،ونفرض عليها السفور ، في وقت هي تطلب ان تتحجب ، فالإرادة هنا هي الحكم ، وحرية الإنسان مقدسة
المراة والرجل شريكان في الإنسانية ، من واجبها ان تتعلم وتطور شخصيتها ، وان تكتسب من المهارات المهنية والثقافية ، ما يتلاءم مع حياتها واهتماماتها ، ولم تخلق المراة لغرض واحد ، هو الإنجاب وتحقيق المتعة للرجل ، وإنما خلقت لتعمر الأرض ، وتساهم في إسعاد المجتمع وتطوره ، ويمكن للمراة ان تحافظ على شكل جميل ، وانيق ، لا يحد من الحرية ومن القدرة على الحركة ، وان ترتدي من اللباس ما يتناسب مع الدور ، الذي تقوم به ، فليست من تذهب الى العمل ، ترتدي نفس الفستان الذي تلبسه من كانت ذاهبة الى حفل ساهر
لقد نادى أنصار الحجاب بتغطية الرأس ، لأنه تاج المراة كما يقولون ، هذا في القديم ، اما في وقتنا الحاضر ، فلم يعد الرأس موضوعا للإثارة ، أصبح الجسد وطريقة السير ، ونظرة العيون والفستان ، وتفصيله مما يجعله يخفي ويفضح بعض معالم الجسد الأنثوي ، وحتى طريقة إخراج بعض الحروف ، من مخارجها من معالم الإغواء ، التي تلجأ اليها بعض النساء ، حتى لو كان الرأس مغطى ،
المكان مهم جدا في نظرية الحجاب ، وان كان الحجاب مقبولا في مناطق عديدة من الوطن العربي للمسلمات ، فانه ليس من اللائق ان يفرض فرض ،على أتباع الديانات الأخرى في العالم العربي الإسلامي ، فإننا يجب ان نحترم الديانات ، وان نوليها حقها من الاهتمام والتقدير ، كما ان فرض الحجاب على المراة المسلمة في اوربا قد يؤدي ، الى فقدانها الكثير من الحقوق التي وصلت اليها
ان هيمنة الأحزاب السياسية الدينية ، على مقاليد الأمور في حياتنا العربية المعاصرة ، جعل الناحية الشكلية هي المنتصرة ، وأصبحت هذه الأحزاب المسيطرة تتسابق ، فيما بينها أيها أكثر ابتعادا عن مباديء التقدم ، وأي منها اشد منعا للنساء ، من التمتع بحقوقهن المختلفة ، والتي أباحتها الأديان ، ثم الدساتير والقوانين الدولية ، أصبحنا الآن نتراجع الى الخلف ، في جميع ميادين الحياة ،وكأننا نحيا إبان السيطرة العثمانية ،على الوطن العربي في العهود المظلمة ولسنا في القرن الحادي والعشرين
يقولون إنهم يريدون ان يعودوا بالمراة ، عقودا من الزمن الى الخلف ، بحجة انها موضوع لإغراء الرجل ، وهم يتناسون ان الرجل أيضا يشكل موضع إغراء للمراة ، بما يتصف به من مواضع الجاذبية في شخصيته ، من قوة وشجاعة وحنان وقدرة على العطاء ، وثقافة ، ومن مبادرة في اخذ الزمام بيده دائما ، ومن قدرة على الإقناع ، هذه الصفات مجتمعة تمثل مواضع انجذاب لشخصية الرجل في قلوب النساء ، اما الصفات التي يحبها الرجل العربي ، في المراة فهي فليلة جدا مقارنة بصفات الرجال ، يغرم الرجل العربي بالمراة الجميلة ، الرقيقة ، الانيقة ،الجبانة ، ولم اسمع يوما ان رجلا من منطقتنا ، أحب امرأة لشجاعتها او ثقافتها او لحسن تصريفها للأمور









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران