الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المقاربة الحاسوبية للمعنى - نظرة موجزة

عزالدين غازي

2007 / 3 / 7
تقنية المعلمومات و الكومبيوتر


مما لا يدع مجالا للشك، أن المعالجين التركيبي و الصرفي لم يحققا المبتغى المرجو من وراء نماذجهما عند المعالجة الآلية للغات الطبيعية، كما لم يعودا كافيين لفك العديد من المشاكل التي تعترض الفهم الآلي للكلام فبات من الضروري استدعاء الدلالة كمستوى لساني معقد لفك لغز اللغة البشرية القائمة على المعنى في التواصل والتلقي والتحاور.

وما تهدف إليه المقاربات الحاسوبية هو بناء نموذج للدلالة قادر على الوصف الدقيق لعلاقة "العالم الواقعي " باللغة ومن ثم جعل آلة الحاسوب تدرك هذا العالم وتتصوره وفق تمثيلات ذات أنماط تركيبية تحددها علائق المعنى بالمبنى (لان الزيادة في المبنى زيادة في المعنى )، مما يجب على التحليل التركيبي أن يقبلها بمرونة تامة، وأن يدخل في عين الاعتبار مجموعة من السمات الدلالية كالمرجعية والمعنى القضوي والإطناب وأمن اللبس والأوضاع التداولية .

ويعتبر الإطناب واللبس سمتان دلاليتان مرتبطتان مع العلاقات التي تجمع الجمل بالقضايا، فالإطناب عبارة عن جملتين لهما نفس المعنى ونفس التمثيل المنطقي ولهذا فالجملة ذات تمثيلين منطقيين متماثلين تعتبر غامضة ، وعلى هذا الأساس ميز ج بلاك بين أربعة أنماط من الغموض الدلالي وهي :

1. المرجعية وهي حينما تحيل كلمة أو مجموعة من الكلمات على مجموعة من الأشخاص أو الموضوعات
2. الغموض البنيوي أو التركيبي (الجمل التي لها تركيب فأكثر).
3. البنيات الغامضة الحاملة للأسوار المنطقية،
( السور الكلي في : كل إنسان يحب امرأة.فقد تعني هذه البنية وجود امرأة واحدة يحبها الرجال).
4. غموض معنى الكلمات.

لذلك ولأجل حل مسألة الغموض الطاغية على جميع البنيات اللسانية وجب ،كما اقترح بلاك، قراءة القسم الأول من الجملة المعالجة واتخاذ قرار لتحديد المعنى لبعض الضمائر ثم تطبيق استدلال في اتجاه المعنى المراد. وفي هذا الشأن وصفت بعض النظريات اللسانية العناصر المنطقية للفعل باعتبارها حالات مفهومية للتمييز بين الخاصيات الدلالية حسب الحالات التركيبية التي نجدها في النصوص (فانطلاقا من الإطار frame يمكن تمثيل المعنى الفعلي مثلا).

وتستخدم التابعة المفهوميةdépendance conceptuelle شكلا لتمثيل الدلالة بواسطة رسم مؤلف من قمة وأربع مقولات أساسية تصف الوحدات وهي :
أ . مولد الصور (GLs).
ب. محول الصور (MLs) .
ج. الأفعال المفهومية الأساسية (ACTEs).
د . محولات الأفعال (Mas)
وجدير بالذكر في هذا الشأن، أن الدلاليات الحاسوبية تشكل نقطة تقاطع والتقاء بين ثلاثة مكونات رئيسية وهي: اللسانيات والمنطق وعلوم الحاسوب، فهي الضامن الحقيقي لعمل خوارزم النظام اللغوي الذي يجب أن يكون مزودا بإطار قوي يجمع بين الشكل اللساني و المحتوى الدلالي، وهنا يكمن موقع التمثيل الدلالي الرابط بين اللغة والتأويل

التأويل ------ِ> خوارزم التمثيل ----------> اللغة

وإذا كان التمثيل هو ربط المحتوى اللساني (الحامل للمعرفة)بالصور المنطقية التي تسند إلى مفاهيم نظرية كالإحالية والأبعاد السيكولوجية، فإن وظيفته أساسا تنحصر في العمل التقني والتطبيقي، ويعتبر مشكل تمثيل المعرفة إحدى المهمات الصعبة الملقاة على الذكاء الاصطناعي وعلى جميع الأنظمة القائمة على المعرفة، لذلك، ولأجل نقل المعرفة إلى الصور الرمزية المنطقية، لابد من الاستعانة بالاستدلال وبالأساليب المنطقية؛ المتمثلة في التمثيلات التي تشتغل بالصيغ المنطقية؛ كمنطق القضايا ومنطق المحمولات من الدرجة الأولى…. وتنقسم صيغة تمثيل المعرفة إلى طبيعتين مختلفتين هما:

1- بنية المعطيات لتمثيل المعلومات.
2. منهجية استغلال هـذه المعلومات، وتتجلى في ميكانزمات الاستدلال الذي يسمح بوصف ومعالجة معلومات ومعارف جديدة (وهنا يكمن الفرق بين قواعد المعرفة وقواعد المعطيات التقليدية التي تصنف المعلومات ظاهريا فقط).

رؤيتنا هنا مقتضبة هنا ولا نريد تفصيل القول في مسألة تمثيل المعرفة لأن ذلك يستدعي بحثا مستفيضا لا يتسع المقام له الآن، وسنشير فقط إلى دور تمثيل المعرفة في بناء ما يسمى بالشبكات الدلالية باعتبارها رسما يمثل المفاهيم الموسومة بعقد وعلائق معنوية تربط هذه المفاهيم 5 مما يترك للاستدلال المجال الواسع ببحث ميكانزمات التسلسلين الأمامي والخلفي والتعرف على القواعد انطلاقا من المقدمات ( وكل قاعدة منها جزء من المعرفة التي نريد تمثيلها وتعرف هذه القواعد Règles de Production وتمثل عادة ببنية " إذا... إذن" أو إذا كان ... عندئذ " وهي قواعد الإنتاج أي قواعد لتوصيف المعرفة وتمثيلها .
ومن بين الاختيارات الرئيسية للتمثيل هو نقل الدلالات والعبارات، وستكون الترجمة إحدى المجالات التي ستضطلع بمهمة هذا النقل وعلى الآلة المترجمةأن تتسلح بخوار زم هذا التمثيل حتى يتسنى لها معالجة البنيات اللسانية البسيطة غير المركبة على الاقل.

هوامش ومراجع
Robin CLARCK. Semantics for computers. Notes techniques 39/9. Laboratoire d analyse et technologie du langage . P.1.
W.J.BLACK. (1988). P.131 .
نفس المرجع والصفحة.
C.J. PUPP and al. Situation Schemata and linguistic representation. In computational semantics and formal linguistics . C.U.P. P.192.
J.P. HATON. L’intelligence artificielle. P.U.F. QSJN:2444. P.40.
5 - نفس المرجع. ص 51








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمد عبده يكشف تفاصيل إصابته بالسرطان ورحيل الأمير بدر بن عب


.. عاجل.. إخلاء سبيل عصام صاصا بكفالة 30 ألف جنيه وعرضه على الط




.. النائبة عناية عز الدين للحرة: طلبنا من مقدمي خدمات الإنترنت


.. عاجل .. عرض عصام صاصا على -الطب الشرعي-.. وكواليس جديدة حول




.. الصحة تكثف الخدمات الطبية والتوعوية بالحدائق والمتنزهات بجمي