الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خريطة طريق إلى أبو مازن ومجلس الحكم

حازم صاغيّة

2003 / 8 / 6
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


خريطة طريق إلى أبو مازن و"مجلس الحكم"
حازم صاغيّة      الحياة     2003/08/5
ما الذي يجمع بين أبو مازن ومجلس الحكم المحلي في العراق؟

جواب سريع: أنهما مرضيّ عنهما أميركياً.

جواب أسرع: أنهما صناعة أميركية.

جواب يزعم أنه أعمق: أنهما يعلنان نهاية مرحلة لا يريد أحد إعلانها. عن هذا السبب تنجم العلاقة الإيجابية بالولايات المتحدة (ولو على رأسها جورج بوش).

المرحلة المقصودة: اصطباغ السياسة بالعنف، أو قيام السياسة على العنف. هذا صار مستحيلاً بعد 11 أيلول (سبتمبر). بعد تتمتها المحلية ممثلةً بالوحشية الشارونية في الرد. طبعاً لا علاقة للثورة الفلسطينية بعنف بن لادن، ولم تثبت أية صلة بين صدام والقاعدة. لكن: بعد 11 أيلول، كائناً ما كان السبب، لا عنف في العلاقة بالغرب وامتداده الاسرائيلي. أكلافه ستكون أكثر بكثير من فوائده. ونحن "جسمنا لبّيس" للعنف. بالتالي: يسهل تلبيسنا.

لماذا لم يعلن أحد إنهاء تلك المرحلة؟ لأن هذا الاعلان يرقى إلى استسلام الطرف الذي يعلنه. القوى السائدة لا تملك الشرعية الكافية لاعلان ذلك. وهي غير مستعدة أن تدفع الثمن المترتب على هذا الاعلان: الاستقالة والتنحي. انعدام الشفافية والمساءلة في مجتمعاتنا يلغي الأطراف الداخلية التي تفرض على تلك القوى أن تعلنه.

ثم: نحن، في تاريخنا الثقافي، لا نستسلم. الاستسلام، عندنا، يتصل بالعار والشرف والرجولة... قادتنا العسكريون قد يوقعون معاهدات مذلة لكن سياسيينا يمضون قائلين انهم انتصروا. مثقفونا يمضون في إشاعة وعي ظافري لا يلبث أن يتحول ثقافة شعبية مُجمعاً عليها، تماماً على عكس الاجماع الألماني بعد الحرب الثانية على حصول الهزيمة والاستسلام.

لم يحصل إلا هذا في الماضي: في 1956 عُتّم على الهزيمة العسكرية في مصر وأُكّد على الانتصار السياسي وحده. في 1967 "انتصرنا" في ستة أيام لأن "الجماهير" بعدها منعت عبد الناصر من الاستقالة، فيما "الأنظمة التقدمية" لم تسقط. في 1973 "انتصار" تشرين نافس ولا زال ينافس "انتصار" أكتوبر، أما الأرض فموضوع آخر. تتويج هذه المسيرة كان "أم المعارك" الصدامية. في هذه الغضون: ساد ياسر عرفات القرار السياسي الفلسطيني منذ أواسط الستينات من دون أن يغلق مرةً إصبعيه الدالين الى النصر.

عدم الاعتراف وعدم الاستسلام كانا يراكمان فواتير على الشعوب العربية. كانت حروب أهلية تنفجر. كانت اقتصادات تتردى. كانت كفاءات تهجر. كانت استثمارات تمتنع عن التوظيف عندنا. كان استبداد يستفحل. كان التوتر الأهلي بين الجماعات يستشري.

كان مطلوباً أن يظهر بيننا من يقول وداعاً لذاك النهج. من يأخذ على عاتقه كنس تلك التركة التي لم يتسبب هو فيها. من يطالب بفرز الأمور قليلاً. بانهاء ما انتهى. بابتداء ما قد يبتدىء.

في هذا المعنى: هناك شيء من العمل التطوعي في سلوك أبو مازن ومجلس الحكم العراقي. ويُستحسن للطرفين أن تُعطى الفرصة: لا الفرصة من أميركا ومن الغرب، بل من الشعبين الفلسطيني والعراقي، ومن العواطف العربية التي لا تزال في غير هذا الوارد. لا تزال ترفض الاستسلام!

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تحرك تصريحات بايدن جمود مفاوضات الهدنة في غزة؟| #غرفة_الأ


.. ممثلة كندية تتضامن مع غزة خلال تسلمها جائزة




.. كيف سترد حماس على بيان الوسطاء الذي يدعوها وإسرائيل لقبول ال


.. غزيون يستخدمون مخلفات جيش الاحتلال العسكرية بعد انقطاع الغاز




.. صحيفة الغارديان: خطاب بايدن كان مصمما للضغط على إسرائيل