الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العيب ليس في حجابها بل الثقافة التي تسقيها

سلام فضيل

2007 / 3 / 8
ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2007 -حجاب المرأة بين التقاليد الأجتماعية والبيئية والموروث الديني


قبل شهرظهرت شابة في برنامج من على القناة الهولندية الاولى (nos) وكان الحديث عن المراءة ومدى قدرتها في حرية البوح براءيها ‘ وخاصة في الجنس ‘ وامام جمهور ‘ وليس في غرفة مغلقة . كان المتحدثات شابة جميلة ذات وجه طفولي وابتسامة الطفل التي تدخل اعماق الروح لتغذيها بالحب ‘ فتغريك بتقبيلها ‘ وزميلتها كانت ‘ فنانة مسرحية ‘ وكانت ذات القناة قد عرضت لها عمل مسرحي اي للفنانة ‘ لايشاركها فيه احد في التمثيل ‘ وكان دورها يحكي معانات شابة ‘ تعمل في محل دعارة ‘ تأجر جسدها ‘ لفترة مقابل ‘ ثمن ‘ لعدد من الرجال كل يوم ‘ والمشقة التي تواجهها خلال الممارسة مع روادها المختلفين ‘ ‘ وتظهر كل ما يدور داخل غرفتها ‘ طبعا من خلال حركة الجسد فقط( بكامل ثيابها العادية ) ومثل هذا شيئ ليس فيه غرابة بالنسبة لفنانة تتحدث عن عمل مسرحي ‘ ولكن الذي يشاركها في التعليق وابداء الراءي ‘ على هذا العمل وعن الجنس بصورة عامة ‘ ومن وجهة نظر المراءة ‘ هي تلك الشابة صاحبة الوجه الجميل وابتسامة الاطفال التي تغري بالتقبيل ‘ والتي ترتدي الحجاب ‘ والجبة ‘ واسمها اسماء ‘ والتي لم تكن اقل جراءة في ابداء الراءي من زميلتها الفنانة العلمانية والغير مؤمنة ‘ التي تحمل الجواز الهولندي فقط اما اسما ء فتحمل الهولندي والعربي ‘ والاكثر اثارة ان اسماء و معها اختها وزميلة اخرى الثلاثة جبة وحجاب ‘ قد حضرن‘ حفل استعراضي للمثليين وسط المدينة ‘ فاثارن فضول مراسل القناة ذاتها ‘ جبة وحجاب ‘ يشاهدن استعراض المثليين! ؟ وطالبان والقاعدة يقتلون من تكشف عن وجهها امام عائلتها من الرجال داخل البيت ( شقيق بن لادن قال من على قناة العربية لم يكن يسمح لنا ان نشاهد او نكلم النساء غير ازواجنا وهن من العائلة ) !؟ ماذا تفعلين هنا ؟ اشاهد هذا الاستعراض . هل تعرفين من هؤلاء ؟ نعم انهم المثليين . هل تعرفين انهم لايعاشرون النساء بل ....؟ نعم ولهذا اتينا لنراهم عن قرب مثلما اتيت انت وكل هذه الناس . ولكنك محجبة ؟ وهل تراني اختلف عن زميلتك التي تصورنا واياهم الان ؟ الا تخافين من القتل ؟ انت لاتعرف عن المسلمين سوى الوجه القبيح .
وتقوف المشهد وعاد مقدم البرنامج ‘ ليسالها ‘ ما هو راءيك بالعلاقات العاطفية بما فيها ممارسة الجنس ؟ هذه حرية شخصية وانا عندي الكثير من الزملاء في المدرسة والعمل يمارسون مثل هذه العلاقات ‘ بما ذا ستردين لو طلب احدهم اقامة علاقة معك ‘ بما فيها الذهاب الى السرير ؟ ساقول كلا لاني لاافضل مثل هذا قبل الزواج .
وفي الاسبوع الماضي عادت اسماء المحجبة الجميلة في لقاء في القناة الثانية برنامج (الحادية عشر وثلاثون دقيقة ) ويشاركها في الحوار كاهن كاثوليك وشاب ‘اعلامي ‘مقدم برنامج تلفزيوني واسمه اي الشاب أري يورموس ‘ غير مؤمن ‘ وكان كل الحوار تقريبا حول ارائهم في الجنس والعلاقات الانسانية في المساوات ‘ وكانت اسماء اكثر تقدما في الاغلب من الكاهن ‘ وعندما سالت ماذا لو احببت رجلا وظهر انه ملحدا مثل زميلك الذي كنت اقرب اليه في الراءي ؟ ساتزوجه .
هذه الشابة المحجبة التي تحدثت بكل هذه الجراءة ‘ والصراحة التي يتردد الكثير من الاطباء والتدرسيين من الرجال عن مثلها في اغلب العالم العربي بشكل خاص والاسلامي في الاغلب ‘ يدلل ان المواجهة هي مع الظلامين الذي لايعرفون غير لغة التكفير والقتل ‘ مثلما يفعلون في العراق الذي اغرقوا شوارعه بدماء الاطفال والنساء ‘ واعادوا المراءة الى ما قبل نزول الاية التي حرمت قتلها ‘ وراحوا يفرضوها كثقافة مقدسة في كل البلدان العربية ‘ يطارد ويسجن او يقتل حسب الظروف كل من يحاول خلخلتها ‘ ويحدث الناس عن بؤسها ‘ وعلى سبيل المثال هذه نوال السعداوي ‘ المطاردة والشاب الذي سجن عبد ا لكريم سلمان‘ وغيرهم الكثير منهم كاتبة واستاذة جامعية كويتية ‘ كفرت وحلل قتلها لمجدر انها قالت قبل عدة سنوات في بحث اقل ما قالته اسماء المحجبة .
ولوكانت اسماء تعيش في احدى البلدان العربية ‘ لتعرضت للتكفير الذي يعني القتل او السجن ‘ من المجتمع قبل الظلامين ‘ ( قبل اكثر من اربع سنوات قتلت شابة مسلمة في السويد واخرى في هولندا الاثنتين لم يقتلن بدافع فتوى وانما بدافع الاعراف التي يكرسها ويغذيها الساسة ورجال الدين الظلامين ) ولهذا نجد اليسار الاوروبي يقف ويدافع عن التميز بما فيه ضد المحجبة ‘ لانها اجبرت عليه منذ ايام طفولتها البريئة من قبل سطلة مجتمعها الصغير اي العائلة ‘ وعلى هذا المنوال جاء القرار الفرنسي كما اكد المتابعين لصدورة وبعض من شاركوا في اعداده مثل محمد اركون ‘ ليعطيها حرية الاختيار الحر بعد النضج ‘ والاعتماد على الذات وخاصة الاقتصادي . ومثال على ذلك كان الحجاب يتناقص كل يوم والمدارس المختلطة تزداد لتصل من القرية الى العاصمة ‘ في العراق في السبعينات ‘ لتعود الى التراجع ايام الحصار ‘ لتصل الى ما هي عليه الان لحد انها تكفر المراءة ‘ اذا لم تلبس النقاب في بعض المناطق ‘ بينما في ايران صارات المراءة تشذب الحجاب ليكون مجرد رمز مفروض بالقوة ‘ حتى صار بمثابة علامة ادانة للقانون الذي يفرضه عليها ‘ويحرمها من حرية الاختيار ‘ وكانهن يستعرين كلمات محمد الماغوط ‘
نحن نحب الورد / لكن الخبز اكثر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تقتحم جامعة كولومبيا لتفريق المحتجين| الأخبار


.. مؤشرات على اقتراب قيام الجيش الإسرائيلي بعملية برية في رفح




.. واشنطن تتهم الجيش الروسي باستخدام -سلاح كيميائي- ضد القوات ا


.. واشنطن.. روسيا استخدمت -سلاحا كيميائيا- ضد القوات الأوكرانية




.. بعد نحو 7 أشهر من الحرب.. ماذا يحدث في غزة؟| #الظهيرة