الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يؤجج هذه الروح الكريهة؟

حمزة الحسن

2003 / 8 / 7
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

 

على مدى ايام ورائحة قذرة مخجلة تزكم الأنوف على صحف  ومواقع كثيرة تجعل أي كاتب يحترم نفسه يغادر الكتابة، بل يعتزلها نهائيا، أو يبحث عن قنوات أكثر نضجا ورصانة ووطنية( وقد يكون هذا هو السبب الذي يجعل أدباء العراق المعروفين يعزفون عن المشاركة في هذه المواقع).

 وهذه الحملة توجه باسم الجامعة العربية نحو العروبة كتاريخ وحضارة ووصلت الأمور حد اعتبار هذه الأمة" ميتة، وعاهرة الخ" التسميات السوقية التي تصب في المخطط الطائفي الاجرامي للتفريق بين أبناء الوطن الواحد، وتأسيس بينة الحرب الأهلية.

وكنا، قبل الحرب، وبعدها، وبالأمس أيضا، حذرنا، ونحذر من مخطط أخراج العراق من محيطه العربي، فهذا هو الطريق الأول لتقسيمه كما وضع ذلك منذ سنوات.

وتأتي الكراهية للعروبة مصاغة في أطار النقد الزائف للجامعة العربية وهو سلوك هزيل حقا، فكيف يمكن طعن أمة بجريرة عمر موسى أو مؤسسة سياسية مرهونة حالها حال كل الأشياء بقوى ودول وحسابات ورهانات دولية؟

وكنت أراقب بدقة ومنذ شهور الأشخاص الذين يؤججون هذه الصراعات القومية والطائفية والفئوية واعرفهم شخصيا، وفي أحاديث كثيرة مع اصدقاء كنت أتوقف عند هذا السؤال الذي أعجز في الاجابة عنه وهو:

ـ لماذا يقوم الدكتور الطبيب فلان الفلاني والدكتور فلان والدكتور فلان والدكتور فلان الحاج وهم كلهم ينتمون إلى: 1 قومية عراقية مضطهدة( ليسوا عربا وليسوأ أكرادا) حالها حال الجميع، 2 وكانوا شيوعيين سابقين، 3 وهم الآن في السبعين من العمر 4 وتعاقدوا مع  قوات التحالف، وغير ذلك من السمات المشتركة، بهذه الحملة الغوغائية ضد العروبة فكرا وتاريخا وجامعة ولغة ودينا وعلى نحو شرس؟

وكنت أجيب دون أن اكتب ذلك يوما لكي لا أكون طرفا في نقاش دوني، أو لكي لا أتعرض حالا، وفورا، إلى هجمة ضباع جاهزة لا تنام كالصيدليات الخفر، أن هذا هو بالضبط سلوك نفر( أكرر نفر وليس سلوكا معياريا) من القوميات المجروحة في لحظات زهوها، وهذا ما اكد عليه المفكر الفرنسي فرانز فانون حين قال قبل صعود الفاشية:

ـ إن القوميات الوليدة، الفتية، المنتصرة، ما لم تنعطف، فورا، في ساعة نصرها، نحو البناء الاجتماعي، والديمقراطية، ستتجه حتما نحو الفاشية.

أي نحو بناء الكيان الكلبي المسعور الذي يريد التعويض عما فات مقلدا اساليب جلاده الأول كتعويض وانتقام( النموذج الأرتيري اوضح نموذج على الكيان المسعور الذي يهجم على هذا الجار أو ذاك وانتهى كدولة فاشية حزبية عائلية ...الخ).
كنت أريد أن اقول ذلك من فترة طويلة لكني أعرف أن هناك فرقة كوماندوز" تدخل سريع!" جاهزة للرد في أي وقت، للانزال على أي فم تخرج منه ملاحظة أو رأي أو وجهة نظر.

لا أدري لماذا يكون هجوم هؤلاء على العرب والعروبة ومؤسساتها وفكرها وتاريخها من باب النقد، والراي الآخر، وتكون مجرد ملاحظة صغيرة أو تعليق منا على هؤلاء عبارة عن شوفينية، وعنصرية، وبطيخ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصحافي عبد القادر صباح: قصف عنيف وأحزمة نارية في جباليا تشب


.. جودي سكيت.. يكشف عن أشياء مستحيل أن يفعلها ومفاجأة عن علاقته




.. تساؤلات حول تقرير واشنطن بشأن استخدام الأسلحة الأمريكية في غ


.. بعد الوصول إلى -طريق مسدود- الهدنة لا تزال ممكنة في غزة.. «ج




.. المستشفى الإماراتي العائم في العريش.. جهود متواصلة لدعم الجر