الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءات ورؤى- العالم المعاصر والصراعات الدولية

فتحى سيد فرج

2007 / 3 / 10
العولمة وتطورات العالم المعاصر



أثناء إعداد ورقة عن مشكلات ندرة المياه فى منطقتنا العربية وأثار ذلك على التنمية ، أخذت ابحث فى مكتبتي عن بعض الكتب والمقالات التى اهتمت بهذه القضية ، وقد وقع نظري على كتاب من سلسلة " عالم المعرفة عدد 133" تأليف د. عبد الخالق عبد الله ، ورغم أنه لم يكن على علاقة مباشرة بموضوع بحثي ، إلا أنه أثار انتباهي واهتمامي ورأيت أن أشرككم معي في قراءته ، ومن أجل تحفيزكم على ذلك سوف ألخص لكم مقدمة الكتاب .
ربما لم يكن العالم بكل تعقيداته وهمومه مهما بالنسبة للأغلبية من البشر ، فبالنسبة لهؤلاء الغارقين والمنهمكين في روتين الحياة اليومية يبدو العالم غامضا وبعيدا عن همومهم الذاتية ، ورغم قدم العالم تاريخيا فإن وعى الإنسان بعالمية هذا العالم لم تتبلور إلا مع بروز العالم المعاصر في القرن العشرين ، فمنذ بداية هذا القرن تسارع التاريخ وتسارعت التحولات وتقلصت المسافات واختفى بعدى الزمان والمكان ، وازداد تجانس الثقافات والحضارات وحدث تقارب هائل بين الشعوب والمجتمعات ، وبزغت في نهايات القرن بشرية واحدة ذات مصالح وهموم كونية مشتركة .
وازداد الإحساس في هذا العصر بأن مشاكل الإنسان هي مشاكل عالمية ، فالحياة والبيئة والحضارة والموارد والديون والطاقة ( والفقر وسوء توزيع الدخل القومي ، وتزايد النمو السكاني ، واتساع الفجوة بين الموارد وعدد السكان ، وما ينتج عن كل ذلك من تفاقم مشكلات الصحة والتعليم وتردى نوعية الحياة خاصة فى البلاد المتخلفة ) هي جميعا قضايا إنسانية مشتركة تبحث عن حلول عالمية مشتركة ، حتى القرارات والأحداث والصراعات المحلية أصبحت ذات أبعاد عالمية .
لقد تدرج الإنسان عبر التطور التاريخي وبلغ طور الوعي بأولوية المصالح الإنسانية المشتركة ، والبشرية تواجه اليوم مصيرا مشتركا ومصلحة مشتركة ، وأصبح البقاء والفناء قضايا عالمية مشتركة ، فإما تغرق البشرية سويا في بحر صراعاتها وتناقضاتها المزمنة وإما أن تجد مخرجا موحدا لتفادى حدوث كارثة بالجنس البشرى والحضارة الإنسانية .
إن تصور العالم المعاصر كنظام عالمي مترابط هو أحد أهم فرضيات هذا الكتاب الذي يهدف إلى تعزيز الشعور بأننا جميعا جزء من هذا العالم ومن تاريخه وحضارته ، وجزء لا يتجزأ من همومه وإنجازاته ، وأن وعى من هذا النوع سوف يجعل الإنسان معنيا بكل ما يدور فى هذا العالم ، ومن شأنه أيضا أن يدفع كل فرد إلى النظر فى إرث البشرية جميعا على أنه إرث له ، وأن تجارب الآخرين وأنماط حياتهم قد يكون فيها ما هو جدير بالاقتباس ، وأن الانتماء إلى العالم يتطلب فهم مكوناته ومعرفة خصائصه أدراك القوى آلتي تسيره .
هذا الكتاب يحاول الإجابة على جملة من التساؤلات مثل ، ما هو العالم المعاصر ، كيف ومتى نشأ وكيف نشأت انقساماته وصراعاته الراهنة ؟ وما هي أهم صراعاته وقضاياه ، طبيعة الصراع القائم بين الشرق والغرب وبين الشمال والجنوب ، وحقيقة الفجوة بين الدول الغنية والفقيرة ؟ وما هي القوى آلتي تتحكم في تطوره ؟ وأخيرا ما هو مصير العالم وإلى أين يتحه ؟ هل نحو المزيد من الصراعات والتوترات ونحو تفاقم الأزمات أم يتجه نحو المزيد من التعاون والهدوء والاستقرار والسلام الدولي ؟ .
لقد وجدت في هذه المقدمة وجهة نظر كنت ابحث عنها وأود توضيحها كمدخل لا غنى عنه لفهم طبيعة الصراع الدائر في منطقتنا المتفردة خارج السرب، فالعديد من المشاكل المزمنة بين مختلف الدول قد وجدت حلول من مدخل التفاهم المشترك والاعتراف بالأخر والعالم بشكل عام يتجه نحو الوحدة الإنسانية ، ولكن منطقتنا العربية والعالم الإسلامي على وجه الخصوص يبقى خارج هذا التوجه فما يزال الصراع دائرا سواء بين أطرافه أو بينه وبين دول الغرب ، وهنا يحق لنا أن نتساءل : لماذا يختلف التوجه في منطقتنا عن التوجه العالمي ؟ هل يرجع ذلك لطبيعة الثقافة السائدة أو لأسباب أخرى ؟ هذا ما سوف نتعرف عليه من خلال قراءتنا لهذا الكتاب الهام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: غانتس اختار أن يهدد رئيس الوزراء بدلا من حماس


.. انقسامات داخلية حادة تعصف بحكومة نتنياهو وتهدد بانهيار مجلس




.. بن غفير يرد بقوة على غانتس.. ويصفه بأنه بهلوان كبير


.. -اقطعوا العلاقات الآن-.. اعتصام الطلاب في جامعة ملبورن الأست




.. فلسطينيون يشيعون جثمان قائد بكتيبة جنين الشهيد إسلام خمايسة