الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فتح وحماس وحكومة الوحدة الوطنية

محمد بسام جودة

2007 / 3 / 9
القضية الفلسطينية


لا يخفى على احد أن حكومة الوحدة الوطنية أمر مفصلي وجوهري في التاريخ السياسي الفلسطيني ,فى ظل حالة الاحتدام والاحتقان الفصائلى بعدما جرت عملية الانتخابات وما أفرزته من نتائج ديمقراطية فى واقع الحال والتي أعطت حركة حماس فوزا ساحقا لتكون هى الفصيل الأكبر الذى يحظى باغلبية برلمانية وبالتالى الأهلية والأحقية في تشكيل حكومة فلسطينية خلال الاربع سنوات القادمة كحق طبيعي وديمقراطى يتمتع به أى فصيل فلسطينى كان ،وهذا فى تقديرى ليس غريبا أو عجيبا بل أمرا يمكن أن يحصل وطبيعي فى أي بلد يقتاد بالديمقراطية ويؤمن بمنهجيتها.
إلا أن الغريب بل العجيب فى الأمر مغالاة البعض في حركة حماس بتوجهاتها وما اقترفته بعض العناصر المحسوبة عليها من أفعال مشينة ومرفوضة بحق نضال وتاريخ الشعب الفلسطينى وما آلت اليه الامور من تدهور أمنى خطير وفوضى عارمة جابت كل شوارع المدن الفلسطينية وتحديدا فى قطاع غزة والذى حاول الإساءة تماما لهذه الحركة وتاريخها النضالى وإنجازاتها العظيمة فى المقاومة طوال مراحل الانتفاضة الفلسطينية على حد سواء .
إن واقع التحليل والتوصيف لمجريات الأحداث أمر ذات أهمية يجب عدم إغفاله أو القفز عنه لطالما انه لا زال هناك محاولات من البعض لوضع العصا فى الدواليب لإفشال كل المحاولات والجهود لإنجاح أي فرصة حقيقية لتشكيل ما يسمى بحكومة الوحدة الوطنية .
ولا شك أن هناك أيضأ أطراف فلسطينية فى الحركتين فتح وحماس لديهم الجدية والحرص لإنجاح فرص تشكيل هذه الحكومة ولكن لا بد أن تكون هذه المساعى والجهود الحثيثة لديها العزيمة والإصرار على مواجهة أي محاولة للتصدي والتغلب على كل العقبات التى من الممكن مصادفتها وتجاوز أى خلافات او مسائل ذات حساسية لدي أي طرف من الأطراف الفلسطينية علي مبدأ المصلحة الوطنية الفلسطينية العليا وليس علي مبدأ المصالح الضيقة والفئوية.
فليس هذه المرة الأولى التى يجرى فيها حوارات فلسطينية لتشكيل حكومة وحدة فاللقاءات والمشاورات والمحادثات الماراثونية كانت من سمات العام2006 فى العمل السياسي الفلسطينى للفصائل الفلسطينية ولكن كل هذه المشاورات و المحادثات لم تنجح في إخراج أي حكومة وحدة للنور وكان الفشل مصير كل فرصة ممكنة لتحقيق هكذا حكومة , والسبب في ذلك أن هناك جهات وتيارات لها أجندتها الفئوية وذات صلا بقوي خارجية لا يريحها أن ينعم شعبنا الفلسطيني بحكومة فلسطينية تتناغم فيها فصائل العمل الوطنى وهذا يؤكد وبشكل قاطع أن حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية لها أهميتها ورمزيتها وتأثيرها فى الميزان السياسي والمعادلة السياسية فى المنطقة وبالتالي خشية بعض الأطراف والجهات لما يمكن أن تحققه هكذا حكومة فى حال وجود أي أفق سياسى أو حلول فى المنطقة والذي لا يروق لإسرائيل وترفضه تماما وتتفق معها حليفتها الولايات المتحدة الأمريكية ،لذلك فإفتعال الأزمة وإرباك الساحة الفلسطينية وخلق حالة جديدة من الفوضى والعنف وإراقة الدماء وتوتير الأجواء هنا وهناك لجر الساحة الفلسطينية لحرب أهلية وزرع بذور الفتنة والاقتتال بين أقطاب العمل السياسي الفلسطينى وتحديدا حركتى فتح وحماس هو أنجح الوسائل واقصر السبل للقضاء على كل المحاولات الهادفة لوجود هكذا حكومة , ومن هنا لابد من الحديث أن اتفاق مكة الذي جرى برعاية سعودية بين حركتى فتح وحماس والذي كان من الممكن أن يكون بدون وساطة أو تدخل لأحد لو وضعت هاتين الحركتين منذ البداية نصب أعينهما المصلحة العامة للشعب الفلسطينى .
فلا مشكلة أن يكون هناك راعى عربي لهذا الاتفاق وفى هكذا مكان (مكة المكرمة)ولكن المشكلة الحقيقية ماذا لو أضاعت هذه الفرصة من أيدينا وأصبح إتفاق مكة اتفاق في مهب الريح وهذا ليس من باب التشاؤم ولكني حقيقةً أدعوا قيادة الحركتين فتح وحماس لتجاوز خلافتهما الحزبية وكل حساسية من الممكن أن تؤثر على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية والتى بدأت تظهر وأخذت وسائل الإعلام تتناقلها وتضخمها سواء ،فيما يتعلق بكتاب التكليف وما يتضمنه من نقاط لتشكيل الحكومة أو ما يتعلق بمسألة المحاصصة وتقسيم وتوزيع الوزارات والمناصب وما يترتب عليها من صلاحيات لهذا الطرف أو ذاك .
كما أن أي محاولة لخلق أزمة ثقة بين الأطراف الفلسطينية لأجل مصلحة فئوية أو حزبية أو الدخول في حسابات الهيمنة لطرف على حساب طرف أخر من الممكن أن تعيدنا لنفق مظلم ونكسة جديدة فى علاقاتنا الداخلية الفلسطينية , وبالتالى ضرب اتفاق مكة بعرض الحائط وتقويض فرصة إنجاح حكومة الوحدة الوطنية المنتظرة .
وعلى الجميع أن ينتبه جيدا ويتوخى الحذر لهذه المرحلة الحساسة والدقيقة فى تاريخ الشعب الفلسطينى ,لان أي محاولة لإفشال إتفاق مكة وتشكيل حكومة وحدة وطنية هذه المرة سيكون وصمة عار على جبين حركتى فتح وحماس وسيمنى شعبنا بهزيمة وخسارة وانتكاسة لا سابقة لها وستكون نتائجها وخيمة لا يستثنى منها أحدا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي