الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فرصة قد لايجود الزمان بمثلها

تقي الوزان

2007 / 3 / 9
مواضيع وابحاث سياسية



يمكن القول ان الواجهة السنية " بعثيين , اسلاميين , قاعديين ..." حققت ابرز نجاحاتها بأقناع المحيط العربي الرسمي السني بطائفية الحكومة العراقية , وان العرب السنة في العراق ذهبوا ضحية تحالف " شيعي كردي " يكاد ينهي وجودهم . والموقف العربي الرسمي بالأساس لديه مخاوف واعتراضات من " الفيدرالية القومية الكردية " قبل ان تتمكن بعض الاطراف الشيعية من جعل" الفيدرالية" نظام عام للعراق , في مسعى لتأسيس فيدرالية طائفية " شيعية " لمحافظات الوسط والجنوب كما هو معروف .
فرغم كل الجرائم التي ارتكبتها , لم يكن بوسع الواجهة " السّنية " من تعديل وجهة اعادة بناء الدولة السياسي حسب رغبتها , بعد ان يأست من استعادة سلطتها بالكامل . والنجاح الذي حققته بتأليب الوسط الرسمي العربي - وربما الاسلامي لاحقا - لم يأت من فراغ , فقد ساعدتها الممارسات الطائفية لبعض الاحزاب والشخصيات الشيعية المتنفذة , وبالذات التداخل الذي حصل ايام وزارة الجعفري بين المليشيات الشيعية وقوات وزارة الداخلية بأشراف وزير الداخلية السيد بيان جبر . وما تبعها من جرائم علقت مسؤوليتها على وزارة الداخلية , وكانت انعكاساتها السلبية على الاحزاب الشيعية قبل غيرها.
يوم 20070306 نشر موقع "الناس" نقلا عن الوكالات ان: وزراء الخارجية العرب قد وجهوا دعوة بعد انتهاء اجتماعهم في القاهرة الاحد الماضي الى الحكومة العراقية لتعديل الدستور والغاء القوانين التي تسببت في تحقيق ما وصفوها بأفضلية للشيعة والأكراد , واتهموها ايضاً بالمسؤولية عن العنف الطائفي في البلاد .
ومن بين التوصيات توسيع العملية السياسية بحيث تشمل اطرافاً اخرى , ومواجهة التوترات الطائفية , واجراء اصلاحات دستورية وضمان توزيع عادل للثروة . واقترح عمرو موسى امين عام الجامعة العربية : ان تطرح الحكومات العربية توصياتها بشأن وقف نزيف الدم في العراق على مجلس الامن الدولي .
وفي الوقت الذي نضيف فيه صوتنا لصوت وزير خارجيتنا السيد هوشيار زيباري عندما اجاب : ان الاقتراحات بتدويل القضية العراقية , امر مرفوض تماماً من الجانب العراقي . لافتاً الى ان الحكومة العراقية حكومة منتخبة , وهي قادرة على التعامل مع الوضع في العراق . والسؤال هو في كيفية القدرة على التعامل مع الوضع في العراق ؟ والكل يعلم ان الامريكان وضعوا جدول زمني الى نهاية الشهر الحادي عشر كحد نهائي للحكومة العراقية لضبط الوضع الامني , وفي حالة فشل الخطة الامنية الحالية , لاشئ يمنع الامريكان من الاتفاق مع الدول العربية لتدويل القضية العراقية كأحد الحلول المطروحة . وعندها ستكون تحت الوصاية الدولية ويلغى الاعتراف بالحكومة والمسيرة السياسية للبلد .
ان رفض تصريح عمرو موسى وحده لايكفي , بل البحث عن وسائل تحفظ استمرار العملية السياسية وتطورها, وأعتبار التصريح احد الانذارات التي يجب ان تؤخذ بعين الجد .
العراقيون يدركون جيدا ان العنف لن يتوقف ما لم ينتصر احد الطرفين , والطرف الاقرب للجماهير هو الحكومة المنتخبة رغم كل سلبياتها , ولعل التعاون في كشف الاوكار الارهابية من قبل هذه الجماهير خير دليل على ذلك , رغم المخاطر التي تكتنف هذا التعاون . وهذه الفرصة الاخيرة التي قد لايجود الزمان بمثلها لقائمتي "الائتلاف" و" الكردستانية " في المحافظة على منجزاتهما بالذات . وبما ان القائمة " الكردستانية " لملمت نفسها داخل اطار مصلحتها القومية , وحافظت على تواصلها مع الجانب الامريكي . تبقى المسؤولية الحقيقية في كيفية استجابة قائمة "الائتلاف" لتفعيل اجهزة الدولة , ودعمها بكل الامكانيات وبعيداً عن الطائفية , وبروح وطنية حقيقية تكون فيها اقرب لروح الجماهير التي انتخبتها وتنقذ العراق في هذا المفصل التاريخي المحدد - والذي وضعها في هذه المسؤولية - من المشاريع الخارجية والداخلية التي تستهدفه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس


.. المسيرات الإسرائيلية تقصف فلسطينيين يحاولون العودة إلى منازل




.. ساري عرابي: الجيش الإسرائيلي فشل في تفكيك قدرات حماس


.. مصادر لـ-هيئة البث الإسرائيلية-: مفاوضات إطلاق سراح المحتجزي




.. حماس ترد على الرئيس عباس: جلب الدمار للفلسطينيين على مدى 30