الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صفحات من نضال اليسار -2 الذكرى الخمسون لإلغاء المعاهدة الأردنية البريطانية

ابراهيم حجازين

2007 / 3 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


ساعدت مجمل الوضاع علىظهور العديد من الأحزاب الوطنية التحررية التي رفعت شعارات التحرر من الاستعمار . من بين هذه الأحزاب كان الحزب الشيوعي الأردني ، الذي احتل مكانة هامة في صفوف الحركة الوطنية الأردنية في تبك الفترة من تاريخ الأردن .
تأسس الحزب الشيوعي الأردني عام 1951 إثر اندماج التجمعات والخلايا الماركسية العاملة في شرق الأردن مع المنظمة الشيوعية الفلسطينية ( عصبة التحرر الوطني في فلسطين ) بعد ضم الضفة الغربية للمملكة الأردنية الهاشمية . وطرح الحزب الناشئ برنامجه الذي يمثل الحد الأدنى من مطالب مرحلة التحرر الوطني التي يمر بها الأردن ، وأعلن أنه يعمل من أجل التخلص من السيطرة الاستعمارية وإلغاء المعاهدة الأردنية البريطانية ونعريب الجيش وإجراء انتخابات حرة نزيهة وقيام حكومة وطنية .
استطاع الحزب في فترة قصيرة رغم الظروف الصعبة التي واجهها والمقاومة التي جابهته من جانب السلطات الحكومية ان يوسع نفوذه وأن يصبح قوة هامة يحسب لها حساب .ولعب تشكيل الجبهة الوطنية عام 1954 والتي ضمت الشيوعيين وأعدادا من أصدقائهم والمقربين دورا لا ينكر في توسيع نفوذ الحزب الشيوعي وزيادة قوته . وكان للمرحوم الدكتور عبد الرحمن شقير دورا مميزا في تشكيل الجبهة الوطنية حيث كان سابقا عضوا في حزب ابعث ، وأصبح داعية للجبهة الوطنية وعمل مع أخرين على إصدار بيانها الوطني الذي وضح وشرح مفاهيمها ونادى بتبني شعاراتها .
لم ينجح الحزب الشيوعي أو باقي أعضاء الجبهة الوطنية في توسيع صفوفها لتضم قوى أو شخصيات أخرى فقد كان الاستقطاب السياسي شديدا . خاضت الجبهة الانتخابات البرلمانية عام 1954 . وفشلت في إيصال مرشحيها إلى البرلمان بسبب التزوير المكشوف وتشير مختلف المصادر إلى هذها التزوير الذي ووجه باحتجاجات جماهيرية مستنكرة ، ولمجابهة هذه الاحتجاجات استخدم جون كلوب قائد البريطاني قائد الجيش أنذاك الشدة في قمع المظاهرات الشعبية مما ادى إلى اشتشهاد الكثيرين في شوارع وطرقات الأردن .ولم تثن هذه الوسائل القمعية الشعب عن تصميمه لتحقيق مطالبة المحقة .
إلى جانب الحزب الشيوعي والجبهة الوطنية اللذان شكلا الجناح اليساري في الحركة الوطنية ، ظهرت ونشطت أحزاب وقوى وطنية أخرى أخذت دورها في معركة التحرر من الاستعمار البريطاني ،كحزب البعث العربي الاشتراكي وحركة القوميين العرب . وفي عام 1954 عقد عدد من السياسيين الأردنيين اجتماعات متعددة تمخضت عن تأسيس الحزب الوطني الاشتراكي المقدر له ان يسد فراغا هاما في الساحة السياسية الأردنية . تميز هذا الحزب بأن قائده المرحوم سليمان النابلسي الشخصية الوطنية الفذة والمميزة فبالإضافة إلى تاريخه الوطني والنضالي كان يتمتع بصفات قيادية اتاحت له ان يلعب دورا ليس في قيادة وصهر التيارات في حزبه فحسب ، بل وفي جمع شمل القوى الوطنية والشخصيات العديدة في المعارضة في صف واحد للتخلص من الهيمنة البريطانية المهمة الأساسية الأولى التي طرحت نفسها على الأجندة الوطنية في تلك السنين .
تكمن أهمية ذلك العمل أنه في حين فشلت الأحزاب في تشكيل جبهة وطنية واسعة معادية لللاستعمار نجح المرحوم النابلسي في توحيد الجهود لتحقيق ذلك الهدف .يقول أحد القادة الشيوعيين من معاصريه "كان النابلسي زعيما وطنيا حقيقيا وقثادرا على احتضان كافة أشكال الطيف السياسي وكانت علاقاته مع الشيوعيين سابقة على قيام الحزب الشيوعي وخاصة مع كل من الدكتور نبيه رشيدات وفايز الروسان وهم من قدامى الشيوعيين في شرق الأردن.
نشطت الحركة الوطنية بمختلف أحزابها في صفوف الشعب متبنية مطالبه المعيشية في ضوء الأهداف الوطنية ولعب الشيوعيون دورا مميزا في ذلك إذ قادوا ونظموا العديد من الحركات المطلبية . شكلت أعوام 1953-1954 بداية انتعاش وتبعها نهوض وطني تمثل بالتصدي لدخول الأردن حلف بغداد الذي استهدف ادخال البلاد العربية في سلسلة من الأحلاف العسكرية الاستعمارية ، على غرار ما تحاوله الولايات المتحدة اليوم ، واستطاعت الحركة الوطنية أن تعبئ الشعب في معركته الوطنية من خلال المظاهرات والإضرابات التي عمت جميع مناطق البلاد واستطاعت في النهاية اسقاط الحكومة التي تشكلت لتلك الغاية بعد اقل من اسبوع من إعلانها .
في هذه الفترة ازداد التقارب بين تيارات العمل الوطني واتسعت مساحة الائتلاف ، كما توسعت الحركة الجماهيرية وانخرط المزيد من فئات السكان فيها تحت راية اهداف محددة معادية في جوهرها للاستعمار . وتطور الأحداث بشكل مؤات للحركة الوطنية ، فجرى ابعاد قائد الجيش الإنجليزي الجنسية جون كلوب وبدات تلوح في الأفق نهاية التواجد البريطاني في الأردن . عقب هذه الانتصارات سعت المعارضة لحل مجلس النواب والدعوة لانتخابات نيابية بعد تكشف التلاعب والتزوير في انتخابات عام 1954 ، ويبدو ان الظروف قد نضجت لذلك ، فاقدم المرحوم سعيد المفتي رئيس الوزراء في ذلك الوقت في حزيران 1956 على حل مجلس النواب وبدات القوى الوطنية تستعد لدخول معركة الانتخابات التي جرت في الثلث الأخير ذلك العام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يكون قانون -الحريديم- في إسرائيل سببا في إنهاء الحرب؟ | ا


.. فيليب عرقتنجي ولينا أبيض: رحلة في ذكريات الحرب وأحلام الطفول




.. مصر: مشروع قانون الأحوال الشخصية.. الكلمة الأخيرة للمؤسسات ا


.. هآرتس: استعداد إسرائيل لحرب مع حزب الله بالون أكاذيب




.. إسرائيل تؤكد على خيار المواجهة مع حزب الله وواشنطن ترى أن ال