الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سفهائنا الساسة و أهانتهم

حسين خوشناو

2007 / 3 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


ليس لي أن ازعم باني أدرك ما لا يدركه غيري وأفكاري وتحليلاتي لا تخلو من الغرابة ، لكن ما أدركه اليوم لم أكن أدركه بالأمس القريب وفي عالمنا هذا و نتيجة لما نتعرض له كل يوم من مفارقات وتقلبات وشذوذ من بعض ساستنا تكفي لفتح عيون البلهاء خصوصا ونحن العراقيون لازلنا نراوح في دهاليز الظلام سائرين في طريق اللاعودة نحو مستقبل مجهول تاركين خلفنا ماضي مشوه إلى درجة القبح وهذه حقيقة بالغة المرارة .

بين هول حقيقة اليوم وأباطيل وأضاليل ألامس ونتيجة الوثوق بهراء وعنجهية سفهائنا الساسة ، وحماقاتهم ، وسخافاتهم ، وتخلفهم من أخمص القدمين حتى قمة الرأس وبين أفكار وآراء الذين يرون أنفسهم عقلاء اليوم وهم دون أدنى شك جهلاء الغد ، ان صح التعبير ، بين هذا وذاك أصبح لدينا الآن نفور تام وانسلاخ من كل شئ من حولنا وهذا باعتقادي البسيط سوف يؤدي إلى التجرد المطلق .

بعد سقوط الطاغية المقبور ونظامه العفلقي وبعد مرور ما يكفي من أيام وشهور وسنوات لبناء دولة وتشكيل برلمانات ، لا زلنا نركض وراء أوطأ خلق الله _ سيرة وبصيرة ، ألا وهم بعض ساسة اليوم .

نعم الساسة العراقيون " الشرفاء " جدا الذين دخلوا البرلمان بأصوات أبناء الرافدين البسطاء هؤلاء النواب وأصحاب القيادة والريادة وهم أصحاب العنجهيات الفارغة يركضون ليلا ونهارا لملء جيوبهم وعمائمهم بملايين الدولارات والعيش في القصور الباهرة والفاخرة قل مثيلها ،غير مهتمين أو مبالين بهموم غمار الناس وكأن حياة العراقيين لعبة أو عبث الصبيان بين أيديهم ، بعيدين كل البعد عن طريق العدل والإنصاف وقد تجردوا من كل شئ يهز أعماقهم الا من التصريحات الباهتة وعديمة المعنى -الفاقعة والمثيرة والبهلوانية العاطفية- في هذا المعترك والظروف العصية ذات الحول والطول والنهب والسلب وقتل بني البشر وإبادة النطف.

في عراقنا الجديد نرى بين الفينة والأخرى ولادة ساسة جدد مشوهين من صلب ذوي الحظوة الوطنية المزيفة مدججين بخلفياتهم العائلية السياسية والدينية والوطنية العصماء وفي غمضة عين أو شهقة نفس نراهم يعتلون منابر السياسة والدين وهم غارقون في الجهل يعانون من مختلف الأمراض وأخطرها مرض (أنا) وحينما يتعرض أحد هؤلاء المهوسين إلى أي نوع من المسائلة أو النقد نتيجة لجهلهم أو لعمل قبيح أقبح من وجوههم نراهم ينقلبون على الواقع وهم يزهقون الحق ويتزلفون الى الباطل،و يملأون الدنيا بالصراخ والعويل والبيانات و الخطب والرسائل والتصريحات معتقدين بأنهم أصبحوا رموزا وطنية ودينية خالية من الشوائب ، وهم فوق كل الاعتبارات ، يشمخون بالحسب والنسب،غير شاعرين بغرابة وشذود ما يفعلون وقد خاب فألهم. فإذا أهانهم أحد قالوا أن الشعب برمته قد تعرض للإهانة ، وإذا مدحهم أحد قالوا ألا نعم... نحن آهل لها !!.

وحتى لا يؤول كلامي أقول :

أرادت لجان التفتيش عن الأسلحة الكيماوية والتدميرية المكلفة من طرف الأمم المتحدة تفتيش قصور صدام وغرف نومه فرفضت الحكومة هذا الطلب بحجة أنه اهانة لكرامة أبناء الشعب العراقي . بعد حين وافقت حكومة صدام على الطلب ودخلت لجان التفتيش قصوره وغرف نومه . لم أشعر ، كوني من أبناء الشعب العراقي ، بأية اهانة حينها ، بل بالعكس فقد شعرت بفرح كبير لأن ما تعرض له صدام كنت قد تعرضت له شخصيا مرات عدة من طرف قواته العسكرية .



ما أريد أن أقوله هو : عندما يتعرض سياسي لإهانة أو اعتقال عليه أن يتذكر أنه ربما يفرح أبناء الشعب العراقي لما حصل له وعليه أن يتذكر أنه لا يمثل جميع العراقيين فربما هناك مَن لا يطيقه وينتظر بلهفة الإهانة التي تعرض لها بل اختفاء وجه عن الساحة السياسية، و يا خيبة المتعطشين إلى رشفة من كوثر ومن رضاب حور العين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإمارات وروسيا.. تجارة في غفلة من الغرب؟ | المسائية


.. جندي إسرائيلي سابق: نتعمد قتل الأطفال وجيشنا يستهتر بحياة ال




.. قراءة عسكرية.. كتائب القسام توثق إطلاق صواريخ من جنوب لبنان


.. عضو الكونغرس الأمريكي جمال باومان يدين اعتداءات الشرطة على ا




.. أزمة دبلوماسية متصاعدة بين برلين وموسكو بسبب مجموعة هاكرز رو