الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-صح النوم- ياعرب !

عبد اللطيف المنيّر

2007 / 3 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


إذا أردنا أن نعرف ماذا يحصل في لبنان، يجب علينا أن نعرف ماذا يحصل في العراق. وإذا أردنا أن نعرف ماذا يحصل في فلسطين، يجب علينا أن نعرف ماذا يحصل في إيران!.

هذه العبارة في مسلسل غوار الشهير "صح النوم" كان يرددها حسني البورظان، وكانت بداية وافتتاحية لمقالته المعهودة. ولكن والكل يذكر معي كانت في قالب آخرهو: "إذا اردنا أن نعرف ماذا حصل في إيطاليا، يجب علينا أن نعرف ماذا حصل في البرازيل". وعلى مدار أكثر من عشر حلقات للمسلسل الأسبوعي وقتها، أي على فترة ما يزيد على شهرين، كان البورظان كلما همّ بكتابة مقالته وافتتاحيته تلك، جاءه غوار وبمقالبه ليقطع عليه صفوة ذهنه، لتبدأ فصول حلقة جديدة.

أنتهى المسلسل ولم ينته البورظان من كتابة مقالته الجدلية، وبقي هو والمشاهد معا في تيه المعرفة المفقودة. إلا أن الحلقات مازالت مستمرة بإسقاطاتها الواقعية، ونحن اليوم سوف نمضي كما انتهى المسلسل المذكور، وينتهي بنا العمر، ولن نستطيع فهم المشاهد المتلاحقة في المسلسل العربي الطويل بدءا من حضور موشي ديان (وزير حرب اسرائيلي السابق) التجارب النووية الفرنسية في الجزائر عام 1960، مرورا بالتباين التراجي كوميدي في مواقف الشيعة بين لبنان والعراق من جهة، والتوافق الحماسي/ الإيراني من جهة أخرى، ووصولا إلى عسكرة الشرق الأوسط وسباق التسليح النووي في المنطقة!.

هذا المسلسل اليومي من "السهوة" العربية، وبإخراجه السيء، كان قابضاً على العقل وكابحاً لقدراته على التحليل!. وقد وقف لعقود حاجزا بيننا وبين الحس المعرفي والوعي السياسي، لنسقط ـ نتيجة ـ في لجّة هذا الثبات القسري العميق.

لا مخرج من غفلتنا إلا في استئصال التراكمات العقيمة في ذلك الموروث المتعاقب في أذهاننا، والمتواتر أجيالاً متعاقبة. علينا الانعتاق من ساحة التجاذبات (الكهروسياسية)، والإبتعاد عن المزايدات والمقايضات النفعية، الأمر الذي أودى بنا إلى هكذا تيه، وتلك الجدلية السياسية العقيمة، حيث فيها شعوب المنطقة هي قرابين الفداء التي تدفع الثمن الباهظ كل يوم من حياتها وأمنها وحريتها.

وبين العجزعن فهم الواقع ومجابهته، وبين الإغتصاب الطائفي والعهر السياسي اليومي التي تعيشه المنطقة، وعلى هذا المفترق العجيب، مازلنا نرواح في مكاننا يائسين من أي تحرك شعبي أو رسمي لرسم خريطة الطريق لهذه الشعوب الخائبة.

فهل من صحوة تأسس لمفهوم ثقافي ووعي جمعي يهندس لمفاهيم يقبلها المنطق أولا، لتطبق، تاليا، وعمليا فيما يصب في مصلحة المواطن والوطن؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة